حضرة الآباء الأجلاء
بالأمس كان لكم موعد لتشاور مسيحي إسلامي، فتغيب الفريق الإسلامي، دون أن نعرف السبب، فكان أن أصدرتم بيانا تعويضيا طالبتم فيه الإسراع بإنتخاب رئيس للجمهورية، كما يطالب سائر الناس، وكما لو أن إنتخاب رئيس يحل المشكلة.
فهل يعقل أن لا تكونوا على بينة من جوهر المشكلة؟
ألا تعلمون أنه توجد في لبنان سلطة مخفية تدير الدولة، وليس الحكومة ورئيس الجمهورية؟
ألم يكن يوجد في لبنان رئيس عندما بدأ النزوح السوري الفوضوي؟ وماذا فعل وجود الرئيس في التصدي لهذه المشكلة، التي تحولت إلى تهديد كياني لكل لبنان؟
وهل وجود الرئيس أوصلنا لقانون إنتخاب يؤمن صحة التمثيل، وتحديدا صحة التمثيل المسيحي، بوصول 64 نائب مسيحي يمثلون رأي المسيحيين، بمختلف توجهاتهم؟
أما تسألتم عن الرابط بين حرمان المسيحيين من حقهم الدستوري بإختيار ممثليهم، وبين ما يجري من إضطهاد بربري متعمد لكل المسيحيين في المشرق، ومن هي اليد الخفية التي تحرك هذا الإرهاب التكفيري؟
ما هو دور المسيحيين في إدارة سلطة مصر، العراق و سوريا ليعاقبوا بالإقتلاع من جذورهم؟
أيها السادة الأجلاء،
أيام قليلة، قبل إنعقاد لقائكم ، وقف وزير خارجية لبنان، على إحدى شاشات التلفزيون، وللمرة الثانية، أدلى بتصريح خطير، مفاده وجود تحرك، من خلال مفوضية اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، وبالتواطؤ مع أهل السلطة، في الحكومة اللبنانية، لتسجيل النازحين السوريين على أنهم لاجئين، بحيث يفرض على لبنان تجنيسهم لاحقا. ثم بعد هذا التصريح الخطير بأيام، يصرح الوزير درباس، (المتورط في هذه الجريمة) في جريدة الديار يقول فيه: "توطين اللاجئين السوريين الفعلي أصبح أمرا واقعا".وليس خفيا على أحد، أن هذا الموضوع الخطير يهدد لبنان الصيغة و الكيان بالزوال، كونه سيفرض زوال المسيحية من لبنان و المشرق، ذلك أنه نتيجة تحول الوجود المسيحي من 17 مليون، في القرن السابع، إلى ما هو عليه اليوم، أبرز التاريخ ثابتة تقول: أن الدور هو شرط الوجود.
لماذا لم تستدعوا الوزير جبران باسيل وتسألوه عما في جعبته، حول هذا الموضوع، خاصة بعد تصريح الوزير درباس؟
أيحق لكم التغافل عن موضوع بهذه الخطورة؟
ألم يكن عليكم، بعد الإستماع للوزير باسيل أن تستدعوا القيادات السياسية المسيحية، للتباحث في هذا الخطر الداهم، فتخرجون بخطة عمل تتوزعون فيها الأدوار؟
أما اكتشفتم الرابط بين رفض وصول رئيس قوي، وبين التوطين؟ فأصغر متابع للشأن العام بات يدرك أن مشكلة النفايات، المفتعلة قصدا، إنما هي ستار دخاني يحجب تمرير جريمة التوطين.
بكم يصح قول الشاعر:
إن كنت لا تدري، فتلك مصيبةٌ.....................أو كنت تدري، فالمصيبة أعظمُ
أيها الآباء الأجلاء،
مطالبتكم بإنتخاب رئيس، بهذه السذاجة، هي كمن يطالب بمطران على مكة. فيما نحن نقول: خوري بقنوبين و لا مطران ع مكة.
فمتى سيعود الروح القدس، له المجد، ليتبوأ مركزه في لقائاتكم؟
بكل إحترام ومحبة،
إبنكم، المسيحي
عباد زوين