ليست وحدها الأفلام السينمائية أو الروايات من تحمل النهايات الجميلة، فحكاية الشاب الأيزيدي العراقي، علي خضر، هي الأخرى تكللت بخاتمة جميلة، بعد أن تمكن من إنقاذ حبيبته من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي مدينة هانوفر الألمانية، يستعد خضر، صاحب الـ20 عاما، لإقامة حفل زفافه على فيان ميرزا، الناجية من الأسر، والهاربة من الموت وفظائع ما خلّفه اجتياح المتطرفين لقضاء سنجار (في محافظة نينوى شمالي العراق).
بدأ الأمر وكأنه أشبه بالخيال، كما يروي خضر “على مدار 3 سنوات مضت، وأنا على علاقة حب مع فيان التي تقطن بلدة حردان قضاء سنجار، وخلال اجتياح مقاتلي الدولة الإسلامية للمنطقة وقعت هي في قبضة التنظيم، وتم نقلها إلى تلعفر (غربي الموصل)”. ولأنّ لا معنى لحياته دون محبوبته، ولا أهمية لأيامه في غيابها، فقد عقد العزم على إنقاذها، كما يقول، وخلال فترة اعتقالها كان على اتصال عبر الهاتف المحمول مع شقيقها. ويستدرك “قررت إنقاذها، ولو كلفني ذلك حياتي، فبدون فيان لا حياة لي”.
وترك خضر المخيم الذي يقطنه في محافظة دهوك ، وتوجه إلى سنجار للالتحاق بإحدى الفصائل الأيزيدية المقاتلة والمتحصنة في الجبل.
ومضى قائلا “علمت أن فيان وعائلتها في معتقل ببلدة تلعفر، شجعتهم عبر تواصلي مع أخيها على الهروب، وفعلا تمكنوا من مغافلة الحرس، والفرار مشيا، كنت أزودهم بمعلومات حول الطرق التي يجب أن يسلكوها لتجنب نقاط داعش”.
ولنحو 12 ساعة ظلّت عائلة فيان تسير إلى حين وصولها إلى سفوح الجبل الشرقية، حيث كان علي في الانتظار، صحبة عدد من المقاتلين الأيزيديين.
ويضيف علي “تم نقل حبيبتي وذويها إلى محافظة دهوك، بعد أن بقوا بقبضة التنظيم 4 أشهر كاملة، ثم توجهت عائلتها إلى ألمانيا، فلحقت بهم إلى هناك”. ويضيف بأنه يحب فيان التي تصغره بعامين بشدة، وهو عازم على الاقتران بها بغض النظر عن أي شيء آخر.
واقتصر حفل الخطوبة في هانوفر الألمانية، على العائلتين فقط، مستطردا “نستعد لإقامة حفل زفاف بسيط جدا، بعيدا عن الرقص والغناء، فكيف يمكننا الاحتفال وهنالك مئات وربما آلاف الأسرى والمخطوفين من أهلنا لدى داعش الإجرامي”.. “وليفهم العالم أننا لا نتخلى عن بناتنا وما حصل لهنّ يتجاوز إرادتهنّ”.
ويتحدث علي عن فرحته بالخطوبة عبّر خضر “أشعر بسعادة مطلقة بأني سأتزوج من فتاة أحلامي، إذ كانت هذه أمنيتي منذ سنوات”، كما وجه خضر نداء إلى الأيزيديين “أتمنى من الشباب الغيورين أن يخطوا خطوتي، فالناجية الإيزيدية شرفنا ولا ذنب لهن بما حصل، بل هن ضحايا الإرهاب والتطرف”.