من هنا، بدأت القصة. أسعد ذبيان، أحد أبرز الوجوه المنظمة لحملة "طلعت ريحتكم" يختصر مطالب الحراك بهجوم لا أخلاقي على شخص العماد ميشال عون. كثيرون ظنُّوا بداية أن الموقف فردي. لكنَّ التمادي في استهداف التيار الوطني الحر، برموزه ومسيرته وعناوينه النضالية المعروفة، والتمسك بتعميم تهمة الفساد، دفع بعض الناشطين إلى التحري عن هذا الشخص ومن وما يمثل، فكانت المفاجأة الكبرى.
حدا ملاحظ عيد الفصح قديش جنسي؟ بيض وأرانب، وقام حقاً قام. هكذا يسمح ذبيان لنفسه بوصف عيد قيامة السيد المسيح، التي تمثل جوهر الإيمان المسيحي. ولمناسبة عيد الميلاد، واحتفال الناس بميلاد ابن الله، يوجه ذبيان تحية إلى ابليس الذي يمثل بالنسبة إليه المتمرد الأول. وفي تعليق آخر، يعلن ذبيان أن واحداً من أكثر الشخصيات المحظوظة في التاريخ هو المجرم بارابا الذي اختاره الناس لإطلاق سراحه بدلاً من يسوع. اما أكثر الشخصيات المبعوصة في التاريخ فهو يوسف الذي تزوج مريم.
ومن السيد المسيح وسائر شخصيات الإنجيل، يتنقل ذبيان إلى مار شربل، فيسخر من معجزاته بالقول: الجدير ذكره أن مار شربل يحقق ما معدله أعجوبة في الدقيقة حول العالم. وحتى الموتى ومشاعر الأهل والأصدقاء لا تسلم من سخرية القائد الثوري الشاب، حيث يسأل: شو يعني صلاة عن روح أو قداس عن راحة فلان، إذا صارت الصلاة بيطلعلو ديسكاونت على أعمالو الشريرة؟
ومن الإيمان المسيحي إلى الإسلام. شهر رمضان أيضاً في نطاق الاستهداف: رمضان كريم. أحد عشر شهراً بلايبوي، وشهر واحد برايبوي.
هذا غيض من فيض ذبيان، الذي ردَّ على مهاجميه عبر مواقع التواصل بالقول: أنا لا أدحض أنني كاتب ما نشر، لكن المنتقى منها هو بعض ما كتبته كمزاح.
مقدمة الدستور اللبناني تؤكد أن لبنان جمهورية ديموقراطية برلمانية تقوم على احترام الحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد، والمادة التاسعة من الدستور تشدد على أن حرية الاعتقاد مطلقة والدولة بتأديتها فروض الإجلال لله تعالى تحترم جميع الأديان والمذاهب وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها على أن لا يكون في ذلك إخلال في النظام العام وهي تضمن أيضاً للأهلين على اختلاف مللهم احترام نظام الأحوال الشخصية والمصالح الدينية.
وفي السياق عينه، إشارة إلى أن المادة 473 من قانون العقوبات اللبناني تنص على أن من جدف على اسم الله علانية يعاقب بالحبس من شهر إلى سنة، فيما نصّت المادة 474 من القانون عينه أن من أقدم على تحقير الشعائر الدينية التي تمارس علانية أو حث على الازدراء بإحدى تلك الشعائر يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات.