هذا الفيديو الذي وصلنا الى ال otv والذي تظهر فيه سيدة تنظّم السير في شارع الحمرا دفعنا الى التحرّك لنعرف ما الذي جعلها تقوم بهذه الخطوة.
وصلنا الى الحمرا، حاولنا أن نتكلّم معها. لكنها رفضت وأبدت انزعاجًا لأننا نلهيها عن عملها.
لا احد يدري ماذا تخفي هذه السيدة وراء تلك النظارات السوداء من حزن في عينيها أو من أسرار والغاز وحتى مآسٍ دفعتها الى النزول الى الشارع وأخذ مهمة شرطي السير.
منذ العاشرة صباحًا وقفت قرب مصرف لبنان، تعرف جيدًا قانون السير ونظام الاشارات.
اقتربنا من عناصر شرطة السير الذين، بحسب قولهم، حاولوا مرارًا ابعادها عن الطريق والاتصال بالعمليات في قوى الامن للتدخّل.
بحسب أحد المارّة الذين اوقفتهم الشرطية المدنية المجهولة، نهار صاحبة الشعر الابيض بدأ باكرًا.
روايات عدّة تهامسها المتفرجون على ما يحصل، من بينها أن هذه الامرأة فقدت ابنها بحادث سيرٍ وعانت منذ ذلك الحين من اضطرابات عقلية.
عاود عناصر الشرطة الاتصال بالعمليات، وكلّما حاولوا الاقتراب من السيدة قالت لهم إنها تحمل تصريحًا من وزير الداخلية يقضي بأن تنظم السير. ورقة برزتها عند وصول فريق من استقصاء بيروت مُنعنا من تصويره تبيّن أنها تحمل كلمتين: السيّدة المحترمة. انتهى نهار هذه السيدة مع الاستقصاء الذي حضر عند معرفته بوجود الاعلام، والذي جرّ هذه السيّدة بقوّة الى السيارة، ولكنّه لم ينتزع منها صفة المحترمة. انتهى نهار هذه السيدة ولم تنته معه معاناة مئات المواطنين الآخرين ضحايا المآسي على مختلف أنواعها.