عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك, وذلك بعد ظهر اليوم الخميس تاريخ 31/3/2016 برئاسة النائب محمد رعد وحضور أعضائها.
تابعت الكتلة تفاصيل فضيحة الانترنت غير الشرعي في لبنان, وما تضمنته من ارتكابات بحق القانون والادارة والمال العام, وما أحاط بها من شبهات أمنية, وعرضت للنقاشات التي شهدتها لجنة الاعلام والاتصالات النيابية وصولاً الى احالة جميع المعطيات الى القضاء المختص الذي يتابع التحقيقات في أكثر من اتجاه بهدف الكشف النهائي عن حجم الارتكابات وأبعادها ومخاطرها على الوضع الاداري والمالي والأمني في البلاد.
ثم بحثت الكتلة موضوع الزيارة التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة الى لبنان, والمسائل التي ناقشها مع المسؤولين, واللقاءات التي أجراها والالتباسات التي أثارتها خصوصاً لجهة ملف النازحين السوريين
وناقشت الكتلة الهجمات الارهابية الدامية التي نفذتها داعش في بروكسل, والتفجير الانتحاري الذي استهدف احتفالاً دينياً للمسيحيين في باكستان وأعلنت طالبان مسؤوليتها عنه.
وتوقفت الكتلة عند الانجاز الميداني المهم في سوريا والذي تمثل بتحرير مدينة تدمر من أيدي عصابات داعش التكفيرية, وما يعنيه هذا الانجاز الذي حققه الجيش العربي السوري وحلفاؤه من دلالات وأبعاد في هذه المرحلة من مراحل سير الأزمة في سوريا.
بعد ذلك بحثت الكتلة في البنود الواردة على جدول أعمال جلستها وخلصت الى ما يأتي :
1- تجدد الكتلة التزامها حضور الجلسات التشريعية لمجلس النواب حرصاً منها على تسيير مصالح البلاد والمواطنين خصوصاً في هذه المرحلة التي ينبغي أن يحاذر الجميع انعكاس الازمة السياسية في البلاد تجميداً للحياة العامة للبنانيين.
2- إن المعلومات والمعطيات التي توفرت حتى الآن حول قضية الانترنت غير الشرعي وحجم الشبكة ومدى انتشارها والطرق المستخدمة في استثمارها, تكشف عن قرصنة كبرى تطاول المال العام والقوانين والأنظمة المرعية الإجراء, وتفتح نوافذ أمنية واسعة يمكن للعدو الاسرائيلي أن يتسلل عبرها، للنفاذ بسهولة الى داتا المعلومات الحساسة والخطيرة التي تخص الدولة وأمنها والمواطنين وأوضاعهم.
إن الكتلة اذ تستهجن التباطؤ في مقاربة القضاء لهذه الفضيحة, تؤكد على وجوب المضي في التحقيقات الموسعة والجديّة, وتحذر من مغبة أي تساهل أو تلاعب أو تدخل سياسي بشأنها.
3- تشجع الكتلة أجهزة القضاء وكل ادارات الدولة على التنبه الى مكامن الفساد والهدر في المال العام, وعدم الخوف من ضبطها ووضع اليد عليها ومباشرة التحقيقات النزيهة حولها, إذ أن من شأن ذلك ردع المتورطين والذين تسوّل لهم أنفسهم ارتكاب الموبقات على حساب حقوق المواطنين ومصلحتهم العامة.
إن تنامي الفساد ينذر بعواقب كارثية على مستوى النظام العام والسلوك الاخلاقي للموظفين, وهذا الفساد يتحول الى خطر جدّي خصوصاً عندما يمتد الى الأجهزة الأمنية.
4- لقد أثير الكثير من الالتباسات حول الهدف العملي لزيارة أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون الى لبنان, وكذلك حول العروض المالية والطروحات السياسية التي تقدّم بها خصوصاً لجهة موضوع النازحين السوريين.
اننا في كتلة الوفاء للمقاومة إذ نلتزم واجب التعاطي الانساني مع هؤلاء النازحين, إلا أننا نرفض كل محاولة للإستثمار السياسي على ملفّهم, خصوصاً من قبل الدول أو القوى التي ساهمت ولا تزال في تفجير الأزمة السورية وتوظيف الارهابيين واستخدامهم ضد الدولة والشعب والجيش بهدف إضعاف سوريا وتفكيكها.
كما أننا ندعو الحكومة الى إعلان سياستها بشفافية ووضوح ازاء موضوع النازحين السوريين منعاً لأي التباس ليبنى على الشيء مقتضاه.
5- تعتبر الكتلة ان تحرير مدينة تدمر من الارهابيين, على أيدي القوات العربية السورية وحلفائها هو انجاز ميداني مهم يُسْقِطُ أوهام المراهنين على تفكيك سوريا وتقسيمها ويؤكد العزم على انهاء الارهاب وعصاباته ويعزز الاتجاه والجهود المبذولة لتحقيق تسوية سياسية تتيح للسوريين استعادة أمنهم واستقرارهم وتقرير نظام الحكم الذي يلبي حاجاتهم وطموحاتهم من دون أي تدخل خارجي في خياراتهم.
6- تدين الكتلة بشدة الهجمات والتفجيرات الارهابية المتوحشة سواء تلك التي استهدفت بروكسل عاصمة بلجيكا, أو التي استهدفت لاهور في باكستان, وأسفرت عن قتل عدد كبير من الابرياء وجرح عدد كبير آخر.
وترى الكتلة أن داعش أو طالبان أو غيرهما من المسمّيات المختلفة لفصائل الارهاب التكفيري التي تعلن مسؤوليتها بوضوح عن مثل هذه الهجمات.. لا تلغي على الاطلاق مسؤولية النظام السعودي الذي يُعتبر المنبع الأساسي لها على مستوى الفكر والثقافة والدعم والتمويل والتسليح.
7- توجه الكتلة بمناسبة يوم الأرض في فلسطين, تحية دعم وإكبار للشعب الفلسطيني بكل فصائله السياسية وشرائحه الاجتماعية, وترى في اصراره على مواصلة خيار الرفض للإحتلال ومقاومة غطرسته ووحشيته ولو بالقبضات والحجارة والسكاكين دليلاً اضافياً دامغاً على تمسكه بأرضه وبخياره المقاوم من جهة وعلى فشل كل محاولات الاحتلال الاسرائيلي وداعميه لتطبيع علاقات الكيان الصهيوني بالفلسطينيين أو بأي من الشعوب العربية الحرة والشريفة. إننا ننحني أمام صمود الشعب الفلسطيني الشجاع وتضحيات أبنائه الشهداء والمقاومين والجرحى والأسرى وعوائلهم, ونجدد التزامنا بقضيته المحقة والعادلة والمشروعة ومتابعة دعمنا لها بكل أشكال وألوان الدعم، حتى استعادة كامل حقوق الشعب الفلسطيني, وندين بشدة كل ممارسات العدو الاسرائيلي واجراءاته العنصرية لاسيما منها الاعدامات العشوائية التي ينفذها جنود العدو ميدانياً ضد أبناء فلسطين.