تابع وفد هيئة التنسيق للقاء الأحزاب و القوى و الشخصيات الوطنية اللبنانية زيارته إلى الصين و وصل إلى مقاطعة سيتشوان، من شنغهاي ، حيث التقى المسؤولين في الحكومة المحلية، و قام بجولة على بعض القرى النموذجية فيها ، و زار حياًّ سكنياًّ جديداً بنمطه في عاصمة المقاطعة تشنغدو و أجرى مباحثات مع سكان و مسؤولي الحي.
* اللقاء مع مسؤول في لجنة شؤون القوميات و الأديان:
بدايةً إلتقى وفد الأحزاب بنائبة مسؤول لجنة شؤون القوميات و الأديان في المقاطعة (سيتشوان) التي رحبت بالوفد و قدّمت عرضاً موجزاً حول القوميات فأشارت إلى أن هناك 14 قومية تعيش في المقاطعة و تتمتع بالحكم الذاتي في إدارة مناطقها في إطار الدولة الصينية المركزية و قوانينها، وسط تفاهم فيما بينها و ظروف مستقرة، لافتة إلى أن مناطق الأقليّات القومية شهدت تطوراً إقتصادياً، حيث جرى فيها بناء مشروعات كبرى لتطوير معيشة المواطنين، وفق السياسات التي وضعتها الحكومة المركزية حول القوميات. و أكدت نائبة مسؤول القوميات، أن الهيئات القيادية في المقاطعة تضم كوادر من الأقليات القومية بما بتناسب مع نسبة عدد سكانها في المناطق الموجودة فيها. حيث جرى وضع خطط للتنمية الإقتصادية و التعليم, و إنشاء المدارس الخاصة لمختلف الأقليات القومية، و تم تطبيق خطة للتعليم الإلزامي لمدة تسع سنوات، و بعد ذلك مدة ثلاث سنوات للتعليم المهني.
و أشارت إلى أنه يجري احترام ثقافة الأقليات، فضلاً عن تقديم المساعدات من الحكومة لإنشاء البنى التحتية للمناطق و تدريب الكوادر، و إشراك الأقليات في المهرجانات الفنية و الثقافية على مستوى الصين.
أما بما يخص الأديان فقد لفتت نائبة مسؤول شؤون الأقليات القومية و الأديان إلى أن المقاطعة تعيش فيها مختلف الأديان، البوذية و الطاوية و الإسلامية و الكاثوليكية و البروتستانتية، في ظل تعايش في إطار الوحدة الوطنية، مشيرةً إلى أن الجمعيات الدينية المختلفة تلعب دوراً مهماً في تعزيز روح التعاون و الوحدة في البلاد.
* اللقاء مع مسؤولي لجنة التنمية و الإصلاح و مديرية الشؤون التجارية:
أما اللقاء الثاني فقد كان مع مسؤولي لجنة التنمية و الإصلاح و مديرية الشؤون التجارية في سيتشوان، حيث أكدوا على أهمية و ضرورة تطوير العلاقات بين لبنان و مقاطعة سيتشوان في النواحي الإقتصادية و التجارية، مؤكدين أن هذا اللقاء يشكّل فرصة سانحة للتواصل و التبادل مشيرين إلى حجم الإنفتاح على الخارج، و إلى المكانة التي تحتلها المقاطعة من النواحي الإقتصادية و السياحية، و جذب الإستثمارات الخارجية.
و لفت المسؤولون الصينيون إلى المؤشرات و البيانات الإقتصادية التي تؤشر إلى مستوى التقدم و التطور الإقتصادي و العمراني و البنى التحتية، حيث احتلت مدينة تشنغدو مرتبة متقدمة على صعيد التنمية و كانت بين 3 مدن عالمية لناحية مستوى التنمية، و أشاروا إلى التبادل التجاري بين المقاطعة و الدول العربية، مؤكدين على أهمية لبنان كهمزة وصل بين قارات آسيا و أفريقيا و أوروبا، و مصدراً للثقافة و ممراً لطريق الحرير.
و عبّر المسؤولون الصينيون عن رغبة في تعزيز الإستثمار في لبنان لا سيما بعدما أصبحت المواصلات تسهل عملية التواصل مشيرين إلى أهمية الموقع الجغرافي المتميز الذي يحتله لبنان و الإستعداد لإنشاء المؤسسات و الشركات الصينية في لبنان باعتباره منطلقاً إلى العالم العربي.
* اللقاء مع نائبة مسؤول الشؤون الخارجية:
و في اللقاء مع نائبة مسؤول الشؤون الخارجية في المقاطعة التي أكدت على أهمية العلاقات التي تربط الصين بلبنان، لافتةً إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين أٌقيمت منذ عام 1971، و التي شهدت تطوراً مستمراً، مشيرة ً إلى مشاركة لبنان في معرض "اكسبو" في الصين سنة 2010، و كذلك إلى الصداقة بين البلدين في مجالات الإقتصاد و التعليم و الثقافة.
بدوره أكد منسق لقاء الأحزاب الدكتور بسام الهاشم في هذه اللقاءات على أهمية التعاون و التبادل بين لبنان و الصين، و بين لبنان و مقاطعة سيتشوان، و لفت إلى التشابه الكبير بين البلدين على صعيد التنوع في الأديان و القوميات، معبراً عن الإفتخار بأن يكون لبنان نموذجاً مصغراً للعالم العربي، كما هي سيتشوان بالنسبة للصين، لافتاً إلى أن العلاقات بين لبنان و الصين قديمة جداً و تعود إلى القرن التاسع عشر أيام ما كان لبنان يصدر الحرير إلى الصين و يستورد منها التوابل و الخزفيات، مؤكداً التطلع إلى تطوير و عزيز العلاقات في مجالات التعليم و التربية و الطاقة و الموارد المائية و الكهربائية و الصناعة، و على صعيد السياسة الخارجية، مشيراً إلى أن الوفد اللبناني يمثّل محور المقاومة، داعياً الصين إلى مزيد من الإنخراط في دعم القضايا العربية المحقة. و نوّه الهاشم بدور الصين في دعم سورية و وقوفها مع روسيا ضد التدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية. و أكد أن التحولات الحاصلة اليوم إنما هي تحولات تتجه نحو تحقيق الإنتصار الحاسم لمحورنا المقاوم. و لفت إلى أن منطقتنا تعرضت في السنوات الأخيرة إلى هجمة شرسة غير مسبوقة من قبل القوى الإرهابية لا سيما الحرب المتعددة الجنسيات التي استخدمت الإرهاب التكفيري لتدمير سورية و العراق و اليمن، لكن قوى المقاومة صمدت بفضل الدعم الروسي و الصيني مما مكّننا من جبه العدوان الإرهابي. و قال الهاشم أن لبنان بحكم عدائه للعدو الصهيوني المغتصب و القوى الدولية التي تقف وراءه و تدعمه، و في الطليعة الولايات المتحدة، تتطلع إلى بناء شراكة مع الصين بما يجعل الصين أكثر انخراطاً في الشرق الأوسط لإعادة التوازن في العلاقات الدولية.
و ختم الهاشم بالتأكيد على الإستعداد لتعزيز و تطوير العلاقات بين البلدين في المجالات العلمية و البحثية و التكنولوجية، متمناً إتاحة الفرصة لطلاب لبنان لإكتساب ما يمكن من خبرات في الصين.