Quantcast
Channel: tayyar.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 170260

خاص - مَن شيطن الإسلام.. !؟

$
0
0


عندما كتب صمويل هنتنغتون "صدام الحضارات" متوقّعاً حتمية الصّراع بين الحضارة الغربية والإسلام في العام 1993، لم يُخيّل لكثيرين أن هذه النظرية ستكون واقعاً معاشاً في منطقة الشرق الأوسط الملتهبة بالنفط والأنبياء... وفلسطين، ليُطرح السؤال اليوم من شيطن الإسلام، الذي يُعدّ ديناً حنيفاً ومن الأديان السماوية الثلاثة؟ ولمصلحة من اختُرِعت "القاعدة" ومتفرعاتها في ظلّ الخريف الإسلاموي الذي انطلق ربيعاً عربياً؟
 
 
في مقابلته الأخيرة مع "ذي اتلانتيك" تحدث الرئيس الأميركي باراك أوباما عن تحوّل أندونيسيا من دولة متسامحة الى متطرّفة متّهماً دول الخليج العربي بإرسال الأموال والأئمة لتعليم أصول الفقه الحنبلي (الوهابي)، لكن رئيس الولايات المتحدة قد تناسى ما قام به أسلافه عندما شجعوا المملكة العربية السعودية على الأدلجة والدعم لمعاهد التدريب والتعليم واستقطاب الشباب العربي الى صفوف "القاعدة" في أفغانستان باعتبار أن الإسلام كفيل في محاربة الشيوعية وفق مقتضيات الحرب الباردة والصراع مع الإتحاد السوفياتي السابق في حينه. 
 
وفي الوقت الذي كانت "القاعدة" تنمو فيه طفلاً بالتربية الدينية المتطرفة والتدريبات العسكرية المنظّمة، وقع خلاف في وجهات النّظر بين مساعدي أسامة بن لادن الرئيسيين. ركّز أيمن الظواهري (المصري الجنسية) على محاربة الأنظمة العربية والحلول مكانها باتهامها بعلاقة مع الغرب وتحديداً الولايات المتحدة الأميركية على حساب شعوبها، في حين ركّز عبدالله عزام (فلسطيني المولد، أردني الجنسية) على تحويل الجهود لتحرير فلسطين وبالتالي العمل على محاربة إسرائيل، والمفارقة أنّه اغتيل مع ولديه في انفجار عبوة ناسفة في باكستان في العام 1989.
 
ويُكمل الرئيس أوباما أن الإسلام لديه مشكلة مع الحداثة وأنّه يمرّ بمرحلة تقتضي معها القيام باصلاحات كتلك التي عرفتها الكنيسة بتذكير زوار البيت الأبيض الذي ينتقدون اتفاقه مع إيران بأن الغالبية من منفذي هجمات 11 أيلول هم سعوديون.
 يحصر الرئيس الأميركي المشكلة النابعة من أصول فقهية خاصّة بالحنبلية وقوامها العودة الى السّلف الصالح بمشكلة دين إسلامي ككلّ، وهذا الأمر غير صحيح لأن مصر "المسلمة" استطاعت مع حكم محمد علي من القيام بالنهضة والعصرنة والتحديث، كما أن إيران "الإسلامية" باتت دولة نووية بخبراء "إيرانيين"... 
 
أما المشكلة الفعلية فهي التوظيف السياسي للديّن والدّعم المالي والغطاء الشرعي لقوى متطرّفة تُمسك بالسلطة وتحلم بنشوء دولة الخلافة المزعومة. أليست المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وباكستان من اعترف ب"حركة طالبان" على الرّغم من إيوائها "القاعدة" ومن فرض الشريعة في حكم تواجدها ومن تدمير تماثيل "بوذا" تماماً كما تفعل "داعش" في إقليم "الجزيرة" السوري وقبله في منطقة "الأنبار" العراقية؟ أليس التدخل الأميركي في العراق هو من أوجد بيئة خصبة للتطرف بعد حلّ الجيش العراقي؟ ألا يتحمّل الغرب عموماً التدمير الممنهج في سوريا وتأصيل التطرف والتقسيم "الحلم" لدولة إسرائيل؟
 
في العالم اليوم معايير مزدوجة، ولا تعريف موحّد للإرهاب، فتُتّهم المقاومة في لبنان بأنّها منظمة إرهابية لأنّها باتت قوة إقليمية ردعية للطموحات الإسرائيلية التوسعية، لتُصبح موازية لإرهاب "داعش" و"النصرة" بعد أن حاربتهما في سوريا ليستفيق العالم على أن "أكلة الأكباد" خطر على الأمن الأوروبي والسّلم العالمي... فتُضرب باريس وبروكسل وغيرها وما من أحد يجرؤ على القول أن أيديه الملطّخة بالدم السوري ستوصل النار إليه، مع نازحين هاربين بعضهم يُنشد الحياة وبعضهم سيشتهي الموت للإنتقام من الحداثة، لتدخل الشعوب في صراع مع عقيدة  متفجّرة من أجل الهيمنة على العالم وهي الإسلاموفوبيا التي تأتي في مرحلة متزامنة مع انهيار التعايش السنّي- الشيعي في المنطقة العربية. 
 
والى أن يتحقّق السلام البارد بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية في إيران كما نصحهما أوباما المنكفىء الى الشرق الأقصى لاحتواء الصحوة الصينية، سنستعين بعبارة لويس بورغيس لنردّد بأنّه "في هذا (الشرق) لدينا حقّ مصون في الأمل".
 
 
 
 

Viewing all articles
Browse latest Browse all 170260

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>