احتفلت جامعة الروح القدس - الكسليك بالعيد العاشر لتأسيس المعهد العالي للعلوم السياسية والإدارية في جامعة الروح القدس- الكسليك، وذلك في قاعة الدكتور جان الهوا، بحضور رئيس الجامعة الأب الدكتور هادي محفوظ، ومدير المعهد الدكتور جورج يحشوشي وأعضاء مجلس الجامعة إضافة إلى أصدقاء المعهد الذين شاركوا خلال السنوات الأخيرة في إلقاء محاضرات للطلاب فيه، من سفراء ودبلوماسيين وشخصيات عسكرية وممثلي الجمعيات المحلية والدولية واختصاصيين في الشؤون السياسية الدولية، بالاضافة إلى الأساتذة والطلاب. وقد نظم المعهد في المناسبة محاضرات بعنوان "معالجة القضايا الصعبة والمهمة في السياسة الدولية اليوم".
حلقات نقاش
بدأ المؤتمر بحلقات نقاش شاركت فيها الرئيسة السابقة للبرلمان الإنديزي والوزيرة السابقة للصناعة والتجارة في الإكوادور الدكتورة إيفون باقي متناولةً "دور المرأة في السلام". ثم تحدث السفير اللبناني والرئيس السابق لبعثة جامعة الدول العربية في فرنسا الدكتور ناصيف حتي عن "التحديات الحالية في الشرق الأوسط ومغيّرو قواعد اللعبة". وتطرّقت المحللة السياسية وعميدة كلية الفنون الليبرالية في جامعة نورويتش الأميركية الدكتورة أندريا تالانتينو إلى موضوع "مسيرة السيادة من سايكس بيكو إلى الدولة الإسلامية". أما الصحافية السويسرية جويل كونتز فتحدثت عن "سيكولوجيا البلدان الصغيرة كلبنان وسويسرا". وتناولت مديرة قسم الطاقة في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية الدكتورة ماري كلير عون مسألة الطاقة في الشرق الأوسط.
أبي شديد
ثم افتتحت أمينة سرّ المعهد الأكاديمية الدكتورة دارينا صليبا أبي شديد الجلسة الختامية معتبرةً أنّ "المعهد أصبح معهداً تعليمياً وتدريبياً رائداً في لبنان ويتميّز بتواصله الكبير على المستوى الدولي. ويتميّز بقاعدته المنهجية الواسعة التي تجذب الطلاب، من لبنان وخارجه، ليس من مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية فحسب بل أيضاً من مجالات الخدمة العسكرية والحقوق والقانون والصحافة والترجمة ومختلف قطاعات إدارة الأعمال".
كلمة الطلاب
وألقت كارلا الزايد كلمة بإسم الطلاب عبّرت فيها عن الخبرة التعليمية التي اكتسبتها خلال سنوات الدراسة في المعهد وعن الفرص التدريبية التي وفّرها لها المعهد وساهمت في تعزيز معرفتها وخبراتها. كما توجهت فيها بالشكر إلى "القائمين على المعهد، إدارةً وأساتذةً، على تعبهم ودعمهم المستمر كي ندخل عالم الإدارة والسياسة والدبلوماسية بخطىً ثابتة".
يحشوشي
بعدها، تحدّث مدير المعهد العالي للعلوم السياسية والإدارية الدكتور جورج يحشوشي شاكراً رئاسة الجامعة والشركاء المحليين والدوليين على دعمهم المتواصل، والأساتذة والإداريين والطلاب. واعتبر أنّ "المعهد يقدّم برامج تعليمية خاصة بالعلوم السياسية والعلاقات الدولية تهدف إلى إعداد جيل جديد من المفكرين والزعماء السياسيين المبدعين والدبلوماسيين القادرين على إحداث تغيير بطريقة متجاوبة ومسؤولة. فنحن نصرّ على أن يتحلّى طلابنا بالمهارات القيادية والذكاء العاطفي والانفتاح على الفرص والتحديات العالمية وأن يمارسوا هذه القيم ويطوّروها".
كما عرض "لإنجازات المعهد طوال عشر سنوات، فقد نظّم عدد كبير من المؤتمرات والندوات وحلقات النقاش بمشاركة مجموعة من الشخصيات المهمة والوزراء والنواب والأساتذة المحاضرين والسفراء والدبلوماسيين من لبنان ودول أخرى لاسيما من دول أميركا اللاتينية والولايات المتحدة وبريطانيا والصين واليابان وكوريا ودول الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، إضافةً إلى منح شهادات دكتوراه فخرية لشخصيات دولية بارزة. وجرى تنظيم 7 أيام خاصة بالأمم المتحدة بالتعاون مع مختلف مكاتب المنظمة وأجهزتها وممثليها في لبنان وذلك إيماناً منّا بمهمة المنظمة الدولية الأساسية ومبادئها لاسيما وأنّ لبنان كان مساهماً أسياسياً في إنشائها في العام 1945".
وأضاف: "لمع طلابنا محلياً ودولياً، فمنهم من اختار التطوّع في برامج لتفعيل المشاركة المدنية ومنهم من تم اختياره في مسابقات دولية عدة ومنهم من شارك في برامج تبادل في البرازيل وفرنسا وألمانيا وقريباً في الولايات المتحدة. كما أطلقوا نشاطاً لمحاكاة الانتخابات الرئاسية اللبنانية ونموذجاً لمحاكاة الاتحاد الأوروبي".
وأكّد على "استكمال العمل لتطوير البرامج وخلق طرق جديدة للتعليم، ونذكر على سبيل المثال إطلاق برنامج ماستر جديد في الدبلوماسية والأمن الدولي بالتعاون مع الجيش اللبناني، وإطلاق أول برنامج دراسة عن بعد في العام 2014 عن "الجيوسياسية في لبنان والشرق الأوسط"، الذي انضم إليه عدد من السفراء والدبلوماسيين البارزين وشخصيات من مختلف المجالات.
وفي الختام، أعلن يحشوشي عن التحضير لمؤتمر عن اتفاقية سايكس- بيكو تُعلن تفاصيله لاحقاً.
الأب محفوظ
ثم كانت كلمة لرئيس الجامعة الأب هادي محفوظ عبّر فيها عن سروره بالنجاحات المتتالية التي حققها المعهد طوال السنوات العشر. وحيّا روح العمل والجهود الحثيثة للعاملين فيه، على رأسهم د. يحشوشي منوّهًا بتفانيه في عمله ليس فقط في المعهد بل أيضًا كنائب الرئيس لضمان الجودة والكفاءة المؤسساتية في الجامعة وفي مسألة التعلّم والتعليم. كما توجه بالشكر للطلاب الذين يشكلون مصدر فخر دائم للجامعة من خلال تفوّقهم وتحقيقهم الأهداف المرجوة.
وئائقي وتوزيع الشهادات والجوائز
في الختام، جرى عرض وثائقي عن المعهد وتوزيع ميداليات المعهد على رئيس الجامعة الأب هادي محفوظ وعلى المحاضرين، إضافة إلى توزيع شهادات مشاركة على الحضور.
كما تلا د. نيكولا بدوي مضمون شهادة تقدير موجهة من جامعة الدول العربية - مجلس وزراء العدل العرب إلى المعهد العالي للعلوم السياسية والإدارية في هذه المناسبة. وجاء فيها: "يسعدنا بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس المعهد أن نتوجه بأسمى آيات التقدير والتهنئة لكافة القائمين على المعهد إدارةً وأعضاء ومنتسبين، لدورهم الفعال في تأطير الإنسان المؤهل لبناء مجتمع عربي قوامه الفكر وعماده العلم وهدفه الرقي وصيانة الحضارة."