أعلنت إسرائيل الخميس 17 آذار 2016، وفاة رئيس جهاز الموساد السابق مئير داغان صباح الخميس عن عمر يناهز 71 عاماً ووصفته "بالقائد والمحارب الشجاع الذي قدّم الكثير لتعزيز أمن دولة إسرائيل" لا سيما بفضل عمله على تقويض برنامج إيران النووي وعددٍ من العلميات الاستخبارتية الأخرى، سنعرضها في الأسطر الآتية.
يمكن اعتبار مئير "أباً للجواسيس الإسرائيليين" فعلى مدى نحو 10 سنوات ساخنة قاد الرجل جهاز الموساد وخطط لبعض أكبر العمليات خلال الفترة من 2002 وحتى عام 2010. وكان مكلفاً بتخريب البرنامج النووي الإيراني الذي لطالما اعتبرته إسرائيل تهديداً لأمنها وعملت على منع إيران عدوها اللدود من تطوير أسلحة نووية. ولكن بينما كان داغان يقود تلك الحرب السرية، كان يعارض بشدة توجيه ضربة عسكرية ضد إيران، وتطابق موقفه هذا مع موقف رئيس الأركان السابق غابي آشكنازي.
ولد مئير داغان في الاتحاد السوفييتي السابق وهاجرت عائلته عام 1950 وعمره خمس سنوات.
وشغل عدة مناصب في الجيش بدءاً من السبعينيات فكان قائد وحدة مدرعات وقائد وحدة الارتباط في لبنان كما ترأس شعبة العمليات في الجيش ورئيس وحدة "ريمون" المسؤولة عن ملاحقة الفلسطينيين المطاردين في قطاع غزة والقبض عليهم أو تصفيتهم وشارك في حروب إسرائيل المختلفة بحسب الموساد.
تأسس جهاز الموساد وهو اختصار لعبارة "استخبارات المهمات الخاصة" باللغة العبرية، في 13 كانون الأول 1949. ويعمل الموساد بصفته مؤسسة رسمية ويوجه من قبل قادة إسرائيل بجمع المعلومات، والدراسات الاستخباراتية، وبتنفيذ العمليات السرية خارج حدود إسرائيل ووفقاً للمقتضيات الاستخباراتية ويراعي الكتمان والسرية في أداء عمله.
أهم العمليات
تورط الموساد في عمليات كثيرة ضد الدول العربية والأجنبية منها عمليات اغتيال لعناصر تعتبرها إسرائيل معادية لها. لكن إسرائيل لا تؤكد هذه العمليات للإعلام أبداً. ولم تسلم الدول الصديقة لإسرائيل من تجسس الموساد عليها.
أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن حزنه لوفاة داغان وقال في بيان "كان مئير قائداً ومحارباً شجاعاً قدم الكثير لتعزيز أمن دولة إسرائيل في الحروب وفي هيئة الأمن القومي ولاحقاً خلال الثماني سنوات التي شغل فيها منصب رئيس الموساد. قاد هذا الجهاز في عمليات جريئة ورائدة. لقد توفي محارب عظيم".
وتابع نتانياهو "لقد مثلت صورة جنود نازيين يهينون جده قبل دقائق من إعدامه في المحرقة دائماً نصب عينيه. كان مئير مصراً على أن الشعب اليهودي لن يكون مجدداً عديم القوة والقدرة على الدفاع عن نفسه، ولذلك كرس حياته من أجل تعزيز قوة دولة إسرائيل".
خلال قيادة داغان للموساد يعتقد بأن الجهاز قام باغتيال عدد من العلماء النوويين الإيرانيين، وتسبب الجهاز بانفجارات في المنشآت النووية في إيران واستخدام فيروسات الكمبيوتر لتدمير أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم.
كما نسبت عدة عمليات أخرى مثيرة للجدل إلى الموساد خلال فترة قيادة داغان بما فيها تفجير سيارة في دمشق عام 2008 أودت بحياة القيادي في "حزب الله" عماد مغنية،وغارة جوية استهدفت قافلة من الشاحنات شرقي السودان عام 2008 ادّعت إسرائيل أنها أسلحة إيرانية فى طريقها إلى "حركة حماس" في قطاع غزة وفي عام 2007 تم تفجير موقع يشتبه بأنه نووي في الصحراء السورية.
وكان داغان قد صرح في عام 2012 لشبكة "سي بي إس" الأميركية أن أي هجوم إسرائيلي على إيران له عواقب "مدمرة" لإسرائيل وسيكون من غير المرجح وضع حد للبرنامج النووي الإيراني. وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أيهود باراك أصدرا أمراً للجيش في عام 2010 لإعداد ضربة ضد إيران لكنها لم تُنفَّذ.
(هافينغتون بوست)