روبير مجدلاني -
منذ عهد الاحتلال العثماني الى الانتداب الفرنسي حتى انشاء دولة لبنان الكبير، وهذا الوطن يتخبط بين أمواج العمالة وتهرسه انياب الاقطاع والمشيخة والباكاوية.
لم يعتد الشعب اللبناني أن يكون حرا، سيد قراره، أو بل احرى، لم يتم اعطائه الفرصة أن يكون كذلك، فيوما قيل له نحن رجال العثماني، ثم اقنع بأن مصلحة الفرنسي من مصلحته، ثم زجّ طائفيا وغرائزيا بحرب أنهكت الارض والتراث والتاريخ، ثم غرق في بحر الفساد " اللا مفرّ منه كي يتعمر الوطن "، أو كما أقنعوه، واليوم، قسم من ذاك الشعب ترعرع على مقولة " كلن متل بعضن" وأتت تحركات ما يسمى المجتمع المدني، الغير معروف مصادر تمويله, حتى يكرّس تلك المقولة، فيطل بذلك جيل لبناني جديد يجهل الصح، ويغوص في بحر الرشوة والمصالح متناسيا الوطن والمبادئ...
من هنا يأتي السؤال، هل ميشال عون حقيقة ستنتصر بانتصار إرادة قائد رفض الذّمية وحارب الذّل، فتتحول الحقيقة الى واقع؟ أو ميشال عون وهم، وهم صدّقه هو وصدّقه الشّعب، في بلد لم يعتد يوما على الشرف والنزاهة؟
يوم أطل، أطل رافعا راية النّصر، فدخل في وجدان الشّعب كما حُفر مجده في وجدان التاريخ، ويوم خاطبهم، ترسّخت كلماته الغير معتاد سماعها في قلوبهم، ويوم ناداهم، أدركوا أنّه المخلص للبنان وشعب لبنان.
اعتقدوه حقيقة، ولكن أنياب العمالة والمتآمرين لم تسمح للحقيقة أن تتحوّل الى واقع، وبعد أحداث تشرين الاسود، أصبح عون وهم، تبخّر بعد سنتين من المجد ..
ولكن، هذا الوهم لم يختفي، بعد سنوات النفي عاد، فعاد وتحوّل الوهم الى حقيقة، عاد كرامة الشعب وفخر الشعب، فانتظر لبنان أن يرى الحقيقة تصبح أخيرا واقع.
نسي الوطن، أن لا مكان للشرفاء فيه، ولا يتجانس ثوب الاصلاح مع ثوب العمالة والتبعية لدى أغلبية سياسييه، وبفعل فاعل، تحول عون مرة أخرى خلال سنوات، من حقيقة الى وهم، يدعمه أغلبية ساحقة من الشعب، ولكن من دون انتظار أي تغيير يُسمح له تحقيقه..
أما اليوم، عاد عون كما عرفناه وعرفه الشعب منذ ثلاثة عقود، هو هو، لم يتغير، هو لم يذهب كي يعود، نحن ضعف ايماننا، فآمننا من جديد، آمننا به وبأفكاره، آمننا بوعده يوم قال لنا:
" يا شعبي، لن أدعكم تبكون من جديد الا دموع الفرح. "
ميشال عون حقيقة أو وهم؟ الجواب معروف، ميشال عون حقيقة، بل أوضح حقيقة شهدها لبنان، أما الموهوم هو من يقول: لا مكان لعون بين هؤلاء.."
كلا! لا مكان لهؤلاء مع عون، ولا مع الشعب، ولا مع الوطن، ولن يكون هناك...
عون سيتنصر، ومعه سننتصر ...