بعدما ظهرت وجوه العناصر التي كانت تطلق النار على المتظاهرين السبت اسئلة عدة تطرح حول محاسبتهم خصوصا ان وزير الداخلية وعد بالأمر كما بات معلوماً ان هذه الصور ليست في عهود غابرة حيث القمع والبطش كانا حاكمين... هذه الصور من تظاهرة سلمية في وسط بيروت...صوّبت فيها البنادق والمسدسات نحو المتاظهرين واستخدمت فيها القذائف... ففي هذه الصورة يظهر جليّاً هذا العنصر مرتدي البزة المرقطة ويهو يحمل مسدسه خلال التظاهرة، فمن هو، ما هو اسمه؟ ومن هو المسؤول عنه؟ هل سيحاكم. وكيف سيحاكم؟ وكذلك في هذه الصورة تبدو البندقية مصوبة مباشرة نحو المتظاهرين فمن سيسائل هذا العنصر ومعه كل رفاقه الذين تصرفوا بالمثل؟ وهل سيُطال المسؤول عنه... وهذه المرأة الهاربة مع طفليها من قنابل مسيلة للدموع من سيعوض عليها في ما لو تعرض احد الطفلين للاختناق؟ وزير الداخلية نهاد المشنوق، الموجود خارج لبنان، سارع الى اعطاء فور علمه بما يجري في وسط بيروت اوامره بوقف اطلاق النار في الهواء وعلى المتظاهرين، مؤكدا ان هناك قوى عسكرية اخرى استمرت باطلاق النار ومتوقعا منها ان تعلن مسؤوليتها عن ذلك ولا تحمل قوى الامن وحدها مسؤولية ما حدث. اذا صحت اقوال وزير الداخلية اليوم من يضمن عدم تكرار هذا الأمر في الغد مع متاظهرين سلميين ما دامت شريعة حارة كل مين ايدو الو هي التي تحكم البلاد الأحد قطع وزير الداخلية اجازته وطلب التحقيق بالأمر وكذلك طلب النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية اجراء التحقيق في شان الاحداث التي حصلت مساء السبت في وسط بيروت وتكليف اطباء شرعيين بالكشف على المصابين تمهيدا لوضع تقارير مفصلة عن هذه الاصابات ولتحديد نوعية القذائف التي اصيب بها المدنيون لمعرفة ما اذا كانت من نوع المطاط او الرصاص وتحديد من اطلق هذه القذائف ومن اعطى الامر باطلاقها والتحقيق معهم. كذلك التحقيق مع كل من اعتدى على العناصر الامنية واعتبار التحقيق الاولي الذي بداته فصائل شرطة بيروت في شان ما حصل في مثابة التحقيق في حالة الجرم المشهود ليبنى على هذا الامر مقتضاه القانوني... فهل سيُنفّذ وزير الداخلية ما وعد به كمسؤول في الدولة اللبنانية؟
↧