- فن بلا هدف "طرطقة"... وقوة المسيح "نعومتو"
- في شغل على انشاء تمثال بطول 56 متراً
أكدّ الفنان رودي رحمة أنّه لا خوف على لبنان على الإطلاق رغم غياب اجهزة الدولة ووضعها التعيس، مُعولاً على "الفردية" التي يمتاز بها اللبناني لإستنهاض المجتمع والثقافة والفن، وقال رحمة في حديث الى قناة الـ"’OTV" ضمن برنامج "المنبر": أرض كلبنان تزخر برجال صادقين لا خوف عليه، صحيحٌ أننا بحاجة الى عناية اكثر من قبل الدولة، ولكن ازمة الثقافة في لبنان لا يمكن رميها فقط على المسؤولين، الفرد يمكنه ان يفعل الكثير.
واستذكر رحمة الأب يعقوب الكبوشي لتأكيد قدرة الفرد في العمل، يقول: الأب يعقوب مشي على كل صلبان لبنان وعلى كل تلالو وعمل مدارس لحالو. وكل ما نراه اليوم من "راهبات لدير الصليب" من عمل وحِمِلْ طويل عريض مكان الدولة.. وهدا الفرد استطاع انو يعمل الكثير بالإتكال على ايمانو.
واعتبر رحمة أن الفنان مدعو للتحرك بغضّ النظر عن الدولة... "على الفنانين اجبار الدولة احترام حقوقن، وعليهم اجبار الدولة انّوتعطيون حقوقن. المسألة ابعد من شراء منحوتة أو عمل فني لفنان أو نحات أو رسام..
ورداً على سؤال وجود بصمة "المسيح" بكل أعماله قال: انا صَلبْ، لأن طبيعة لبنان عودتّك انو تكون صلبْ، وجبينك عالي، واجرَيكْ متل الشجرة مغروسين. ولكن فروعك بروحو لكلّ العالم، انا انسان سافرت على ايطاليا وباريس واسبانيا وبكل مكان بالعالم.. وتذوقت فن العديدين. لكن هناك فرق بين ان تكون قوي وصلب تتبقى بهيدا الوطن، وبين القساوة فنك.. لا يوجد بفني قساوة. لدي صلابة وجود كيان، ايه نعم انا أؤمن بهذا المسيح تَ يحترموني، وخير لي ان اخطو خطوة على درجة اسمها هيكل "المحبة"، وهيدا هيكل المحبة بسلّم عَ كلّ الناس..
ويلقي رودي رحمة بعضاً من شعره:
زتّوا علينا مواج، طوفان الغضب، تَ نروح نتركْ، بس كنّا قلال،
ما تعودّوا الأرزات. بالريح الهَرَبْ، والجردْ، بدّو عصاب من مشية الرجالْ،
بتقلب الدرب عليك، ما بينبعت خيّال اللي رجالو قلال في عندن عصبْ. بِنَجِورو الصلبانْ من ريح التعبْ.
هيدا الخشب عريانْ. دمّو طفالْ.
تَ يكون محمي، عن يمين وشمالْ. قصّب صخر صوانْ، ما قصّب دَهبْ.
أنا زلمي عَ قدْ حالي. قصبّت هالنتفة الصخور يللي اجو بلا وعيي، سمعت هالنهر. اللي نهر الرجال يللي طلع من قاديشا، وحمي هالوطن يللي بنظرنا كبير.. وختمْ عَ كل العالم قد منو صغير..
ويضيف رودي رحمة: احلى شي تكون صغير بالحلم، بس انو تحقق حالك برّا بتكون كتير كبير. من هون ما فيك تعرف لما بغمّض عينيّ وبشوف، كل مشياتي بالحقالي، وكل مشياتي بالريح يللي عم تضربْ فيني بايام الشتي. وبدّي افتح صدري لهيدا الريح.. هيدا كلّو سوا عملني. وبس اعمل قدام اللوحة تاعمل "امرأة" من أجمل نسوان الخليقة بكون ناعم هالقدّ، لحدّ إنّي بغطّي البرداية وبمشي.. وبعرف انّو عم يوشوشني المسيح... هيدا "المسيح" هوّي لكلّ العالم. وبزمن الجلجلة هيدا المسيح، كان اله ونَزّل حالو تَ يكون انسان (متلي ومتلك)..
ماسِكْ هَالصلبان.
وهيدي الوَجعَةْ يللي بايدو بدن يشِكوها.. بتنادينا، يللا تَ نمشي طلوعْ. على هيدا الجبل.. في وجعْ كبيــر للقيامة.
انا ابن هيدي الأرض، انا ابن هيدا الشعور بشعرو.
بيوم يللي بقعد تَ انحت منحوتي، بيضربني "الطين"، واوقات الطين بضلّ يضربني تصير اكتر شي ناعم على صخرة. ما فيك تعرف شو هيي قوة النعومة عند المسيح والحب النازف..ساعتا هوّي بقلّك سلّم على الجميع. وحطّ منحوتاتك بكل اصقاع الأرض...
ورأى رحمة، أنّ اصعب شيء للإنسان إنو يكون مجروح، ويللي قدامك ما قادر يطبّبلك جرحك.
ومشكلة الوزرا اليوم ما بيقدرو يرقعو مشاكل كبيرة من قبلْ. كلنا سوا عنّا جرح كبير جواتنا... بس هيدي الدولة يللي اسما "لبنان"، نحنا منآمن فيها. بتمنّى والله يوفقك الجميع، لو بعيدو صياغة هيدي الأرضية من أساسا بالنسبة للثقافة.
شوفو شو عاملين اللبانيي برّا.
شوفو نحنا شو عنّا من تاريخ. وجبينا العالي.. أنا كشخص عم عاني من جرح الوطن. الفنان مفروض يقول يللي ما في الناس تقولو. وإذا مش هدف الفنان يحسّ الواقع بغنية او منحوتة أو موسيقى، نحنا مَشيْ. ميشان هَيكْ هالطرطق اليوم يللي ما قلو هدف. هوي منّو فن...
وبرأي رحمة، اكبر دافع للعمل هيّي "ذات الفرد المحبة للعطاء والبذل"، يقول: بلدية بشري تسعى تشجير جبل المكمل الأرز مجدداً وتهتّم بتراث المفكّر الكبير جبران خليل جبران، وتقوم بمشاريع انمائية من دون العودة الى الدولة. متل بلدية سن الفيل وغزير وكتير من بلديات لبنان.. واليوم في شغل على انشاء تمثال بطول 56 متراً بضاهي تمثال كبير في العالم، "الفردية" هي الأساس وبرأيي يجب ضمّها ببعض لتُبدعْ.
وتأسف رحمة لتراجع الثقافة في المؤسسات الإعلامية وقال: اين تاريخ لبنان على المحطات التلفزيونية... في النهاية رغم كل المعوقات، الذي يملك ايمان قادر على فعل الكثير. من يؤمن بعمله ويتحلّى بالضمير وبالخُلقية، وجيبينو عالي، إذا قرر يوصل لهدفو.. وإذا حطيت حالك مع نتفة "الكبار" لأنو الجبل الكبير لو شفتو كبير قدامك، انتا وطالعْ عليه، لو في شوكْ. بتحسّ حالك مشدود للغيم بدّك توصلو. وبتطالو آخر شي.
ورداً عى سؤال، قال رحمة: قد ما هوي الترس كبير، السيف بيكبر.. الإنسان لا حدود له. والفنان متل "فيكتور حداد" بس يحطّ قطعتو على الحيط، بتكون شقفي منّو، بيمرقو من حدا الناس بَدْها تصرخلنْ.
ورأى رحمة أنّ ايمانو بقصر المحبة، مفتوح للجميع دون استثناء. يقول: أؤمن بالمسيح "ابن الإنسان" حب لكلّ الناس. وقصر المحبة يللي تغنّى فيه المسيح، لا يمكن ما تكون فيه مع كل الناس.
وأنهى رحمة حديثه بالقول:
هيدا الضجيج حبالْ شبكة عنكبوت.
غمِّضْ عيوني.
شوفَك مغرّبْ.
ارجع بحَفّي بوّس اللمسة وجرحك يقلي طعمتو أقربْ.
قَرّبْ بعد. لّمّعْ بجسمي. وحفورْ كل الناس بجسمي.
طَلّع بجسمي النبع تَ إشربْ.
عطشان يلاّ. قرّب الصلبي، التمثال يشربْ.
والجرح يشربْ.
كسرّت ضلعي كتير عالقلبي،
وشو كنت هالإزميل،
وشو كان هالإزميل عم يتعبْ يطلع كأنو دربْ ومشطّبْ.
صرخّت، ربّي طالت الغربة،
علّقت بين الـ"آاااه" والأصعبْ،
علقّت حالك اصعبْ، وأصعبْ،
وينو الهيكلْ؟
ضاع بالحربة،
نهدّو ايديّ وبعد في طلبي. قشعني يا ربي لِمْ كنت إغضبْ.
ويابس بقلبي الدقْ. يتحطّبْ.
نهدّو ايديّ. وبعد في طلبي.
التمثال يللي تِعِركو مسرّبْ.
صعبي يا ربي اتركو،
صعبي، نحتني بايدك. لعّب اللعبي
صعبي يا ربي اتركو صعبي، نحتني بايدك، لعّب اللعبي. وما ضلْ بين الدقْ اتجرّبْ.
واركع عَ إجر الدمْ. عَ العنبة وإعصر حياتي بكاس لصلبَكْ.
نهدّو ايديّ وبعد في طَلْبِي. ما يضلّ صَلبيْ بعيد عن صَلبَكْ.