نفى الملياردير الأميركي دونالد ترامب الذي يعد الأكثر حظا لنيل ترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة، ما نقل عنه عن "إعجابه" بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكانت شخصية الرئيس الروسي بوتين حاضرة بقوة خلال الجولة الأخيرة من المناظرة للمرشحين الجمهوريين التي جرت مساء الخميس 3 مارس/آذار، وبثتها قناة "فوكس نيوز".
وشهدت المناظرة كالعادة مناوشة بين المرشحين الجمهوريين المحتملين، دونالد ترامب والسيناتور ماركو روبيو، إذ بادر الأخير أثناء توجيه الانتقادات إلى مواقف ترامب من قضايا السياسة الخارجية، إلى طرح "قضية بوتين من جديد".
وبدأ روبيو هجومه موجها كلامه إلى منافسه قائلا: "وفيما يخص فلاديمير بوتين الذي سبق لك أن أعربت عن إعجابك به..". وهنا سارع ترامب إلى التدخل قائلا: "خطأ، خطأ، خطأ!".
لكن روبيو أصر على موقفه قائلا لترامب: "سبق لك أن أعربت عن إعجابك به (بوتين)، وقلت أنه زعيم قوي. لكن بوتين يعمل اليوم على تقسيم أوروبا.. وهو ينشر عدم الاستقرار في الشرق الأوسط".
وبعد دقيقة عاد ترامب نفسه إلى الموضوع، ليوضح موقفه من الزعيم الروسي قائلا: "سبق لبوتين أن تحدث عني- لكنني لم أتحدث عنه – قال أشياء لطيفة جدا عني. أما أنا فقلت بلطف شديد: أليس ذلك لطيفا إن كان بإمكاننا أن نتعايش مع روسيا ومع الدول الأجنبية الأخرى، بدلا من إنفاق تريليونات الدولارات (على المواجهة)؟".
كما كرر ترامب خلال المناظرة دعوته إلى تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة والدول الأخرى. وأضاف: "يمكن لروسيا أن تساعدنا في التخلص من تنظيم "داعش".
وجاءت تصريحات ترامب في معرض تعليقه على ما قاله بوتين خلال مؤتمره الصحفي السنوي الكبير يوم 17 كانون الأول، إذ وصف ترامب بأنه "شخص بارز وموهوب دون شك"، مضيفا أن "تقييم مزاياه أمر لا يعنينا، إنه شأن يخص الناخبين الأميركيين، إلا أنه (ترامب) يتقدم بشكل مطلق في السباق الرئاسي".
وقال الرئيس الروسي إن موسكو ترحب بدعوة ترامب للانتقال إلى علاقات أكثر عمقا بين البلدين، مضيفا أنه فيما يتعلق بـ"الأمور السياسية الداخلية وتصريحاته التي يستعملها من أجل رفع شعبيته" فإن ذلك لا يعني الجانب الروسي.
من جانب آخر، ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية أن "الصقور" في السياسية الخارجية الأميركية أعلنوا "حربا على ترامب"، مستغلين في حملتهم "إعجابه ببوتين" كإحدى الأوراق الرابحة.
وذكرت الصحيفة أن عددا كبيرا من المحافظين الجدد في السياسة الأميركية نشروا مؤخرا رسالة مفتوحة انتقدوا فيها آراء ترامب فيما يخص السياسة الخارجية، وتابعوا أنه لا يمكنهم بصفتهم "جمهوريين مخلصين" دعم قائمة مرشحين حزبية يتصدرها ترامب".
ومن بين أسباب رفضهم لترشح ترامب، أشار الموقعون على الرسالة المفتوحة إلى "إعجابه" بالرئيس الروسي بوتين، باعتبار أن ذلك "أمر غير مقبول بالنسبة لزعيم أعظم دولة ديمقراطية في العالم".
كما أشارت الصحيفة إلى نشوب اختلافات أخرى بين ترامب و"الصقور" في الحزب الجمهوري ومنها "عدم اهتمامه" بورقة المحافظين الجدد المفضلة المتمثلة في اتباع نهج سياسي خارجي يعتمد على التدخلات الخارجية بذريعة حماية مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان عبر العالم.
وأجرت "بوليتيكو" استطلاعا للموقعين على الرسالة، وكشفت أن العديد منهم يكرهون ترامب لدرجة تجعلهم مستعدين إلى التصويت لصالح المرشحة الديمقراطية المحتملة هيلاري كلينتون، بدلا من ترامب في حال اختاره الحزب الجمهوري مرشحا له في الانتخابات.