عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك, وذلك بعد ظهر اليوم الخميس تاريخ 3/03/2016 برئاسة النائب محمد رعد وحضور أعضائها.
افتتحت الجلسة بتلاوة سورة الفاتحة وقوفاً لروح الأخ القائد الشهيد علي فياض (علاء), ولأرواح الاخوة المقاومين الشهداء الذين قضوا مؤخراً خلال مواجهتهم البطولية ضد الارهاب التكفيري.
وتقدمت الكتلة الى ذويهم الكرام والى كل اهلنا الشرفاء بأحر التبريكات منوهةً بشجاعة ابنائهم وثباتهم واخلاصهم, ومجددة عهدها بالوفاء لهم وللأخ القائد الشهيد (علاء) الذي قضى ربع قرن من عمره المبارك مقاوماً صلباً ضد الاحتلال الاسرائيلي للبنان, ومتنقلاً بين مختلف المواقع والمحاور والجبهات مجسداً أروع نموذج ومثال عن القائد المحبوب والمقدام.
بعد ذلك جرى عرضٌ وتقييم للمستجدات السياسية في لبنان والمنطقة خلال الاسبوعين المنصرمين, ولانعكاساتها المباشرة أو المرتقبة في مرحلة تتسم بالحساسية والتعقيد وتتطلب الدقة في مقاربتها لتشخيص مصلحة البلاد واللبنانيين وتحديد الخطوات المطلوبة والمناسبة.
وخلصت الكتلة بعد النقاش الى ما يأتي:
1- ان الاخفاق في تأمين النصاب لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية على الرغم من تحديد 36 موعداً لها حتى الآن, يؤكد الحاجة الى مقاربة واقعية بين كل الكتل والمكونات في المجلس النيابي تحقق انجاز هذا الاستحقاق, بدل المناورات الفاشلة باسم الديموقراطية, بدليل الاخفاق الذي لا يزال قائماً ومرشحاً للاستمرار.
2- ان تفاقم أزمة النفايات في البلاد دون التوصل الى حل لها, بات يهدد السلامة والصحة العامة للبنانيين, ويتطلب اجراءات طارئة وملحة, ولذا فإن الكتلة تدعو جميع المكونات في مجلس الوزراء الى التعاون الايجابي من أجل اقرار خطة المطامر الصحية المؤقتة ووضعها موضع التنفيذ والشروع في تسريع الخطوات التطبيقية لخطة التفكيك الحراري المقررة.
3- ان حفظ لبنان وصون سيادته واستقراره وسلمه الاهلي، يقتضيان على الدوام يقظة وجهوزية متنامية، وتمسكاً جدياً بمعادلة الجيش والشعب والمقاومةالتي تثبت يوماً بعد يوم جدواها في تأكيد قدرة لبنان على الصمود والبقاء والمواجهة رغم كل التحديات والتهديدات والفتن التي يحاول الاعداء والانتهازيون اثارتها وتحريكها بين حين وآخر.
لقد آن للكل أن يدرك أن العدو الاسرائيلي هو المستفيد الاساس بل الاوحد من أي خلل أو اهتزاز أمني او فوضى تتحرك بالداخل, ولذلك ينبغي أن يبقى الاستقرار الداخلي محل عناية وتعاون الجميع بمعزل عن كل الخلافات السياسية.
4- ان الدور الوطني والقومي والاسلامي والانساني الذي اضطلع به حزب الله ولا يزال، سواء لجهة الدفاع عن لبنان بوجه العدو الاسرائيلي وأطماعه, أم لجهة حمايته ضد مخاطر الارهاب التكفيري وداعميه, أم لجهة تبنيه ودعمه لقضايا شعوبنا العربية العادلة وفي طليعتها قضية فلسطين المركزية, هو دور مشّرف ومسؤول, ومبعث اعتزاز وتقدير لدى كل الاحرار والشرفاء في منطقتنا والعالم.
وان القرار الصادر عن مجلس التعاون الخليجي الذي يصنف حزب الله منظمة ارهابية هو قرار طائش عدواني مُدان.. يتحمل النظام السعودي مسؤولية صدوره وتبعاته, وهو يتلاقى في شكله ومضمونه مع توصيف العدو الاسرائيلي لحزب الله. كما ان إعلانه لم يكن مستغرباً لدينا, ذلك أن تطور العلاقات السعودية – الاسرائيلية يتطلب ذلك, وهو يمثل دفعةً على الحساب, لأن العدو الاسرائيلي يشترط لتطور العلاقة معه أن توضع المقاومة على لائحة الارهاب.
ان هذا القرار المخزي يؤكد صوابية فهمنا لخلفية المواقف السعودية السلبية والعدائية منذ عدوان تموز 2006 بالحد الأدنى، ويزيدنا قناعة بما نقوم به ولن يثنينا أبداً عن ادانة ما ترتكبه السعودية من جرائم وانتهاكات في اليمن ومن تمويل وتسليح ودعم لجماعات الارهاب التكفيري في العراق وسوريا, ومن تواصل وتنسيق مع العدو الصهيوني الغاصب للقدس وفلسطين.
اننا وفي هذا السياق, ندين ايضاً ما تضمنه بيان مجلس وزراء الداخلية العرب حول وصف حزب الله بأنه ارهابي, ونعرب عن ارتياحنا لاعتراض معالي وزير الداخلية والبلديات على هذا الوصف التزاماً بموقف الحكومة اللبنانية, كما نسجل تقديرنا لاعتراض كل من العراق والجزائر, ونحيي كل موقف لبناني وعربي حر وشريف.
5- ان تعامي الامم المتحدة عن الجرائم والاعمال الارهابية اليومية التي ينفذها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني, وكذلك عن الجرائم وحملة الابادة التي ينفذها النظام السعودي ضد الشعب اليمني. هي وصمة عار يندى لها جبين البشرية, وتسقط صدقية المؤسسات الدولية عند كل شعوب العالم, دون أن تغيب عنا الاشارة الايجابية التي تضمنها القرار الذي صدر, عن البرلمان الاوروبي سواء لجهة الانتهاكات ضد الانسانية في اليمن والتوصية بحظر تصدير الاسلحة الى النظام السعودي, أم لجهة ادانة التوغل الاسرائيلي في سياسة الاستيطان بالاراضي الفلسطينية المحتلة, وكذلك ما صدر مؤخراً عن منظمة العفو الدولية