تهريبتان في يومين ... وكلاهما فاشلتان ... أمس محاولة تهريب باخرة متخمة بالسلاح إلى لبنان... واليوم محاولة تهريب رئيس ... على ... لبنان ... تهريبة السلاح بدأت تحت علم أفريقي... ومن ساحل يوناني... إلى دواعش جاهزين في أكثر من منطقة لبنانية، للانقضاض على البلد وذبحه ... تهريبة الرئيس بدأت تحت علم حريري. ومن مطار أجنبي. وبمجلس ممدد له، للانقضاض على ميثاق العيشس معاً وشراكة المسيحيين والمسلمين وكرامة كل مواطن ...
وفي التهريبتين، ما شجع عليهما، أن سوابق كثيرة نفذت بلا محاسبة ... إذ من منا يذكر يخت السوليدير الذي صودرت ترسانته، ثم تبخر قراصنته؟ من منا يذكر لطف الله 2 منذ نحو ثلاثة أعوام؟! وكيف بُح صوت جميل السيد وهو يتحدى بقوله أن رئيساً سابقاً للحكومة، اتصل بموظف عسكري لبناني كبير، وطلب منه إطلاق كل مهربيها، ولم يخرج صوت واحد يكذّب أو ينفي أو يدعي؟!
وفي المقابل، من منا يذكر انتخاب ميشال سليمان خلافاً للدستور؟ ومن يقنع أدعياء التعطيل ومنظري الثلث المعطل، أنهم نواب بالتمديد غير الدستوري، وأن المخرج الوحيد المتاح لهم، هو إما العودة إلى الشعب، وإما بتسوية حسبما تقتضيه المعادلات الميثاقية؟!
رهانهم في التهريبتين، وفي كل تهريباتهم الأخرى، أن الناس تنسى. وأن شعبنا بلا ذاكرة. وأن جماهيرنا غفورة بحسب فيلمون وهبي ... حتى النفايات كادوا يهربونها، بفضيحة دولية ورائحة نتنة ... قبل أن يكشفهم الشعب ويجبرهم على الخجل ... فهل يعودون عن محاولات تهريب السلاح والرئاسة، ويقتنعون أن شعبنا ليس سوق نخاسة؟ فلنبدأ من نفاياتهم ...