قد يكون ما صرح به وزيرا الكتائب قبيل دخولهما الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء مؤشراً الى مستوى الانزعاج المسيحي داخل 14 آذار من ضغط حليفه المستقبل، ولو كلفهما ذلك تأنيباً حزبياً داخلياً. انزعاج بلغ ذروته مع مطالبة التيار الازرق بالاعتذار من المللكة العربية السعودية على خلفية مواقف وزير الخارجية، علماً انها تأتي متأخرة شهرين عن آخر اجتماعين على مستوى الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية.
في حمأة أزمته المالية، التي بلغت ذروتها في فضيحة سعودي اوجيه يبحث التيار الأزرق عن متنفّس يعيده الى صلب لعبة القرار السياسي، عن طريق المواجهة. أكثر المحرجين هم مسيحيو 14 آذار يقول صعب الذين يدفعون مع لبنان ثمن خطاب 14 شباط، مميزاً بين فريقين.
لا مستقبل للمسيحيين في المنطقة إلا بالسلام والاستقرار والعبور الى الدولة يشدد صعب. ولذلك لا يجب ان يكونوا حطباً في المحرقة الاقليمية بين السعودية وايران. ولذلك يبرز دور مفصلي للعقلانية المسيحية.
هل انتفض المسيحيون على التوتر المستقبلي ؟ المطلوب ان يعودوا الى دورهم المركزي في بناء لبنان عبر جمع كل مكوناته بالحوار البناء والصريح منعاً للاقتتال وحفاظاً على الوجود.