جان بيريللي: منعطف كبير سيحسم الوضع

- حب الحياة اقوى بكثير من الخوف
- ما نشهده هو حرب عالمية كبيرة
-هناك مشكلة في قيادة هذا العالم

إعتبر كبير المراسلين في مجلة "اكسبرسو" الإيطالية "جاني بيريللي" أنّ سورية تغيرّت كثيراً نتيجة الأحداث الأخيرة، مشيراً في حديث الى قناة "المنار" أنّه يعرف سوريا جيداً منذ ايام الرئيس حافظ الأسد، والرئيس بشار الأسد الذي سعى للإنفتاح وتطوير البلد قدر الإمكان، وقبل الأزمة كان يوجد احترام لجميع الطوائف والإتنيات. ولكن منذ 5 سنوات بدأ الجحيم في سوريا... ولكنّه بغضّ النظر عما حصل، مستقبلها هو الأهم، واليوم يوجد منعطف كبير سيحسم الوضع.

ورأى "بيريللي" أنّ التدخل التركي يشكّل عائقاً امام تدخّل الجيش السوري، وقال: الرئيس اردوغان يسعى استعادة ذكريات الأمبرطورية العثمانية، وهو لا يريد أن يستسلم ولا بأيّ شكل من الأشكال. وأنقرة كونها جزءاً من حلف "الناتو" تسعى توريطه في هذه الحرب. والأتراك برأيي يريدون اشعال حرباً عالمية ثالثة. ونعم يمكن تسميتها بحرب عالمية كبيرة.

وعن الوضع في سوريا، قال: "اليوم تعيش دمشق حالة من الهدوء. بغضّ النظر عن الحواجز الأمنية، الحياة عادت الى ما كانت عليه. المطاعم المفتوحة، وهناك عزم للحياة في سوريا. ويجب ان نعرف انّ حب الحياة أقوى بكثير من الخوف.

واعتبر "بيريللي" أنّ اوروبا اليوم تعاني وهي تتفكك ولا تتوحّد، يقول: "كل بلد يفكّر بمصالحه الخاصة. طبعاً كنا نرغب باوروبا موحدّة. ولكن يوجد صعوبة. حتى بالنسبة للموقف الإلماني هو موقف أناني بخصوص النازحين السوريين.

اوروبا تدرك أن أزمة النازحين حالة طارئة ولا يمكن لها استيعابها. وليست لدى اوروبا الوسائل لإدارة الأزمة. والمانيا اليوم اغلقت اعينها بخصوص حقوق الإنسان للأكراد شرط ابقاء النازحين لديه، لتجنّب ما يُسمى بأزمة غزو النازحين لأوروبا.. وسيؤثر ذلك على الإنتخابات في المانية وهي سلبية لميركل. وهذا ما يسمح لأردوغان بتعقيد الأمور أكثر في سوريا والشرق الأوسط، سواء بالأمن أو غيره.

ورأى "بيريللي" أن تركيا والسعودية اختارتا طريق التطرف، ومن الصعب جداً ان تتغير افكار من يقود هذه الدولتين. ولا يستطيعون العودة الى الوراء. ولكن من يمكنه ان يُصلح الموقف التركي فقط الولايات المتحدة الأميركية. وحتى اللحظة هي مترددة كثيراً. وبالتالي هناك مشكلة في قيادة هذا العالم. الحرب التي جرت في سوريا، انها حرب عالمية بالوكالة على الأرض السورية، وهناك صراع من اجل قيادة العالم الإسلامي، بين ايران والسعودية، ليبدو وكأنه صراعاً بين السنة والشيعة. ولكن ليس ذلك هو المشكلة. هناك صراع بين الولايات المتحدة وروسيا، وهنا المشكلة.