نقلت صحيفة "هآرتس" عن المندوب "الاسرائيلي" في اجتماع جرى مؤخرًا في واشنطن قوله إن صواريخ حزب الله البالغة 100 ألف صاروخ تشكل حالياً الخطر الثاني على أمن "إسرائيل".
وأشارت الصحيفة الى أن المندوب تحدث في الاجتماع عمّا يعطي صواريخ الحزب هذه المكانة، مشيرا الى أن "صواريخ حزب الله وضعت في الماضي في المرتبة الثالثة في القائمة التي تشكل قلقًا امنيا على "اسرائيل"، لكنها انتقلت إلى المرتبة الثانية بعد أن اضطرت سوريا إلى التخلي عن معظم السلاح الكيميائي الذي كان لديها، فيما تبقى إيران في رأس القائمة إذا تسلّحت بسلاح نووي".
وبحسب الصحيفة فإن رئيس أركان الجيش "الاسرائيلي"، تحدث في الماضي خلال مؤتمر "هرتسيليا"، عن أن معظم صواريخ حزب الله منصوبة في منازل مدنية، ما دفعها لطرح السؤال التالي:"إذا بدأ حزب الله في اطلاق الصواريخ، كيف يمكن تدميرها من دون التسبب بمقتل عدد هائل من المدنيين؟".
واشار المندوب "الاسرائيلي"، الى أن "بعض المشاركين في مؤتمر هرتسليا تم دعوتهم إلى قاعدة عسكرية في "أليكيم"، حيث بنت القيادة الشمالية للجيش "الاسرائيلي" نموذجاً لقرية لبنانية وشاهد الضيوف في النموذج أسلوب العمل الذي تخطط "إسرائيل" لاستخدامه لمهاجمة صواريخ حزب الله.
وهنا تتحدث الصحيفة عن تفاصيل المناورة التي جرت أمام أنظار المشاركين في مؤتمر "هرتسيليا"، فتشير الى قيام جنود جيش العدو باقتحام المنازل للبحث عن صواريخ حزب الله من بيت إلى بيت، عن طريق النوافذ وليس الأبواب لتجنب الكمائن، ليلجأوا بعد تطهير منطقة معينة الى إبقاء عدة جنود فيها، لاعتقادهم بأن حزب الله حفر أنفاقاً كثيرة تربط بين هذه المباني كي يستطيع العودة بواسطتها اليها بعدما سبق تطهيرها".
ولا يوفر المندوب "الاسرائيلي" انتقاداته للمناورة، فيشير-بحسب الصحيفة- الى أن "جزءًا من هذه المناورة يعكس مخاطر كبيرة، ومنها أن الجنود "الإسرائيليين" تقدموا في ضوء النهار، وكانو بحاجة إلى ستار حماية، ولذلك فهم رموا بقنابل دخانية، لكن رياحاً خفيفة هبّت وبددت الدخان وتركت القوة المتقدمة مكشوفة". وهنا يخلص المندوب "الاسرائيلي" الى الاستنتاج بأن هذه المناورة بدت وكأنها بلا أي منطق، ويلفت بهذا الصدد الى أن حزب الله يمتلك كمية كبيرة من الصواريخ، ومن أجل القضاء عليها كلها، فان الأمر سيتطلب عدداً كبيراً جداً من الجنود، وفي مثل هذه العملية التي جرى تقديم نموذج عنها، سيصاب بالتأكيد عدد كبير من الجنود "الإسرائيليين"، حسب تعبيره.
ويصف المندوب "الاسرائيلي" المناورة قائلًا:"أثناء مشاهدتي للتدريبات في "أليكيم" خطر ببالي أن هذا العرض يهدف إلى تضليل حزب الله ودفع قادته إلى الاعتقاد أنه في وقت الضرورة ستنتهج "إسرائيل" الاستراتيجية الفاشلة التي استخدمتها في حرب لبنان الثانية سنة 2006، والتي في نهايتها أطلق حزب الله عدداً من الصواريخ أكبر من التي أطلقها في بدايتها".
بعد هذا العرض، تخلص الصحيفة الى السؤال:"ما هي الوسائل الأخرى التي يمكن أن تحمي من صواريخ حزب الله؟". وفي معرض الاجابة عن هذا السؤال تنقل الصحيفة عن أحد الضيوف تذكيره بأن "إسرائيل" قصفت الاحياء المدنية في بيروت للضغط على حزب الله لوقف إطلاق صواريخه باتجاهها، مؤكدا في هذا الاطار أن أبحاثا كثيرة اثبتت أن مثل هذا القصف -مثلاً قصف طوكيو ودرزدن [مدينة في ألمانيا] ولندن خلال الحرب العالمية الثانية - لم يحدث النتيجة المطلوبة. وكذلك الأمر في حرب تموز 2006.
ويتابع الضيف البحث عن البدائل لمواجهة صواريخ حزب الله، فيقول :"سألت ضابطين اميركيين بعد عودتي إلى الولايات المتحدة عمّا إذا كانت توجد لدى "إسرائيل" إمكانات أخرى، فتحدثا اليّ عن قنابل حارقة، تنبعث منها سحابة من بخار الوقود، وتحدث انفجارات ضخمة، وينجم عنها حريق يسبب ارتفاعا شديدا في الحرارة وضغطا كبيرا جداً، مما يجعله يتقدم بسرعة وينتشر على مساحة واسعة، ومثل هذا السلاح يمكن استخدامه بعد توجيه انذار للسكان المدنيين من أجل إخلاء المنطقة". وهنا ينتهي الضيف الى الاشارة بأن من شأن ذلك أن يتسبب بسقوط قتلى في صفوف المدنيين، ويحيل بذلك الى ما جرى في قطاع غزة، ليخلص الى القول بأنه "يجب دراسة هذه المسألة طويلاً قبل أن تضطر "إسرائيل" إلى استخدام القنابل الحارقة".