Quantcast
Channel: tayyar.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 170039

الحريري في طرابلس.. لكن المزاج تغيّر

$
0
0


غسان ريفي -
لولا التدابير الأمنية الاستثنائية الى حدود بث الرعب في المدينة، بسبب كثرة المقنّعين من رجال الأمن الذين أحاطوا بـ «مسجد الصديق» وانتشروا في داخله وعلى أسطح المباني، لما عرف أبناء طرابلس أن من يصلي في المسجد هو الرئيس سعد الحريري.
 
هي الزيارة الأولى للحريري لطرابلس بعد غياب دام 4 سنوات و11 شهرا بالتمام والكمال عندما حضر «رئيس حكومة تصريف الأعمال» آنذاك الى المدينة في 18 آذار 2011، ليستكمل حملته التحريضية على «الرئيس المكلف» نجيب ميقاتي، بعد 52 يوما على يوم الغضب الذي اضطر الحريري في نهايته الى الاعتذار لأهالي طرابلس على ما حمله ذاك اليوم من إساءة إليهم.
 
لكن اللافت أن الحريري، ومن طرابلس بالذات، حاول القفز فوق ذاكرة المدينة واهلها عندما كرر في كلمته في الغداء، ما قاله في تصريحه عند الرئيس نبيه بري بأنه «قبل باللعبة الديموقراطية عندما تم تكليف ميقاتي برئاسة الحكومة، ولم يتخذ أية خطوات مختلفة»، لكن ما شهدته الزيارة من برودة شعبية لافتة، شكلت إشارة واضحة الى أن ذاكرة طرابلس ما تزال حية.
 
بدا واضحا أن شيئا ما قد انكسر بين سعد الحريري وطرابلس، حيث إن المدينة، وللمرة الأولى منذ العام 2005، لم تتفاعل مع زيارته، ولم يهبّ أبناء المناطق الشعبية الى استقباله أو اللحاق بموكبه من مكان الى آخر كما كان يحصل سابقا، فاقتصر الحضور في مسجد الصديق على بعض المصلين، بينما فضّل كثير منهم الصلاة في مسجد آخر هربا من التدابير الأمنية غير المسبوقة، تاركين المسجد الى «من يعنيهم الأمر» الذين تحلقوا حول الحريري بعد الصلاة، وفوجئوا بجرأة عدد من المصلين الذين طالبوه بدفع بعض الأموال المستحقة، وبالافراج عن الخدمات المتوقفة منذ العام 2009.
 
ويمكن القول أن الحريري أدرك أن المزاج الشعبي العام في طرابلس لم يعد كما تركه في العام 2011 وما قبل، خصوصا عندما وجد نفسه لدى خروجه من المسجد محاطا فقط بالمصلين الذين ألقوا التحية عليه، وحاول البعض جاهدا استدراجهم الى بعض الهتافات لكنه لم ينجح، فيما غاب المواطنون عن استقباله خارج باحة المسجد، لذلك حرص الحريري في كلمته على التأكيد بأنه سيعاود زيارة طرابلس والقلمون والضنية وكل المناطق الأخرى لنقول للناس «إننا لم نتغير وأننا نحبكم».
 
وفي الوقت الذي كان فيه الحريري يتناول الغداء، كان المجتمع المدني يعتصم في ساحة التل ضد مشروع المرآب ويحمّل الحريري المسؤولية، كونه أحد أبرز الذين ضغطوا سياسيا من أجل تنفيذه، وقد تخلل الاعتصام هتافات ضده.
 
في خلاصة القول، فان زيارة الحريري لطرابلس اقتصرت على الرسميات فقط، ولم تسهم في استنهاض الشارع الطرابلسي أو في تبديل المزاج الشعبي كما كان يتوقع كثير من قيادات «تيار المستقبل»، وهي جاءت كأي زيارة يقوم بها أي مسؤول لبناني الى المدينة.
 
وكان المفتي مالك الشعار قد خصص جزءا من «خطبة الجمعة» للترحيب بالحريري في طرابلس، وقال: نسأل الله ان يسدد خطاك وأن يبارك جهدك وان يعينك على ان تكمل مسيرة الوطن وان تتولى قيادة المركب الى شاطئ الامان والنجاة.
 
بعد الصلاة لبى الحريري دعوة الشعار على الغداء، بحضور نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، النواب: محمد كبارة، سمير الجسر، أحمد فتفت، نضال طعمة، معين المرعبي، قاسم عبد العزيز، خالد ضاهر، بدر ونوس، رياض رحال، ، كاظم الخير، هادي حبيش، سامر سعادة، روبير فاضل، خالد زهرمان، وأحمد الصفدي ممثلا النائب محمد الصفدي، والوزيرين السابقين عمر مسقاوي وسامي منقارة، توفيق سلطان، المطارنة أفرام كرياكوس (الروم الأرثوذكس) جورج بوجودة (الموارنة) إدوار ضاهر (الكاثوليك) وشخصيات.
 
وألقى الشعار كلمة رحب فيها بالحريري «صاحب المواقف والعقل المستنير».
 
ثم تحدث الحريري فكرر التزامه ترشيح سليمان فرنجية.

Viewing all articles
Browse latest Browse all 170039

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>