Quantcast
Channel: tayyar.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 170461

هل ينهي تحميل الحريري لجعجع المسؤولية عن دماء المسيحيين العلاقة بينهما؟

$
0
0


نسيم بو سمرا -

صفعة قوية وجهها رئيس تيار المستقبل أمس في ذكرى 14 شباط في البيال، لرئيس حزب القوات سمير جعجع بتحميله ليس فقط مسؤولية تأخير المصالحة بين المسيحيين كما حاول بيان تيار المستقبل اليوم الإيحاء به، بل تحميله أيضا المسؤولية عن دماء المسيحيين في الحرب اللبنانية، وكانت جملة الحريري شديدة الوضوح في هذا الإطار ولا تحتاج الى محاولة القراءة ما بين السطور، فقد قال الحريري لجعجع الذي كان حاضرا المناسبة وهو تلقى القبلات الحارة من الحريري قبيل كلمته، توجه له حرفيا قائلا: يا ليت المصالحة التي وقّعتها مع التيار الوطني الحرّ حصلت قبل زمن بعيد، كم كنتَ وفّرت على المسيحيين وعلى لبنان، وهذا بمثابة اتهام مباشر لجعجع بأن الأخير استباح دماء المسيحيين .


إن العلاقة بين ما سمي قوى 14 آذار التي صورت بأنها مكللة بالورود وبخاصة بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية وهي انطلقت بعد دفع تيار المستقبل في العام 2005 الى العفو عن جعجع ما أدى الى إخراجه من السجن بعد 11 عاما، بانت حقيقتها أمس، وهي بنيت على تبعية المكون المسيحي لتيار المستقبل كما كان عليه الوضع منذ اتفاق الطائف وكرسه الراحل رفيق الحريري إبان استئثار الأخير بالسلطة طوال خمسة عشر عاما، واستمرت هذه التبعية بعد خروج سوريا من لبنان ولم يشذ عنها سوى العماد عون الذي وقف بوجهها فكان التحالف الرباعي لإقصائه، فاحترام المسيحيين وخياراتهم لم يكن يوما في بال الحريرية السياسية التي أقصت المسيحيين عن الحكم والادارة وهجرت قسما كبيرا منهم بعدما افقرتهم سياساتها الاقتصادية ونتيجة الاقصاء الممنهج لقياداتهم، وقد تبين بعد افتراق الأحبة بسبب الإختلاف في التصور في الملف الرئاسي بشكل خاص مدى هذا الفكر الداعشي الذي تمارسه هذ المدرسة بحق كل من يختلف عنها وهي انسحبت أيضا على المكون الشيعي بعد المسيحي منذ العام 2005 وما زالت ليومنا هذا، فما إن تجرأ جعجع على التمرد على تهميشه على رغم حلفه مع الحريري ومن ورائه السعودية، حكم عليه بالرجم، وحمّل من قبل الحريري مسؤولية صلب المسيح بحسب ما قال مستشار رئيس حزب "القوات" العميد المتقاعد وهبي قاطيشا اليوم.


في قراءة معمقة لموقف الحريري تجاه جعجع والذي بعكس ما بدأ المستقبل يسوق، غداة الكلمة في البيال، بأن ما قيل هو مجرد لوم على جعجع غير صحيح، بل يؤكد ان الحريري الى جانب انه ينظر الى حلفائه وبخاصة المسيحيين منهم بدونية، شارك في قرار الإعفاء عن جعجع من باب المصلحة الانتخابية عشية الانتخابات النيابية في العام 2005، وان هذا التحالف انفرط اليوم بسبب تبدل هذه المصالح، وينتظر اليوم ما سيكون عليه رد جعجع على حليفه السابق سعد الحريري وبالتالي ارتدادات ذلك على قوى ما سمي ب 14 آذار في المستقبل القريب.


في المحصلة إن الحريري بكلمته في ذكرى 14 شباط أمس لم يحترم الغالبية العظمى من المسيحيين والتي تتجاوز ال 86 بالمئة بحسب الاحصاءات تأييدا للعماد عون للرئاسة بعد اتفاق معراب، وهو أثبت انه مستمر بسياسة الحريرية السياسية التقليدية بعدم احترام رأي المسيحيين ورفضه الشراكة معهم في هذا الوطن، إلا ان الاستفاقة ولو المتأخرة بعض الشيئ للمسيحيين بإتمام المصالحة التاريخية بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ستغير هذه المعادلة وستضع المسيحيين مجددا في صميم المعادلة الوطنية لأن لبنان لا يقوم الا بالتنوع المبني على الشراكة والمساواة في حين ان العماد ميشال عون هو الرئيس الذي سيحافظ على الصيغة والدستور.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 170461

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>