حبيب البستاني -
المحطة ذاتها والهدف معلن وصريح، تيئيس اللبنانيين كل اللبنانيين، من إيجاد الحلول لمختلف مشاكلهم، اللبناني لا يستطيع أن يعمل على إيجاد الحلول الناجعة لآزمة النفايات، اللبناني لا يستطيع تأمين المياه الضرورية لآبنائه، اللبناني عاجز عن تأمين الطاقة الكهربائية، اللبناني عاجز عن استثمار موارده الطبيعية وثرواته المدفونة، لا سيما الثروة الغازية والنفطية. فبالنسبة لمارسيل غانم والمؤسسة اللبنانية للإرسال، اللبناني يعيش في ما أسموه جمهورية الفشل.
من هنا بدأت هذه الوسيلة الإعلامية بالإنقضاض على كل الحلول العلمية والبيئية المعمول بها عالميا لحل مشكلة النفايات، وبدأت بتأليب الرأي العام اللبناني ضدها. وهكذا وصلنا إلى قرار الترحيل الذي ستبلغ كلفته مثة وستون مليون دولار.
الإنقضاض على سد جنة
أما اليوم فقد بدأت هذه الوسيلة الإعلامية عملية انقضاض ممنهج على مشروع سد جنة، الذي من المتوقع أن يحل مشكلة الشح في بيروت وجبل لبنان. والسؤال الذي يطرحه المواطن: ما هي الحكمة من وراء ضرب المشاريع الحيوية والضرورية لاستمرار لبنان، وهل المطلوب إستيراد المياه من الخارج؟ أسئلة لا بد من أن يقوم معدو برنامج كلام الناس بالإجابة عليها. أما القول بأن سد جنة مضر للبيئة هو كلام مردود بالشكل والمضمون، فمتى كانت المياه عدوة للبيئة، المياه التي تشكل العنصر الأساسي للحياة، هي الصديقة المثلى للطبيعة، وكما جاء في الآية الكريمة وقد جعلنا من الماء كل شيء حي.
أما الحديث عن وادي نهر ابراهيم الأثري، فقليل من الإحترام لعقول الناس، فليقولو لنا بربكم ما هي الأثارات الموجودة في هذا الوادي العظيم والتي صنفتها الأونيسكو إرثا عالميا لا يمكن المساس به؟ عدا الفراشات والأشجار الحرجية المتواجدة في كل أودية لبنان وغاباته، وإذا كنا من محبي الفراشات والأشجار، فإن استعمالها حجة لوقف إنشاء سد حيوي يؤمن المياه والحياة لمئات آلاف اللبنانيين يشكل جريمة بحق الناس والبلد. لقد تم إنشاء سد أصوان في مصر في الخمسينات، في قسم من وادي الملوك الذي يحتوي على آثارات فرعونية لا تقدر بثمن، وذلك بالرغم من اعتراضات كبيرة في حينه، ولكننا نتساءل اليوم ما قيمة مصر بدون السد العالي، وما قيمة مصر بدون المياه، هذه الثروة التي أمنت ليس فقط الكهرباء، إنما أيضا أنعشت الزراعة في مصر وجعلت منها بلدا مصدرا لشتى أنواع المزروعات.
إن حاجة لبنان واللبنانيين للمياه تتخطى كل الإعتبارات السياسية والمصالح الصغيرة والضيقة للبعض، الذي لا هم لهم سوى ضرب وتأخير كل المشاريع الحيوية والضرورية التي يقوم بها وزراء التيار الوطني الحر وتكتل التغيير والإصلاح، لا سيما في مجالات الطاقة والنفط والمياه.
كان الحري بالمؤسسة اللبنانية للإرسال ومقدم برنامج كلام الناس أن يقوم بالدفاع عن مصالح الناس، والإضاءة على المشاريع التنموية التي تؤمن متطلبات المواطنين، بدلا من شن الحملات عليها لغاية في نفس يعقوب.