
شباط شهر الثوابت والتحولات والاستحقاقات والعين المفتوحة على عرسال
العماد عون يجدد الدعوة الى تعميم "التفاهم" مع حزب الله والخروج من الصراعات السياسية
1- الوضع الداخلي - الاقليمي العام:
في انتظار الترجمة العملية لاقرار مؤتمر لندن لـ "دعم سوريا ودول الجوار" امس مبلغ أحد عشر مليار دولار على مدى الاربع سنوات المقبلة وحتى العام 2020، وتقرير ما قد يصيب لبنان من دعم مادي يمكنه من تحمل عبء اللجواء السوري الى اراضيه وسط الخشية التي أعرب عنها رئيس الحكومة تمام سلام من تدفق المزيد من اللاجئين مستقبلاً، يبدو أن شهر شباط سيحفل بالعديد من المحطات والاستحقاقات، اضافة لى ما أكد ثوابت ازدادت رسوخاً وفي مقدمتها "ورقة التفاهم" التي تم توقيعها في مار مخائل بين التيار الوطني الحر وحزب الله والتي تصادف ذكراها العاشرة يوم غد.
كذلك تحل الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري يوم الاحد الرابع عشر من شباط 2005، فيما قوى 14 آذار تعاني حالاً من الضعف بعد العديد من النكسات والعواصف التي ضربتها، والتي سيحاول رئيس تيار المستقبل سعد الحريري شدّ عصبها في خطاب متلفز له في البيال بهذه المناسبة، وسط ترقب لما إذا كان سيعلن رسمياً ترشيح الوزير سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية. وأما جلسة 8 شباط لانتخاب رئيس للجمهورية فيبدو أنها لن تشهد أي مفاجأة على هذا الصعيد، في وقت ما تزال المشاورات جارية في اتجاهات عدة، وذلك عشية عيد مار مارون في التاسع من شباط الجاري.
وفيما يشكل الاتفاق بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية رقماً اساساً في المعادلة السياسية المستجدة في لبنان يستحيل تجاوزها، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أن جلسة انتخاب الرئيس ستكون "ميثاقية" في حضور 86 نائباً، بينما نقل عن رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط توجسه وقلقه من أن يخطف هذا الاتفاق بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع الصوت المسيحي في الجبل ويفقده النواب المسيحيين في كتلته النيابية.
إلا أن كل ذلك لا يغفل العين المفتوحة بحذر شديد على ما يجري في عرسال وجرودها ومخيمات اللاجئين حولها من اخطار ومحاذير ارهابية، خصوصاً بعد عملية الجيش النوعية مطلع هذا الاسبوع، ولاسيما بعد سيطرة تنظيم داعش على معظم مواقع جبهة النصرة على الحدود اللبنانية السورية.
رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون هنأ اللبنانيين في الذكرى العاشرة للتفاهم بين «حزب الله» و»التيار الوطني الحر»، لافتاً الى أنّ «التفاهم سيكون مثالاً للأجيال المقبلة ليفتخروا به عبر التاريخ، ويتعلّموا كيف تكاتف هذان الحزبان لإنقاذ الوطن من مشكلاته».
ووصف في مقابلة خاصة مع موقع «العهد الإخباري» في ذكرى التفاهم، الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله بالقائد الإستثنائي، معتبراً أنه «كانت ساعة مباركة عندما التقينا، وأمّنت أموراً إيجابية جداً للبنانيين. في الايام الصعبة نتصرف أحياناً بالطريقة نفسها، حتى من دون أن نتكلم مع بعضنا البعض».
ولفت عون الى أنّ «العلاقة بين الحزبين أقوى من التشكيك وأنه لا يعطي أهمية أبداً لكلّ ما يُقال في هذا الصدد، لأنّ العلاقة مرّت باختبارات قاسية جداً خيرت خلالها بين الرئاسة وفكّ الارتباط مع الحزب، فرفضت لأنّ ما يجمعنا هو شركة تضحيات وليس شركة تجارية، والوحدة الوطنية أهمّ من رئاسة الجمهورية، مشدِّداً على أنّ الاتفاق لم يبنَ على مصلحة بل على تضحيات مشتركة». وشدّد على أنّ «الأمن من أهمّ ثمار هذا التفاهم».
وطالب عون اللبنانيين الى «التفكير بمصلحة الوطن، والخروج من الصراعات السياسية، داعياً الاطراف السياسيين الى تعميم نموذج التفاهم مع «حزب الله» وخلق حوارات بكلّ ما للكلمة من معنى، قائلاً «كلّ الحوارات التي شاركت فيها تضم مواجهات أكثر من حوارات. وهناك اعتقادات مسبقة وهذا مرفوض. على كلّ فرد منا أن تكون لديه المرونة لسماع الآخر، عندها يصبح الحلّ مريحاً للجميع».