استغرب وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب في بيان، ما ورد في مقالة لرئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط حول "حرمان النازحين السوريين من التعليم، واعتبر فيها أنهم يتعرضون للحرمان من التعليم في المدارس الحكومية اللبنانية التي سوف تقفل في وجههم نتيجة قرار لوزير التربية استجابة لصيحات عنصرية".
وقال بو صعب: "إننا نوافق الوزير جنبلاط الرأي بضرورة تقديم المساعدات للنازحين إلى لبنان من أي جنسية كانوا سوريين أم عراقيين أم فلسطينيين كانوا لاجئين في سوريا، وهذا اقتناعنا الذي عملنا على تحقيقه في الداخل والخارج. والعالم كله يشهد على ما قمنا به، حيث توصلنا في وزارة التربية من خلال حركتنا الدولية إلى تأمين تمويل فاق المائة مليون دولار لتعليم النازحين من سوريا والعراق، واستطعنا أن ندخل أكثر من مائة الف طالب إلى المدارس الرسمية".
أضاف: "هناك 1014 مدرسة رسمية تستقبل التلامذة النازحين، وتمت إضافة 144 مدرسة بدوام بعد الظهر لاستقبال المزيد، فضلا عن أننا قررنا إضافة مدارس تعتمد الدوامين للعام الدراسي الجديد وذلك بمعدل 259 مدرسة، منها 12 مدرسة في قضاء الشوف، علما ان هناك 59 مدرسة في قضاء الشوف تستقبل التلامذة السوريين، وذلك بموجب موافقات استثنائية وقعتها شخصيا للسماح لها بتجاوز النسبة المعتمدة للطلاب غير اللبنانيين في المدرسة الواحدة، حيث وصل معدل الطلاب النازحين في مدارس الشوف إلى نحو 45 %، وبعض المدارس الرسمية تخطى معدل ال 90%".
وتابع: "لقد استطعنا تحقيق كل ذلك بمصادر تمويل خارجية من دون ان نرتب اي اعباء مالية على خزينة الدولة، مما دفع المجتمع الدولي إلى التنويه والإشادة مرارا وتكرارا بخطة وزارة التربية في المؤتمرات الدولية وفي الأمم المتحدة، وتمنت الجهات المانحة والمنظمات الدولية لو أن جميع مناطق العالم التي تعاني ازمات مماثلة ان تحذو حذو ما قامت به الدولة اللبنانية من خلال خطة وزارة التربية اللبنانية. فمع كل الجهد الذي قمنا به وعن اقتناع كامل بتعليم كل طفل موجود على الأراضي اللبنانية، يؤسفنا ويدهشنا إتهامنا بالتمييز العنصري، الأمر الذي لا يمت بأي صلة وبأي شكل كان إلى ثقافتنا وإلى المبادىء والقيم التي تشبعنا بها".
وختم: "أنا المتهم بتعاطفي المفرط مع القضية الفلسطينية ومع القضية السورية المستجدة ومع كل قضية تطاول الإنسانية، أستغرب اتهامي بالعنصرية. فالعنصرية هي تمييز جماعة لجهة العرق أو الدين أو اللون أو الثقافة. وأنا الذي أكاد أخصص غالبية وقتي لمعالجة تداعيات أزمة النازحين وأعمل للتخفيف من معاناتهم الكبيرة، لا فرق لدي بين طائفة وأخرى وعرق وآخر وجماعة وأخرى، ولم أنعت يوما أي جماعة بأنها جنس عاطل".