لم يكن المبرمج الأسترالي جوليان أسانجي صاحب الويكيليكس ولا العميل الأمريكي إدوارد سنودن أول متمردين يقومان بإفشاء أسرار المخابرات من الداخل.. قبلهما ببضع سنوات، وتحديدا قبل 13 عاما من الآن، اختارت "عميلة" بريطانية صغيرة أن تفضح خططا تجسسية لبلادها بالتعاون مع أمريكا، ودفعت الثمن في صمت.. الآن فقط يمكنك أن تعرف قصتها في فيلم جديد.
الفيلم ستلعب بطولته الممثلة ناتالي دورمر نجمة Game of Thrones وهو يروي حكاية مشوقة تدور أحداثها قبيل وبعد الغزو الأمريكي للعراق والدور الذي لعبته المخابرات البريطانية لتذليل ذلك، وذلك من خلال قصة تلك الموظفة المجهولة فمن هي؟ وما قصتها؟
صحيفة “الجارديان” البريطانية روت قصة العميلة الصغيرة “كاثرين غن” التي كانت تعمل أخصائية للغة الصينية في مركز الاتصالات الحكومي، وهو جهة استخبارية تعمل على توفير المعلومات عبر الشبكات المشفرة لصالح الحكومة والجيش البريطاني.
كانت بريطانيا في ذلك الوقت قد قررت أن تكون حليفة للرئيس الأمريكي جورج بوش الابن في خططه التي أعلنها لغزو العراق، وفي إطار محاولة حشد التأييد الدولي لذلك تلقت “غن” وزملاءها رسالة إلكترونية تطلب فيها الحكومة منهم التجسس علي اتصالات مندوبي مجلس الأمن الدولي لصالح الولايات المتحدة الأمريكية لتستخدم تلك المعلومات في الحصول على دعم دولي لمشروع قرار يتيح غزو العراق.
شعرت كاثرين أن العالم يحتاج لمعرفة ما يتم طبخه في الظلام وأن التجسس على المندوبين في الأمم المتحدة لصالح بلد آخر سيكون له تداعيات كبيرة، فقامت بتسريب المعلومة إلى صحيفة الأوبزرفر لتفقد بعد ذلك عملها وتعتقل وتقدم للمحاكمة بتهمة إفشاء أسرار.
علقت كاثرين على تحويل قصتها إلى فيلم قائلة "بالنسبة لي شعرت أن وقتاً طويلاً مضى على ما جرى، وسيكون غريباً أن أتابع قصتي على الشاشة وكأنها ضرب من الخيال".
اعتبرت أيضا أن أهمية الفيلم تعود إلى أن الصراع في العراق لم ينته، والفيلم لا يتوقف عند الماضي بل يقفز إلى الحاضر ليرى تداعيات ما جرى، وهي ترى أن نشأة داعش وأزمة اللاجئين سببها "عدم التصدي لرغبة أميركا في غزو العراق وهو تماماً ما حاولت إيقافه” على حد تعبيرها.
الفيلم لن يتناول فقط ما فعلته “غن” بل يعالج القصة أيضاً من وجهة نظر الصحفيين في الأوبرزرفر، وكيف تعاملوا مع المعلومة التي سربتها لهم، ففي وقتها كان الصحيفة من الداعمين للحرب، لكنها تعاملت بأمانة مع المعلومة التي سربتها “غن”، والتي بدت فيها وكالة الاستخبارات البريطانية كمؤسسة تتلقى توجيهات من وكالة الاستخبارات الأمريكية.
المخرج جاستن تشادزيك يأمل أن ينال العمل التقدير المطلوب، فالقصة تجمع بين الصحافة والتجسس وهي توليفة يحبها الجمهور على حدّ قوله، مستشهداً بفيلم All the Presidents Men الذي تناول في السبعينيات فضيحة ووترغيت ولا يزال الناس يعرفونه ويشاهدونه حتى اليوم.
(huffpost)