عباس الزين
يشهد الجنوب السوري معارك متفرقة بين المجموعات المسلحة المسيطرة هناك والجيش السوري، حيث تحاول وحدات من الجيش مدعومة بقوات "الدفاع الوطني" التقدم على أكثر من جبهة، والسيطرة على اخر معاقل المسلحين الى جانب الحدود مع فلسطين المحتلة.
واستكمالًا لعملياتها، قصفت مدفعية الجيش السوري مواقع المسلحين في بلدتي الحميدية ومسحرة في ريف القنيطرة.
أمّا في درعا، فقد قُتل أحد المسؤولين الميدانيين في "لواء الفتح" التابع لـ"لواء المهاجرين والأنصار" في "الجيش الحر"، المدعو نادر الناصر، إثر انفجار لغم أرضي كان قد زرعه الجيش السوري في وقتٍ سابق في محيط بلدة زمرين بريف درعا، بالتزامن مع مقتل عدد من المسلحين وجرح آخرين خلال الاشتباكات مع الجيش السوري في مدينة الشيخ مسكين بريف درعا الشمالي. من جهةٍ أخرى، سقطت عدة قذائف صاروخية على قرية الحقف في ريف السويداء الشمالي الشرقي مصدرها مسلحو "داعش".
الى ذلك، اشتدت المعارك بين الجيش السوري و"داعش" في منطقة دير الزور، وقد سيطر الجيش السوري على جسر الرقة وتلة "بروك" الإستراتيجية، إثر اشتباكات مع مسلحي "داعش" أسفرت عن تدمير 6 آليات محملة برشاشات ثقيلة، ومقتل ما لا يقل عن 19 مسلحًا وجرح آخرين. وفي سياقٍ متصل، لا تزال وحدات من الجيش السوري تحاول إعادة السيطرة على منطقة البغيلية التي شهدت مجزرة منذ ثلاثة أيام راح ضحيتها المئات من المدنيين بعد اقتحام تنظيم "داعش" للمنطقة بالإنتحاريين، وفي الساعات الأخيرة، قُتل وجُرح عدد من مسلحي "داعش" إثر اشتباكات مع الجيش السوري عند أطراف منطقة البغيلية والقسم الشمالي الغربي من مدينة دير الزور، كما استهدف سلاح الجو في الجيش السوري مواقع وتجمعات المسلحين في قرية الحصان في الريف.
وبالتزامن، سيطر الجيش السوري على بلدة السكرية في جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمالي، بعد اشتباكات مع المجموعات المسلحة أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم، كما استهدف سلاح الجو في الجيش السوري مواقع وتجمعات المسلحين في قرية البيضاء في ريف اللاذقية، وقصفت مدفعية الجيش السوري مواقع المسلحين في جبل الأكراد في الريف أيضًا.
وفي إدلب، لم يستطع فريق الأمم المتحدة من الدخول إلى مدينتي كفريا والفوعة المحاصرتين في ريف إدلب الشمالي، وذلك للمرة الثالثة، بحجة "عدم إستكمال الإجراءات الأمنية" من قبل المجموعات المسلحة، علمًا أن هذه المجموعات هي نفسها متواجدة في مضايا بريف دمشق والتي دخلها فريق من الأمم المتحدة أربع مرات واجتمع مع مسؤولين فيها.
في سياقٍ منفصل، تتجه الأنظار خلال الأيام القادمة الى جنيف، حيث من المحتمل ان تبدأ المشاورات السياسية بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة، إلا ان عراقيل قد وضعت في سبيل إفشال هذا المؤتمر، حالت دون اكتمال المشهد الذي يؤكد حدوثه. فقد أعلن اجتماع المعارضة السورية بالرياض أسماء المفاوضين في المحادثات المقررة في جنيف في الخامس والعشرين من الشهر الحالي، وبينهم المسؤول السياسي في "جيش الإسلام" محمد علوش بإعتباره "كبير المفاوضين"، في تحدٍّ واضح للجهود السورية الروسية المشتركة لإنجاح المباحثات، كما تم تعيين أسعد الزعبي رئيسًا لوفد المعارضة السورية للتفاوض، وجورج صبرا نائبًا لرئيس الوفد.
تعتبر روسيا "جيش الإسلام" منظمة إرهابية، وقد رفضت اي مشاركة للتنظيم المسلح في المفاوضات المقبلة، حيث صرح وزير الخارجية الروسي أنّ مشاركة "جيش الإسلام" و"أحرار الشام" في المفاوضات بين الحكومة والمعارضة السوريتين غير ممكنة"، وأضاف لافروف عقب لقائه نظيره الأميركي جون كيري أن "اتفاق الهدنة لا يمكن أن يشملهما، وسنستمر بمحاربتهما حتى تدميرهما بالكامل".
كما أشار الوزير الروسي في هذا السياق إلى أنّ "روسيا قدمت معطيات تؤكد أنّ "جيش الإسلام" و"أحرار الشام" منظمتان إرهابيتان"، مشددًا على أنّ "روسيا لم تتخلّ عن مواقفها إزاء هاتين المنظمتين، فالأولى مشهورة بأنها قصفت مرارًا مناطق سكنية في دمشق والسفارة الروسية، فيما تعتبر "أحرار الشام" نسلًا مباشرًا للقاعدة".
وتابع لافروف أنّ "روسيا والولايات المتحدة وغيرهما من المشاركين في مجموعة دعم سوريا أبلغوا دي ميستورا بمن يريدون رؤيته ضمن المفاوضين من جانب المعارضة"، موضحًا أن "دي ميستورا ينظر في كل ذلك"، معربًا عن "ثقته بأنه سيتم في نهاية المطاف وضع قائمة تمثل طيفًا واسعًا من المعارضة السورية".
بدورها، لم تعلّق وزارة الخارجية الأمريكية على تعيين قيادي في تنظيم "جيش الإسلام" كبير المفاوضين عن المعارضة السورية، في مفاوضاتها مع دمشق. وقال المتحدث باسم الوزارة، مارك تونر: "لم أر تشكيل الوفد عن المعارضة، لكننا أشرنا بوضوح إلى أن السوريين هم الذين يحددون تشكيل وفد المعارضة السورية، وإذا كانوا توصلوا إلى اتفاق فكنا سنرحب بذلك".
من جهته، لم يستبعد المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، عدم بدء المفاوضات السورية في الموعد المقرر لها في الـ25 من هذا الشهر، وأوضح دي ميستورا خلال لقاء صحفي انه "أعتقد أننا سنستطيع بدء المفاوضات، مع أنه قد لا يحدث ذلك في 25 من كانون الثاني/يناير". وأضاف أنه لا يمكن له أن يجزم بأن مشاورات جنيف ستبدأ في الموعد المقرر لها إلا في 24 من هذا الشهر".