على طريقة "راحت السكرة وإجت الفكرة"، بدأ نواب تكتل التغيير والاصلاح تحركات وجولات مكوكية قادتهم إلى مختلف القوى السياسية لإقناعها بالانضمام إلى نادي مؤيدي ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، بعد يومين على احتفالية معراب الرئاسية. وبينما لم تتضح بعد المواقف النهائية من المعطى الجديد، تبرز تساؤلات عن احتمال المشاركة العونية في الجلسة الانتخابية المقبلة والعلاقات مع الحلفاء والخصوم. كل هذا في وقت كثر الكلام عن أن الترشيح أتى ردا على دعم تيار المستقبل للنائب سليمان فرنجية، خصوصا أنه لم يثر قبل لقاء باريس.
وفي السياق، أكد عضو "تكتل التغيير والاصلاح" الوزير السابق غابي ليون لـ"المركزية" أن "الدكتور سمير جعجع انتظر كل هذه المدة لأننا منذ ما يقارب العام ونصف العام في تلاق وحوار وإعلان نيات وهو حوار مستمر. وشدد على أن "هذا المسار بدأ منذ "إعلان النيات"، وهو ليس ردة فعل على "مبادرة" الحريري، وهو كان ليقودنا إلى ما نحن فيه اليوم، خصوصا أن الهدف كان الوصول إلى تفاهم أبعد من إعلان النيات".
وعما يحكى عن أن الترشيح فتح الباب أمام الخيارات الأخرى (غير عون وفرنجية)، نبّه إلى أن "في خضم مسعى إلى هدف معين، لا يجوز الحديث عن خيارات بديلة، لأن أي كلام من هذا النوع قد يريح الآخرين ولا يدفعهم إلى تبني الهدف الأساس".
وعن موقف حزب الله من الاستحقاق بعدما بات حليفاه مرشحين رئاسيين، لفت إلى أن "حزب الله عبّر من بكركي عن تأييده للعماد عون. غير أن هذا لا يعني أن هناك خلافا مع النائب فرنجية، ونحن لا نقبل أصلا بهذا الأمر، ولسنا على خلاف معه، علما أن هناك اتصالات بيننا وزيارتنا إلى بنشعي ممكنة. والنائب فرنجية أعلن أنه يؤيد العماد عون ما دام مرشحا، وهو اليوم كذلك، وتأييده يزداد، وهو يدنو أكثر فأكثر من الرئاسة وعلى فرنجية أن ينسجم مع ذاته في هذا الأمر، وكذلك تيار المستقبل، خصوصا أنه أعلن أمام جمهوره أنه لن يقف حجر عثرة أمام تأييد التلاقي المسيحي".
وعن العلاقة على خط الرابية- بنشعي، أشار إلى أن " فرنجية ترك الباب مفتوحا أمام الكلام معه ونحن سنكلمه".
وفي ما يتعلق بالكلام عن تنامي المخاوف على 14 آذار في ضوء الخطوة القواتية، أكد أننا "لا نريد لا 14 ولا 8 آذار. كل ما نريده هو خلاص لبنان وتلاقي كل الأطراف للخروج من هذا الاصطفاف العمودي".
وتعليقا على التساؤلات عن المشاركة العونية في الجلسة الانتخابية المقبلة، لفت إلى أن "موقفنا من المجلس النيابي والتمديد ومن له الحق في الوصول إلى الرئاسة وتأمين النصاب لم يتغير. لكن، إذا تسارعت المواقف الايجابية من ترشيح العماد عون، قد تعقد جلسة قبل 8 شباط"، مشيرا إلى أن "تحركاتنا وجولاتنا لا تستثني أحدا. وختم ليون: "لا عودة إلى ما قبل 18 كانون الثاني، خصوصا أن الخطوة أراحت الجو الداخلي".