Quantcast
Channel: tayyar.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 170039

الراعي لحكام الدول في الشرق الأوسط: يكفي هدما وقتلا وتهجيرا من أجل مصالح اقتصادية وسياسية وإستراتيجية

$
0
0


ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطارنة جوزف طوبجي، جورج شيحان وعاد ابي كرم ولفيف من الكهنة، في حضور وزيرة المهجرين أليس شبطيني، قائمقام كسروان - الفتوح جوزف منصور، قنصل مولدافيا ايلي نصار، وفد من الحركة الرسولية المريمية وحشد من المؤمنين.

العظة

بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان "هذا هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم" (يو 1؛29)، قال فيها:"شهادة يوحنا النبوية هذه تذكرنا بأن المسيح هو فادي الانسان. فيسوع حامل خطيئة العالم هو بالحقيقة حامل خطايا كل إنسان وغاسلها بدمه المراق على الصليب، فداء عن كل واحد وواحدة. "إن نتائج الخطيئة الأصلية التي ارتكبها الانسان الأول، بشخص آدم وحواء، وكل خطايا الناس الشخصية تجعل العالم بمجمله في حالة خطيئة، لاسيما وإن الاشخاص يرزحون تحت أوضاع وبنى اجتماعية شاذة هي ثمرة خطايا البشر" (كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 8. 4). ولهذا تهتف الكنيسة في جميع طلباتها الليتورجية:"يا حمل الله الحامل خطايا العالم، ارحمنا".

أضاف: "يسعدنا أن نحتفل معكم بهذه الليتورجيا الإلهية ونحن في زمن الدنح الذي نذكر فيه معمودية يسوع على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن. وبها ختم الرب معمودية الماء، لكي يبدأ هو كمخلص وفادٍ المعمودية بالروح القدس والماء، وسماها "الولادة الثانية" في ملكوت الله الذي يبدأ في كنيسة الأرض ويكتمل في كنيسة السماء (راجع يو 3: 3 و5). فيما نرحب بكم جميعا ، نخص بالترحيب صاحبة المعالي وزيرة المهجرين والمجلس العام للحركة الرسولية المريمية فنحيي مرشدها العام سيادة أخينا المطران غي بولس نجيم الحاضر في كل مكان بالارشاد والرسالة ونتمنى له الصحة الدائمة والعمر الطويل. كما نحيي جميع المرشدين الأقليميين والمحليين في الحركة الرسولية المريمية وسائر الفرق وأعضاءها. إننا نبارك هذه "الحركة الكنسية" التي تنبثق من الكنيسة وتشارك في حمل رسالتها، ونرجو من الله أن يباركها في السعي إلى بلوغ أهدافها الثلاثة التي رسمتها في "دليل نور وحياة" وهي: تقديس الذات، وشهادة الحياة، والتجديد المسيحي للنظام الزمني(البند 38). نباركها وقد اعطت عبر سنواتها ازواجا واباء وامهات مؤمنين واعطت الكثير من الدعوات الكهنوتية والرهبانية. ونحيي بيننا سيادة اخينا المطران جورج شيحان مطران ابرشيتنا في القاهرة والسودان، وسيادة المطران جوزف طوبجي المطران الجديد على حلب العزيزة والجريحة مع الاباء المرافقين. نصلي من اجل السلام في سوريا ولنا فيها ثلاث ابرشيات يعانون مثل غيرهم من حرب مفروضة عليهم".

وتابع: "في زمن الدنح المعروف بالظهور الإلهي، نتذكر أن الله كشف ذاته لنا، واحدا وثالوثا، أبا كشف ذاته في الصوت "أنت هو ابني الحبيب"، وابنا كشف ذاته بشخص المعمد يسوع المسيح، وروحًا قدسًا كشف ذاته بهيئة حمامة استقرت فوق رأس يسوع. أما الحدث الأساس فهو معمودية يسوع التي أعلنت أبعادها نبوءة يوحنا المعمدان في اليوم التالي أنه "حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم" (يوح 1؛29). ويسوع نفسه سمى معموديته "صبغة الدم" (متى 20؛22)، التي تعني سر موته فداء عن البشرية، وانبعاثه فينا بقيامته. موت وانبعاث. هذا هو مفهوم المسيحية ودورها: إنها قيامة المسيح في الانسانية وامتداده في كل مكان. مطلوب من المسيحي أن يكون نطقه وقلبه، بقوة مفاعيل معموديته، التي سماها الرب يسوع" ولادتنا الثانية من الماء والروح". بالمعمودية "متنا" عن عتيقنا، عن الخطيئة، و"قمنا" متحررين منها ومتجددين، وأصبحنا في حالة نقاوة وبر، على أن نلتزم بالعمل الصالح".

أضاف: "لا يحق لنا أن نجعل من معموديتنا مجرد انتماء طقوسي إلى الكنيسة، وحفلة خارجية. ومعلوم أن مفاعيل المعمودية تتجدد فينا بواسطة سر التوبة والمصالحة، وبدونه ينغلب الإنسان لخطاياه ويعيش في حالة خطيئة دائمة، ويفسد حياته وحياة الجماعة، في العائلة والمجتمع وفي الكنيسة والدولة".

وقال: "عندما يتكلم القديس البابا يوحنا بولس الثاني عن الالتزام السياسي في الارشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان"، يدعو المسيحيين الذين يعملون في الحقل السياسي، أن يقوموا بعملهم وفقًا لمقتضيات معموديتهم التي جعلتهم في كيانهم الداخلي مشاركين في رسالة المسيح المثلثة: النبوية والكهنوتية والملوكية.
في الرسالة النبوية يجسدون المبادىء والقيم الانجيلية وفعاليتها في حياتهم اليومية العائلية والاجتماعية والوطنية. فيعملون على إحياء الرجاء، لدى مواطنيهم وبالأخص الشباب، بأن المستقبل الأفضل ممكن، ويسهرون بفعالية في إجراء تحولات في إدارة الشؤون العامة.
في الرسالة الكهنوتية يجعلون من عملهم السياسي المتنوع تسبيحا للخالق. باستكمال عمل الخلق في جمال الطبيعية والبيئة. ويضحون في سبيل الخير العام، على مثال المسيح الرب الذي قدم ذاته ذبيحة فداء، من أجل خلاص العالم.
في الرسالة الملوكية يتغلبون على الخطيئة والأنانية ويتجردون من مصالحهم الذاتية من أجل الصالح العام، ويعملون من أجل إحلال العدالة الاجتماعية، وتوفير الحقوق الأساسية للمواطنين من أجل حياة كريمة؛ ويكونون صانعي سلام على قاعدة إنماء الشخص والمجتمع اقتصاديا وثقافيا ومعيشيا (راجع الفقرة 113)".

وتابع: "عندما نكرر دعوة الجماعة السياسية للقيام بواجبها الأساسي بدءا من انتخاب رئيس للجمهورية كمدخل لإعادة إحياء المجلس النيابي والحكومة، إنما نفعل ذلك على الأخص، بالنسبة إلى السياسيين المسيحيين، إنطلاقا من هذا الواجب الذي يمليه عليهم الضمير المسيحي الملتزم بمقتضيات معموديتهم التي ذكرناها. فالارشاد الرسولي نفسه يذكرهم بأنهم ملتزمون بممارسة مسيحية في إدارة الشؤون الزمنية، لأن البشرى الانجيلية تنير جميع الشؤون البشرية؛ من أجل بناء اسرة بشرية سعيدة، وفي الوقت نفسه البلوغ إلى الخلاص الأبدي. لا يستطيع المسيحيون أن ينسوا أو يضعوا جانبا أو يتنكروا لهذا التعليم الانجيلي، فيما هم يمارسون العمل السياسي وإدارة الشؤون الزمنية".

أضاف: "إننا من واجب الإجابة على عمل الفداء الذي أجراه الله، بشخص يسوع المسيح، ويقتضي تحرير جميع الناس من كل ما يعيق نموهم الروحي والبشري، الاقتصادي والثقافي، الاجتماعي والمعيشي، نوجه النداء إلى حكام الدول في الشرق الأوسط وفي الأسرة الدولية لكي يوقفوا الحروب وويلاتها وجرائمها وفتكها المتنوع بالمواطنين الآمنين، في فلسطين والعراق وسوريا واليمن وفي المملكة العربية السعودية المهددة والعمليات الإرهابية المسنودة في مصر وليبيا وسواها. يكفي هدما وقتلا وتهجيرا من أجل مصالح اقتصادية وسياسية وإستراتيجية. وليخافوا الله في عباده. وإنه لمن العار اتخاذ المواطنين دروعا بشرية وقتلهم والقضاء عليهم جوعا، كما هو حاصل في مضايا والفوعة وكفريا وسواها. لا يحق للمجتمع الدولي عدم الالتزام بكل قواه في ايصال المساعدات السريعة لهؤلاء الذين يتضورون جوعا وفي فرض وقف إطلاق النار وإيقاف المدافع والقنابل، وإيجاد حلول سياسية تبلغ إلى إحلال سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة بأسرها".

وختم الراعي: "هذا هو حمل الله الحامل خطايا العالم" (يو 1؛29). نبوءة يوحنا المعمدان هذه تشرح صوت الآب ساعة اعتماد يسوع:"أنت هو ابني الحبيب، بك رضيت" (لو 3؛22). لقد رضي بالابن الحبيب لأنه ارتضى بمعموديته وهو يسير مع الخطأة، كأنه واحد منهم، أن يقبل معمودية الدم بالموت على الصليب من أجل فداء جميع الخطأة، مثل حمل الفصح القديم الذي كان يحمله الشعب خطاياهم، ويقدمونه لله ذبيحة تكفير، بحسب طقوس سفر الخروج.
من هذا المنظار، يتطلع كل صاحب مسؤولية في العائلة والمجتمع، وفي الكنيسة والدولة، إلى أن المسؤولية تقتضي منه التضحية أولاً بذاته من أجل الخير الأكبر. هذه هي فلسفتنا المسيحية ولاهوتنا وثقافتنا. فكم البشرية بحاجة إليها لكي تنمو في النعمة والحقيقة، وفي العدالة والسلام، فتنعم بالسعادة في هذه الدنيا وفي العالم الآتي!
لله الواحد والثالوث كل مجد وتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".


Viewing all articles
Browse latest Browse all 170039

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>