Quantcast
Channel: tayyar.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 170805

لبنان ودع فؤاد بطرس في مأتم رسمي وعودة مترأساً الصلاة: كان رجل دولة من الطراز الرفيع

$
0
0


ودع لبنان اليوم الوزير السابق فؤاد بطرس في مأتم رسمي، عند الاولى والنصف من بعد الظهر، في كاتدرائية مار نقولا في الأشرفيه. 

وترأس متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة مراسم صلاة الجناز وعاونه لفيف من الكهنة، في حضور النائب ميشال موسى ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل ممثلا رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، الرئيس أمين الجميل، الوزيرة أليس شبطيني ممثلة الرئيس ميشال سليمان، الرئيس حسين الحسيني، الرئيس فؤاد السنيورة وعقيلته هدى، لمى تمام سلام، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، الوزراء: رمزي جريج، بطرس حرب، ميشال فرعون، نبيل دو فريج وجبران باسيل، السفير البابوي غابريللي كاتشا، النواب: عبد اللطيف الزين، مروان حماده، نقولا غصن، روبير غانم، جان اوغاسبيان، روبير فاضل، غسان مخيبر، محمد قباني، عاطف مجدلاني، نديم الجميل، العميد البحري نزيه جبيلي ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، الوزراء السابقين: وليد الداعوق، طارق متري، جوزف الهاشم، نقولا الصحناوي، عثمان الدنا، فارس بويز، ابراهيم نجار، ادمون غصن، نقولا نحاس، زياد بارود، فوزي صلوخ وجو سركيس، النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، النواب السابقين: ناظم الخوري، كميل زيادة، صولانج الجميّل، نائلة معوض، مروان ابو فاضل وادمون رزق، 

كما حضر رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد، العميد حسين خشفي ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، العميد الركن ادمون غصن ممثلا المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، جوزف معلوف ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، نائب رئيس بلدية بيروت نديم ابو رزق وعضو المجلس البلدي خليل برمانا، المستشار الإعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، مستشار الرئيس سعد الحريري داود الصايغ، نقيب المقاولين فؤاد الخازن، أمين سر حركة "التجدد الديموقراطي" انطوان حداد، رئيس مرفأ طرابلس السابق انطوان حبيب، منى الهراوي وحشد من الشخصيات السياسية والديبلوماسية وعائلة الفقيد.

عوده 
وبعد تلاوة الانجيل المقدس، القى عوده عظة قال فيها: "أرزة معمرة من أرز لبنان هوت، وهامة وطنية عملاقة ذوت، وركن يكاد يكون الأخير من أركان هذا الوطن سقط. فؤاد بطرس، هذا الكبير القلب، الواسع العلم والمعرفة، البعيد النظر والثاقب الرؤية، تركنا وغادر هذه الحياة غير آسف ربما، وقد انفطر قلبه على وطن شاءه فريدا في محيطه فإذا به يصبح ساحة وملعبا، وعلى دولة أرادها مع الرئيس فؤاد شهاب "قوية، عادلة، حاضنة لجميع أبنائها ومستجيبة لتطلعاتهم"، فإذا بها ضعيفة مهترئة تتحكم بها الطائفية والمذهبية والفوضى والمحسوبية، ويعشش فيها الفساد والرشوة، وتسيرها المصلحة والإنتهازية وتفوح منها رائحة الصفقات والفضائح، وليس من يأبه بالوطن أو المواطن".

اضاف: "عاش فؤاد بطرس في زمن الكبار وكان رجل دولة من الطراز الرفيع، طبع عصره وترك بصماته حيثما حل. كان إنسانا مؤمنا بالله وبوطنه لبنان، وقد حمل هم لبنان منذ دخل المعترك السياسي، لكنه في السنوات الأخيرة كان حزينا على لبنان وما آل إليه. كان قلقا على مصير لبنان بسبب الأوضاع الداخلية والأزمات الخارجية، إنما خصوصا بسبب إفلاس الطبقة السياسية وتقصيرها عن أداء واجباتها، بينما الشعب "يتشوق إلى أن يرى حكامه يوظفون طاقتهم أو رصيدهم لتحقيق أهداف تتصل بالمصلحة الوطنية أو لتقويم اعوجاج، إذ بهؤلاء يحصرون اهتمامهم في شؤونهم الشخصية أو في مكاسب حزبية" على حد قوله.

وتابع: "إن الثقة مفقودة بالطبقة الحاكمة، وبالطبقة السياسية إجمالا، ناهيك عن التشكيك في الإخلاص والترفع والنزاهة". لقد أدرك أن "الطائفية هي علة وجود لبنان وعلته في آن واحد"، وأنها "جزء من تكوين لبنان وهويته"، لذلك "بناء لبنان مستقل ومستقر، ومزدهر، يقتضي مراعاة التوازنات القائمة من غير المساومة على المبادىء الوطنية الأساسية". من أقواله: "أن تختصر الدولة في طائفة أو مجموعة، وأن يقاس الوطن بمقياس التعصب أو الأصولية، يعبر عن ذهنية رجعية تتعارض وفكرة قيام أمة ودولة".

وأكد ان "فؤاد بطرس عمل في السياسة من أجل الخير العام لا من أجل نفسه وعائلته أو من أجل جني المكاسب. فقد كان إنسانا ناجحا ومحاميا لامعا. يقول في مذكراته: "دخلت منزل رئيس الجمهورية مواطنا يراقب عن بعد سياسته الرامية إلى إخراج البلاد من التشنج الطائفي الذي كانت تعيشه منذ أكثر من سنتين، وخرجت منه شريكا في مشروع إنقاذي وددت لو أن جميع اللبنانيين يشتركون فيه". لقد أقنعه الرئيس شهاب بأن دخوله المعترك السياسي وخوضه الإنتخابات النيابية هما بمثابة خدمة عسكرية إلزامية، وأن رفضه يشكل خيانة لوطنه. فامتثل، وكان خير مجيب. وقد عمل إلى جانب ثلاثة رؤساء وتسلم أصعب الوزارات وكان فيها كلها مجليا". 

وقال: "في كل ما قام به كان فؤاد بطرس واقعيا، متجردا، مترفعا، موضوعيا، صريحا، شفافا، نظيف الكف، لم يساوم قط ولم يتنازل بل عرف بالصلابة والحزم حتى العناد. كان دبلوماسيا كبيرا، صعب المراس وقليل الميل إلى المجازفة أو الإرتجال. قبل التلفظ بكلمة كان يدرس تداعياتها، وقبل إعلان موقف كان يحتسب نتائجه، وكان يزين رأيه قبل إعطائه. لم يتخل يوما عن القيم التي نشأ عليها ولم يفرط بالنزاهة التي كانت سمته الكبرى، وقد طبع القضاء بها وآمن: "أن نزاهة القضاء وحياديته هما المؤشر الأول على رقي الشعوب وهيبة الدول". في وزارة العدل جاهد من أجل فصل السلطات وإرساء استقلالية القضاء وهو القائل: "الإستقلالية هي الصفة الأهم التي يفترض أن يتحلى بها القاضي، وفي غيابها لا يبقى للقضاء معنى". وقد سعى إلى تطوير الجسم القضائي وتحديثه، وعمل على تنفيذ مشروع إنشاء معهد القضاء، كما عمل على تعيين خيرة القضاة في أعلى المراكز القضائية".

واشار الى انه "كان في قلب الحكم في مرحلة دقيقة ومفصلية من تاريخ لبنان وعاش مرارة أنه لم يتمكن من "توفير الإستقرار للبنان والغد الأفضل للبنانيين في ظل ظروف قاهرة"، رغم عمله الدؤوب الذي أرضى به الضمير وحفظ كرامة الوطن. السياسة أخلاق بالنسبة له لا منافع وألاعيب. المعيار الأخلاقي كان حاسما في كل قرارته، وولاؤه للوطن كان ماثلا في كل أعماله، حتى حصد احترام الجميع، من يخالفونه الرأي قبل الأصدقاء".

وقال عوده: "اتهم فؤاد بالتشاؤم والسوداوية لأنه كان صريحا وواضحا في مواقفه. كان ثاقب الرؤية، عميق التحليل، مدركا أبعاد السياسة اللبنانية وعمق الصعوبات. وكان يجيب: "الفرق كبير بين التشاؤم الملازم للإستسلام، والواقعية التي تشكل حافزا للسعي والعمل الدؤوب حتى نيل المبتغى. أما التفاؤل المبني على معطيات غير صحيحة فهو وجه من وجوه الضلال، وتغليب للخيال على الواقع وللتمنيات على الحقائق، وعند الإستحقاق تكون الخيبة الكبرى حيث لا ينفع الندم".

اضاف: "كان قدره أن يحمل قلقا دائما على مصير لبنان ومستقبل الحرية والديمقراطية فيه، وقد بات مرجعا بل المرجع لكل من شاء العمل في السياسة أو الإطلاع على أوضاع لبنان وشؤونه. تخطت سمعته حدود لبنان وكان مقصدا للاغتذاء من خبرته والإستنارة بحكمته واتزانه".

وتابع: "إن الكلام، مهما طال، لعاجز عن الإحاطة بصفات هذا الرجل الاستثنائي وإنجازاته، ومن أهمها استصدار قراري مجلس الأمن رقم 262 و425 اللذين أدانا إسرائيل لاعتدائها على لبنان".

واردف: "كبيرا عاش فؤاد بطرس وكبيرا غاب. حسبه أنه سيبقى حيا في ذاكرة الوطن وتاريخه، وفي ضمائر محبي هذا البلد وضمير كل من يسعى، على مثاله، إلى بناء الدولة التي حلم بها وعمل بكل طاقاته من أجل إرساء دعائمها، وقد توصل إلى خلاصة "أن المأساة التي نعيشها تفرض الإهتمام بتأمين ثقافة ديموقراطية للمواطنين وللحكام على السواء".

وختم عوده: "باسم أبينا غبطة البطريرك يوحنا العاشر وباسم إخوتي المطارنة والكهنة وباسمي الشخصي أعزي الأحباء تانيا ومارا وريما وجورج وأسأل إلهنا، الذي تجسد من أجل خلاصنا أن يبلسم قلوبهم ويزرع فيها الرجاء، وأن يحتضن نفس فؤاد ويغمره بمحبته ورحمته. كما أعزي اللبنانيين جميعا، متمنيا أن يكون بينهم من سيحمل الشعلة التي أضاءها فؤاد بطرس في عالم السياسة والديبلوماسية ويتبع خطى هذا الكبير الذي أحب لبنان حبا كبيرا"، متسائلا: "كيف سيكون لبنان بلا فؤاد بطرس؟".

بعد ذلك، تقبلت العائلة التعازي، ثم ووري الفقيد في مدافن العائلة. 


Viewing all articles
Browse latest Browse all 170805

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>