Quantcast
Channel: tayyar.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 170039

المشاهير والجرائم الجنسية (د. ادكار طرابلسي)

$
0
0


د. ادكار طرابلسي -

ضجّ العالم في آخر يوم من أيام العام 2015 لخبر استدعاء محكمة بنسلفانيا الممثل المشهور بيل كوسبي بعدما اتهمته أكثر من أربعين امرأة بالتحرّش بهن جنسيّا أو باغتصابهن. والرجل ليس عاديّاً وقد أصبح رمزاً للأجيال التي ترعرعت على براءة برنامجه The Bill Cosby Show، الذي جسّد فيه شخصيّة الأب المحبّ والطبيب اللطيف. وقد مُنح أكثر من خمسين دكتوراه فخرية من أكبر الجامعات تقديراً لعطاءاته ولشخصيّته.

 

نتساءل، لماذا يتورّط كبار في الفضائح الأخلاقيّة والخطايا الجنسية والجرائم في حق الكرامة الإنسانيّة؟ هل إن بيل كوسبي واحد من شلّة صغيرة من الرجال الفاسقين والمرتكبين في العالم أو أنّه يمثّل الكثيرين من أهل النخبة في عالم الفنّ والإعلام والأكاديميا والدين والسياسة والإدارة والمال والأعمال؟

 

لا شكّ في أنه لإله الجنس سطوة على نفوس البشر، إلاّ أنّ فائض القوّة لدى المشاهير وأصحاب المناصب والعاملين في الحقل العام يجعلهم يطلقون لأنفسهم العنان ويستبيحون الفضائل والكرامات ظنّاً منهم أنّهم فوق المساءلة. لا ينتبه الإنسان إلى أن الذي قال "لا تزنِ" هو عينه من قال: "الذي يزرعه الإنسان إيّاه يحصد". فطريق الشرّ الأخلاقيّ لا تمرّ من دون محاسبة وإهانة وآلام حادّة وكلفة عالية.

 

الملفت في قضية كوسبي أمران: الأول، هو تلك النساء الضحايا اللواتي تجرأن على رفع الدعاوى، والثاني هو المحكمة الأميركيّة التي قامت بواجبها على أكمل وجه على الرغم من الموقع الذي يحتلّه المعتدي.

 

أمّا في شرقنا، وطالما أن المجتمع مُكبّل بموضوع العار والاعتبارات المعنويّة البالية، وطالما أن المسؤولين عن العدالة لا يُقيموها خوفًا على مورد رزقهم أو على حياتهم، فلا يبدو أن ضحايا الاعتداءات الجنسيّة سيرفعون الصوت عاليًا ولا يبدو أيضاً أن المحاكم ستنصفهم. يكفينا هنا أن نتعزّى بكون الله يعتبر جرائم الجنس خطايا لا تمرّ عنده بلا عقاب. 


Viewing all articles
Browse latest Browse all 170039

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>