دموع الاسمر -
لماذا لم تحرك قيادات طرابلس الدينية والسياسية والاجتماعية ساكناً حيال اخطر حدث يجري في مقابر المدينة التي حولتها عصابات الى بؤرة فساد وانتهاك لحرمة الموتى ولكل القيم والاعراف الدينية والاجتماعية؟؟...
ما سر هذا الصمت المطبق حيال ما يجري في مقابر باب الرمل؟..
يدور همساً ان عصابات مقابر باب الرمل تتمتع بحماية من مراجع وان هناك من يخشى الافصاح عن خفايا هذه الاعتداءات التي تتعرض لها مقابر باب الرمل لاعتقاد ان كشف المتورطين فيها يؤدي الى كشف خيوط خطيرة وقد تنال من بعض المرجعيات الدينية في طرابلس.
السؤال المطروح أين هي دار الفتوى ودائرة اوقاف طرابلس واين هي قيادات طرابلس السياسية؟ لماذا لم يبادروا الى فتح التحقيق بهذه القضية ووضع حد لهذه الانتهاكات التي اصابت صميم بعض العائلات وصميم القيم الدينية نتيجة عبث محترفي المخدرات والسرقات وتجار المقابر؟
النداء الذي وجهه رئيس رابطة مخاتير طرابلس والشمال المختار ربيع مراد الى جميع اهالي طرابلس كان من الجرأة بمكان وكشف المستور في ابشع قضية تشهدها المدينة، لكن لم تحرك مشاعر القيادات والمراجع الدينية والسياسية فاعتبرت بمثابة اخبار لدى كافة الاجهزة الامنية التي فتحت تحقيقا لكشف ملابسات وخفايا قضية الاعتداء على مدافن باب الرمل، وانتهاك حرمة الموتى وبيع هذه المدافن بمالغ بلغت 5 الاف دولار. حتى انه جرى انتشال جثث احداها لم يمر عليها شهر واحد ونقلها الى مدفن اخر وبقايا جثث الى مقابر اخرى، حتى ان اربعة مدافن لآل المنلا تبين انها بيعت لآل كبارة. وبعد تقديم ادعاء تمكن آل المنلا من استعادة مدفنين.
وجاء في نداء المختار مراد دعوة ابناء طرابلس الى تفقد مدافن موتاهم بصورة مستمرة وصيانتها كي لا تندثر وحتى لا تعبث بها ايادي تجار المدافن الذين يعمدون الى نزع الشواهد وتجهيل المدافن تمهيدا لبيعها.
ومن ناحية اخرى اثار المختار مراد اضافة الى فضحية بيع المدافن تحويل مدافن باب الرمل الى بؤرة لعصابات تتعاطى المخدرات والكحول وممارسة الدعارة فيها. وقد امتلك المختار مراد الادلة والاثباتات من خلال صور وثق بها هذه الارتكابات الخطيرة اثر العثور على زجاجات الويسكي والفودكا وحناجير حبوب الهلوسة ومواد اخرى خطيرةتؤكد ممارسة الافعال المشينة في مدافن باب الرمل، بحيث تنتهك هذه العصابات حرمة المدافن والموتى بشكل مثير وغير مسبوق في تاريخ المدينة دون ان تتحرك المواجع الدينية لوضع حد لهذه العصابات والعابثين بالمدافن التي باتت من اخطر البؤر في مدينة طرابلس، والتي تعكس حجم الفساد الذي طاول المقدسات الدينية وتفشي عصابات المنحرفين الذين يتسللون الى المدافن لتعاطي كل اشكال انواع المخدرات والموبقات والانحطاط الاخلاقي الذي بلغ حدا في المدينة ويحتاج الى استنفار امني وتدابير واجراءات سريعة توازي حجم الاستنفار الامني في ملاحقة خلايا الارهاب.
قضــية مدافن باب الرمل وحسب المختار مراد تحتاج الى اهتمام رسمي سريع خاصة من دار الفتوى ودائرة اوقاف طرابلس لانها جريمة بحق المدينة وتطاول على القيم والاعراف والتقاليد. لا سيما ان هناك من امعن في تجارة المدافن وتحطيم الشواهد ونقلها من مدفن الى اخر، خاصة انه جرى انتشال جثة امرأة كاملة لم يمض على وفاتها شهر واحد ، نقلت الى مدفن اخر بعدما تبين انها دفنت في مكان لعائلة اخرى عادت وطالبت بمدفنها فاضطرت عائلة الجثة الى نقلها الى مدفن اخر. وقال مراد اننا ناشدنا ورفعنا الصوت منذ اكثر من اسبوع وحتى اليوم لم نجد اهتماما فعليا بهذه القضية باستثناء فتح قوى الامن الداخلي تحقيقا بالقضية. والمطلوب كشف عصابات المخدرات التي ترتكب الافعال المشينة داخل المدافن اليوم قبل غد، هي قضية برسم جميع القيادات في طرابلس.
احد المسؤولين في دائرة الاوقاف نقل عنه ان دائرة الاوقاف تعمل بالتنسيق مع بلدية طرابلس لاقامة جدار يحمي المقابر لان القضية لا تنحصر بما يحصل فيها جراء عصابات السرقة بل ايضا ترمى النفايات على المدافن وان هذه المدافن تغلق عند الساعة الرابعة كل يوم ولا ندري ماذا يحصل فيها في الليل.