ستيفان شاني
مريم، الطفلة في عمرها، لكن عقلها اكبر من كثيرين اعمارهم اضعاف عمرها الصغير.
مريم مهجرة منذ اكثر من عام وأربعة أشهر، حرمها داعش، من الاستمتاع بطفولتها، ابتعدت عن اقرب صديقاتها وأصدقائها، هزت العالم عندما قالت ببراءة: انا أسامح داعش وأتمنى ان يدخل النور في قلبهم ويعودون الى الطريق الصحيح.
كلما أزور مجمع آشتي للمهجرين الذي يأوي اكثر من الف عائلة مهجرة قسرا من سهل نينوى، أحب ان التقي بمريم، وهي دائما تكون حافزا اخر للتمسك بأرضنا، لكن في زيارتي الاخيرة التقيتها وهي عائدة من مدرستها التي هي من الكرفانات ايضا حال منزلها، للأسف كانت مختلفة في حديثها في اللقاء الاخير، فقد قالت لي ببراءتها :
“ستيفان انه العيد الثاني لنا في المخيم صحيح نحن فرحين بولادة الرب لكن هل لك ان تكتب عن معاناتنا وتقول قد سأمنا الانتظار ونريد حلا سريعا، تعبنا باتت حياتنا غير طبيعية بالمرة، انا وعائلتي أصبحنا لا نمتلك شيء سوا هذا الكرفان ، نفذ كل ما كان لنا خلال هذه الفترة ترى هل هنالك شخص يسمع صوتنا ؟ هل سوف يولد الرب يسوع في قلوب من بيدهم القرار لكي نعبر هذا الظلام ؟ ” كما ذكرت أمنيتها في هذا العيد هي ان ترجع الى بلدتها وان يولد نور المسيح في قلوب من هجرهم ويرجعون عن أعمالهم هذه ويتوبون لله وما كان يميز لقاء الأخير مريم ايضا أصبحت تفكر اكثر بالهجرة حيث قالت نريد مكان نعيش فيه بحريتنا
في النهاية كررتها مجددا ” انا علمني يسوع وعلمتني العذراء ان لا اكره احد انا أسامح داعش، لكن نحن نريد ان نعيش ايضا انه العيد هل تتخيل كيف يكون العيد وانت في كرفان مساحته لاتتجاوز ثمانية عشر متر مربع لعائلة باكملها بعد ان كانت منازلنا قصورا”