مروة شامي -
بعد تأكد خبر استشهاد عميد الأسرى المحررين، سمير القنطار، في غارةٍ إسرائيلية على مدينة جرمانا السورية، الى جانب ثمانية شهداءٍ آخرين، كتبت صحيفة يديعوت أحرونوت على موقعها الالكتروني "أُغلق الحساب"، مع صورةٍ لسمير القنطار كُتب عليها "نَفق".
وكتبت الصحيفة: "أغلق حسابٌ عمره 36 عامًا، بدأ عند مشاركة القنطار بهجوم نهاريا، الذي استهدف عائلة هاران".
وأضافت الصحيفة: "يعتبر القنطار عاملًا رئيسيًا في المنظومة الدفاعية التي يديرها حزب الله في هضبة الجولان على الحدود مع "إسرائيل"، دعمًا للرئيس السوري بشار الأسد".
أما عن العملية الجهادية التي شارك فيها القنطار، كتبت يديعوت أحرونوت: "في عام 1979، في حين كان القنطار في السادسة عشرة من عمره، انتقل مع ثلاثة أشخاصٍ آخرين في زورقٍ مطاطي من لبنان، إلى شاطئ نهاريا، وعند وصولهم اشتبكوا مع دورية من الشرطة الإسرائيلية ما أدى الى مقتل الرقيب إلياهو شاهار".
وتابعت الصحيفة متحدّثةً عن توجه المجموعة الى منزل عالم الذرة الاسرائيلي داني هاران، مدّعيةً "اختطافه وطفلته ومن ثمّ قتلهما"، وهو الأمر الذي نفاه مسؤول استخبارات سابق في السجون "الإسرائيلية"، الضابط تسفيكا سيلع عام 2009، الذي أكد أنّ "إسرائيل" حاكت للقنطار تهمًا بقتل طفلة خلال عملية نهاريا"، وأنّ هناك دلائل على أن داني وطفلته قتلا برصاص القوات الإسرائيلية.
والحقيقة أنّ القنطار ورفاقه أرادوا اختطاف رهائن لمبادلتهم بمقاومين معتقلين في السجون الاسرائيلية، وبعد وصولهم الى منزل عائلة هاران وأسرهم لعالم الذرة، اقتادوه الى الشاطئ حيث دارت المعركة الرئيسية عندما حاول القنطار الاقتراب من الزورق. وفي هذه المعركة، استشهد احد رفاقه واصيب رفيقه الآخر بجراح بالغة، كما أصيب القنطار بخمس رصاصاتٍ في انحاء جسده كافة. وبعد أن استقدمت قوات العدو وحدات كبيرة من الجيش، دارت اشتباكات عنيفة على إثر احتماء القنطار وراء الصخور، ونجح بإطلاق النار على قائد قطاع الساحل والجبهة الداخلية الشمالية في الجيش الاسرائيلي الجنرال يوسف تساحور، حيث جرح بثلاث رصاصات في صدره ونجا بأعجوبة. والجدير ذكره أنّ "إسرائيل" طمست خبر اصابة الجنرال بجراح بالغة في العملية، وعندما ادلى بشهادة للمحكمة فيما بعد تم اخلاء القاعة من الناس والمحامين ومن ثم عاد الجنرال ليصرح بعد عشر سنوات لإحدى الصحف الاسرائيلية انه "لن ينسى طيلة حياته وجه الفدائي الذي أصابه بثلاث رصاصات في صدره، إنه دون شك سمير القنطار"، وكانت الحصيلة النهائية للعملية ستة قتلى من بينهم عالم الذرة داني هاران واثنا عشر جريحًا.
أما افراد العملية، فقد استشهد منهم اثنان هما عبد المجيد اصلان ومهنا المؤيد، واعتقل سمير القنطار واحمد الابرص الذي أطلق سراحه عام 1985 على إثر عملية تبادل للأسرى. أما القنطار، فقد أطلق سراحه عام 2008، بعد ثلاثين عامًا من الأسر التعذيب في سجون الاحتلال، حيث كان الضابط تسفيكا سيلع قد اعترف أيضًا بتعذيب القنطار قائلًا "احتجزناه في سجن هداريم بشروط قاسية جدًا، بل أذقناه الموت طيلة خمس سنوات في قبو بلغت درجة حرارته في الصيف 45 درجة".