Quantcast
Channel: tayyar.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 170521

لهذه الأسباب يركز الجيش السوري ضرباته على “سلمى"

$
0
0


حسان الحسن ـ

يستمر الجيش السوري وحلفاؤه في التقدم في أرياف اللاذقية الشمالي، وحلب الجنوبي والشرقي، فقد احكم السيطرة مؤخراً على جبلي برندي والربيعة بريف اللاذقية الشمالي، ويتابع التقدم في اتجاه منطقة سلمى الاستراتيجية، المحاذية لثلاث محافظات، حماه من جهة ريفيها الشمالي والغربي، وحلب من جهة ريفها الجنوبي، وأدلب من جهة ريفها الشرقي، وذلك استكمالاً لعمليات عزل الحدود التركية عن مواقع المسلحين في الداخل السوري، بالتالي قطع خطوط إمداد عنها، ولهذه الغاية، تركز القوات السورية عملياتها في الوقت الراهن في سلمى ومحيطها لعزلها عن منطقة الأسكندورن، بحسب ما تؤكد مصادر ميدانية.

يذكر أيضاً أن منطقتي سلمى وربيعة، تستخدمان كمنصة لإطلاق الصواريخ على المناطق السكنية في مدينة اللاذقية، كذلك تشرف سلمى طريق الغاب وحماه. وتتوقع المصادر إنهيار مواقع المسلحين في ربيعة، فور استعادة الجيش لسلمى، وبالتالي رفع الخطر بالكامل عن المدينة وعن الطريق المذكور.

وتؤكد المصادر أنه كي يتسنى للقوات الروسية حماية قواعدها في اللاذقية بإحكامٍ، صار لزاماً عليها، عزل محافظة أدلب وقطع طرق إمداد المسلحين بينها وبين تركية، وبين الأولى ومواقع المسلحين في المحافظات الثلاث: “اللاذقية، حماه، وحلب”، متوقعةً تحرك القوات السورية وحلفائها في إتجاه مدينة جسر الشغور في الريف الأدلبي، بعد تطهير ريف اللاذقية من الإرهاب، ودائماً وفقاً لرأي المصادر.

لاريب أن التقدم المذكور، إضافةً الى إنجازات الجيش السوري وحلفائه في ريفي حلب الجنوبي والشرقي، والغظاء التي يوفره لهم سلاح الجو الروسي، الذي يستهدف ايضاً مواقع المسلحين التكفيريين في ريف حلب الشمالي وسواه، هذه العوامل كلها أدت الى تبدد حلم أنقرة بإقامة منطقة عازلة على الأراضي السورية، بحسب كلام وزير الخارجية الأميركية جون كيري، الذي تحدث عن إنشاء “منطقة آمنة”، اي ليست منطقة حظر جوي، تمتد من الرقة في إتجاه تركية، لكنها غير واضحة المعالم.


ونتيجة هذه المتغيرات الميدانية المذكورة آنفاً، بدأ التغيير الدولي يأتي في شكلٍ تدريجيٍ حيال سورية، لاسيما لجهة التشدد بالمطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد من قبل واشنطن وباريس، وبدا هذا التغيير جلياً على لسان وزير خارجيتيهما كيري ولوران فابيوس، اللذين أعلنا أخيراً أن ” رحيل الأسد على الفور ليس ضرورياً”، فأولويتهما راهناً “محاربة داعش”، بحسب ما يؤكدان.

بعد كل هذا التغيير الميداني والسياسي، إضافة إلى الحماية الروسية لكل الاراضي السورية، لاسيما بعد نشر منظومة صواريخ أس 400 في الساحل السوري، بعد إسقاط سلاح الجو التركي لطائرة سوخوي روسية في الاجواء السورية، أدركت أنقرة عدم قدرتها على التدخل في سورية، فأعطت الأوامر بإدخال قواتها الى مدينة نينوى في العراق، للتعويض عن خسارتها في الجارة الأقرب، كذلك لتعزيز حضورها في أي تسوية مرتقبةٍ لإنهاء الصراع في المنطقة، في ضوء إنتشار المزيد من الحشود العسكرية الدولية فيها.

ولكي تصبح القوات التركية على تماس مباشر مع المقاتلين الأكراد في الموصل، للحد من اتساع النفوذ الكردي، لاسيما في ضوء ورود معلومات عن إمكان وصول مساعدات روسية للعراقيين في حربهم مع “داعش”، بحسب مصدر في المعارضة السورية.

بالانتقال الى الشأن السياسي، وعن مؤتمر “المعارضة السورية” في العاصمة السعودية، الرياض، يشير المصدر الى أن المؤتمر لا يمثل أطياف المعارضة، وهو عبارة عن جمع للتناقضات غير القابلة للاجتماع، إضافة الى وجود ممثلين عن الفصائل المسلحة، المصنفة دولياً بالإرهابية، ما يؤدي الى ضرب ثقة المجتمع السوري والدولي بهكذا “معارضة” على حد قول المصدر. ويختم بالقول: “إن الهدف الاساسي من اجتماع الرياض، هو تشكيل “كتلة معارضة” تابعة للسعودية تكون بعداً لها في أي عملية تفاوض مع السلطة”.

وهكذا، وبناء على كل ما سبق، يبقى السؤال: هل يستطيع الغرب التحصيل بالسياسة ما عجز عن تحقيقه بالميدان؟ المؤكد أن الدول المنضوية في المحور المقابل تدرك هذا الأمر وستمنع حصوله، كما تعهد المرشد علي الخامنئي والرئيس فلاديمير بوتين في قمتهما المشتركة.

 


Viewing all articles
Browse latest Browse all 170521

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>