Quantcast
Channel: tayyar.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 180808

الراعي في قداس على نية الجيش:الموازنة والإصلاحات واجبات ملحة

$
0
0






 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، عاونه المطرانان جوزيف نفاع وحنا علوان وكاهن رعية حصرون الخوري انطونيوس جبارة والأب ميشال جلخ ولفيف من الكهنة، حضره النائب نعمة الله ابي نصر، رعية حصرون يتقدمها مرشح القوات اللبنانية في القضاء النقيب جوزيف اسحق ، رئيس البلدية المهندس جيرار السمعاني ونائبه تيودور متى وأعضاء المجلس البلدي والمخاتير، رئيس الحركة الاجتماعية اللبنانية المهندس جون مفرج، عائلة المرحوم حافظ فرح فرح وحشد من أبناء المنطقة والجوار. وخدمت القداس جوقة رعية حصرون.

العظة
بعد الانجيل المقدس، ألقى الراعي عظة بعنوان:"يا امرأة، عظيم إيمانك! ليكن لك ما تريدين" (متى 15: 28)، جاء فيها: "عندما استغاثت المرأة الكنعانية بيسوع ملتمسة الرحمة ليشفي ابنتها المريضة، نالت مطلبها بقوة إيمانها الذي تميز بصفتين: مناداة يسوع بلقبه المسيحاني: "يا ابن داود ارحمني"، وبالصمود في الإيمان بالرغم من تصرف يسوع القاسي معها وكلامه الجارح، كما يبدو لأول وهلة. لهتين الصفتين أعلن لها أمام الجمع كله: "يا إمرأة، عظيم إيمانك! ليكن لك ما تريدين". ومن تلك الساعة شفيت ابنتها (متى 15: 28). إننا نلتمس نعمة الإيمان بشخص يسوع، راجين أن نجعله ثابتا وصامدا بوجه كل صعوبة، مثل إيمان المرأة الكنعانية".

وقال:"يسعدنا أن نحتفل معا بهذه الليتورجيا الإلهية، وأن نرحب بكم جميعا، وبخاصة بسعادة النائب نعمةالله ابي نصر ونهنئه بنجاح مساعيه في اقرار محافظة كسروان جبيل التي ومع صاحب الغبطة والنيافة البطريرك صفير كنتما تطالبان بها منذ سنة 2003. هذا يعني ان الصمود في الايمان هو ضروري. كما اني ارحب برعية حصرون، بكاهنها ورئيس بلديتها ومخاتيرها ولجنة وقفها وشعبها وجوقتها. ونرحب بسيادة المطران غي بولس نجيم المرشد العام للحركة الرسولية المريمية، والهيئة الإدارية للمخيم الرسولي التابع للحركة، الذي يقوم مشكورا برسالة من 17 إلى 27 آب الجاري في كل من رعايا قنات وبزعون وبرقاشا وبقاعكفرا وبلوزا وحوقا وبان. كما نرحب بالوفد الآتي من بلدة الناعمة العزيزة، وبالزوجين عادل وماري أغابي (Agapée)، من الأردن العزيز اللذين يرافقهما المونسينيور نبيه الترس، وهما من خيرة المساعدين في رعية مار شربل المارونية في عمان. ونتمنى لهما طيب الإقامة في لبنان.

كما نحيي بيننا عائلة المرحوم حافظ فرح فرح من المنصف من بلاد جبيل الذي ودعناه معها بالأسى الشديد منذ حوالي أسبوعين. وإننا نرفع الصلاة لراحة نفسه، ولعزاء زوجته وابنه وابنتيه وسائر أنسبائه. وقد عرفنا هذه العائلة وقدرنا قيمها المسيحية والإجتماعية الرفيعة، مذ كنت مطرانا لأبرشية جبيل العزيزة".

أضاف:" نصلي بنوع خاص في هذه الذبيحة الإلهية من أجل انتصار جيشنا اللبناني على الإرهابيين في جرود ورأس بعلبك والقاع، وحماية عناصره من كل أذى. ونذكر بصلاتنا الجرحى ملتمسين شفاءهم. إن كرامة لبنان وشعبه من انتصار جيشه".

وتابع:"لقد آلمتنا كما شعب إسبانيا والمجتمع الدولي، العمليتان الإرهابيتان في مدينتي برشلونة و Cambrils مساء الخميس الماضي، وكانت ضحاياهما أربعة عشر قتيلا، ومئة وثلاثين جريحا. وقد تبنى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) العملية الإرهابية هذه، الوحشية واللاإنسانية، التي ندينها أشدالإدانة. ونعبر للسلطات والشعب الإسباني عن تضامننا معهم وقربنا منهم في مصابهم الوطني الأليم. إننا نصلي لراحة نفوس الموتى، وعزاء أهلهم، ولشفاء الجرحى. إن من واجب الأسرة الدولية القضاء على الإرهاب، والتنديد بالدول التي ما زالت تمدهم بالمال والسلاح، وتدعمهم سياسيا، لأغراض تخريبية من أجل مآرب غير معروفة".

وقال: "يا امرأة، عظيم إيمانك" (متى 15: 28). أجل، عظيم إيمان المرأة الكنعانية الوثنية بشخص يسوع، الظاهر في ثقتها به وبرحمته وبقدرته على شفاء ابنتها. هذا الإيمان - الثقة حملها على أن تصرخ مرارا، وتقترب منه، وتسجد على قدميه، وتقبل الإذلال، وتردد طلبها بثقة. الإيمان الحقيقي إيمان بشخص، وليس مجرد قبول الحقائق الإيمانية والعقائد، وتعليم الإنجيل والكنيسة، بل هو قبل كل شيء إيمان بشخص المسيح الفادي والمخلص، وبواسطته هو إيمان بالآب السماوي الذي يشمل البشرية جمعاء بمحبته، وبالروح القدس الذي يحقق في كل مؤمن ومؤمنة ثمار الفداء".

أضاف:"الإيمان نور إلهي داخلي يقود العقل البشري إلى معرفة الحقيقة. هذا النور هو من فعل الروح القدس، عبر موهبتي العلم والفهم. هكذا بدا في إيمان المرأة الكنعانية، ولو كانت وثنية تعبد آلهة صنمية. فالنور الإلهي بالروح القدس ينير كل إنسان، في كل موضع من الأرض، مثل نور الشمس. يكفي أن يفتح الإنسان قلبه وعقله إلى هذا النور. هذا ما فعلته تلك المرأة، إذ أدركت، بفضل النور السماوي، ان يسوع هو المسيح الآتي من سلالة داود والحامل الرحمة لشفاء أمراض البشر، وراحت تناديه بأعلى صوتها: "يا رب، يا ابن داود ارحمني! إن ابنتي بها شيطان يعذبها جدا" (الآية 22). ثم عادت وسجدت له وترجته: "ساعدني، يا رب!" (الآية 25).

وتابع:"يصبح الإيمان بشخص المسيح حبا له، كما هي الحال بين البشر. هذا الحب الإحترامي ظهر لدى الكنعانية. بتحملها ثلاثة: تجاهل يسوع لها، قوله للتلاميذ بأنه أتى لهداية الضالين من بني إسرائيل دون سواهم، وجوابه القاسي لها: "لا يحسن إعطاء خبز البنين لجراء الكلاب". لذا، أراد يسوع أن يعظم إيمانها المميز أمام الشعب كله، وأن يجعلها قدوة في الإيمان لبني إسرائيل، أي الشعب اليهودي الذي منه يتحدر هو بتجسده، وأن يدعوها للانخراط في العهد الجديد المسيحاني الذي بدأه شعبا جديدا معروفا بالكنيسة أي المسيح الكلي".

أضاف: "إن الإيمان بالله يصنع العجائب. أليس بفضل هذا الإيمان الحي في قلوب العديد من اللبنانيين وصلواتهم وممارستهم الدينية في يوم الرب، يوم الأحد، كانت العناية الإلهية تنجي لبنان من السقوط في كل مرة كان يصل إلى شفير الهاوية. هذا الإختبار يدعونا إلى اثنين: الأول، تنمية الإيمان فينا بروح روحية قائمة على الصلاة، والتأمل في كلام الله في الإنجيل، وممارسة الأسرار الخلاصية، ولا سيما سر التوبة وسر القربان، والمحافظة على اللقاء بالرب في قداس الأحد مع الجماعة المؤمنة. والثاني، العمل، كل من موقعه ومسؤوليته، على تعزيز لبنان بكيانه وشعبه ومؤسساته. هذا العمل واجب أساسي على الجماعة السياسية، وبخاصة على أصحاب السلطة التشريعية والإجرائية والإدارية والقضائية. لا يمكن الإستمرار في الفساد، وهدر مال الدولة، وإهمال الخير العام، والتلكؤ عن النهوض الإقتصادي وتعزيز الناتج المحلي، وعن خلق فرص عمل، فيما الدين العام يتآكل الدولة، والفقر يتزايد. نأمل أن لا تتفاقم هذه الأوضاع مع سلسلة الرتب والرواتب بالنقاط التي أثارت العديد من الإعتراضات. وفي كل حال يبقى الواجب الملح إصدار الموازنة العامة، وإجراء الإصلاحات، وخلق التوازن بين العائدات والمصاريف؟ اما بالنسبة للمدارس الخاصة، فمن أجل المحافظة عليها وعلى دورها المعروف في مجتمعنا اللبناني، ومن أجل مساعدة الأهالي في إمكانية ممارسة حقهم في اختيار المدرسة التي يريدونها لأولادهم، من واجب الدولة أن تؤمن فرق الزيادات وتدفعها مباشرة لأهالي الطلاب، وتمنع المدارس الخاصة عن رفع أقساطها، مع تشديد المراقبة عليها".

وختم الراعي بالقول: "في ضوء هذه اللوحة الإنجيلية التي تكشف قيمة الإيمان، الذي هو باب اللقاء مع الله، ومفتاح رحمته، نلتمس، كما كان يفعل تلاميذ يسوع: "يا رب، زدنا إيمانا" (لو 17: 5). فنرفع من صميم قلوبنا نشيد المجد وتسبيح للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين".

استقبالات
بعد القداس، استقبل الراعي المشاركين في الذبيحة الالهية. وقال مفرج بعد اللقاء: "تمنينا أمام غبطته إنجاز الانتخابات الفرعية في طرابلس وكسروان، واستعرضنا معه الأوضاع العامة وما يقوم به الجيش اللبناني، متمنين له الانتصار على الارهاب"


Viewing all articles
Browse latest Browse all 180808

Latest Images

Trending Articles



Latest Images