لا يزال جواد بنداوود، الشاب الذي أجرّ شقته المفروشة لعبد الحميد أباعوض وعدد من المشتبه بهم في تنفيذ هجمات باريس، قيد الحراسة النظرية لليوم السادس على التوالي في إجراء نادر الحدوث بفرنسا، وذلك رغم تصريحه سابقًا أنه لم يكن يعلم بميولات الجهاديين، ولم يدرِ أنهم خططوا لضرب باريس.
جواد الذي تحدث سابقًا لقناة BFMTV أنه لم يقم سوى بإسداء خدمة لأشخاص طلبوا شقته المفروشة في منطقة سان دوني لثلاثة أيام مقابل عائد مادي، وجد نفسه في موقف محرج بعدما تحوّل إلى هدف للتحقيقات الفرنسية، غير أن معاناته لم تتوقف عند حدود الشرطة، فقد سخر العشرات من لكنته الفرنسية وسذاجته في وسائل التواصل الاجتماعي.
"قلت لهم إن الشقة لا تتوّفر فيها أغطية، فأجابوني: لا بأس، نحن نريد فقط الماء لأجل الوضوء" كانت إحدى الجمل التي فجرت سخرية العشرات عند تقديمه تصريحات لوسائل الإعلام، بل هناك من قام بخلق حساب تويتر، تحت اسم " الرجل الذي يأوي داعش"، يقوم من حين لآخر بنشر تغريدات ساخرة.
من هذه التغريدات: "سمعت في البداية كلمة قنبلة في أحاديثهم، لكن كنت أعتقد أن الأمر يتعلق بفاكهة الرمان" تقول إحدى التغريدات الساخرة، وذلك بما أن كلمة قنبلة بالفرنسية تحمل النطق نفسه لكلمة الرمان. "طلبوا مني هل يمكن أن أعد لهم كوكتيل من المولوتوف.. لكنني أجبتهم بأنني لا أعمل في حانة" تقول تغريدة أخرى.
العودة إلى ملفاته لدى القضاء الفرنسي بيّن أنه سبق أن قضى في السجن ثماني سنوات إثر تورطه في قتل صديق له. يملك رفقة إخوته ثلاث شقق، يقومون بتأجيرها دون ترخيص لأشخاص دون أوراق ثبوتية أو لمدمني المخدرات، فضلًا عن أنه معروف في حيه بعدوانيته.
وتقول الشرطة إن محادثة دارت بينه وبين حسناء أيت بولحسن، خمسة أيام بعد تفجيرات باريس، أفضت إلى تأجيرها للشقة، لتقوم حسناء بعد ذلك بإدخال عبد الحميد وجهادي آخر إلى الشقة التي شهدت مواجهة بالرصاص بين الجهاديين وقوات الأمن، انتهت بمقتل عبد الحميد وحسناء أيت بولحسن.