مقدمة نشرة أخبار ال otv المسائية - الأحد 22 تشرين الثاني:
لبنان مستقل، لكن انتخاب رئيس جمهوريته ينتظر تطورات اليمن، ورضا السعودية... لبنان مستقل، لكن قانون انتخابه العادل يتطلب رعاية اقليمية، وموافقة دولية... لبنان مستقل، لكن القرار بدحر الاحتلال النصروي والغزو الداعشي، مربوط بميدان سوريا...
هذا هو المشهد اللبناني في ذكرى الاستقلال: شعب مكتوم الصوت، وساسة صدّروا القرار الى الخارج... ومن الخارج، اتى اليوم الخبر اليقين بعد ثلاثة ايام من الاقاويل او الشائعات: لقاء سليمان فرنجية وسعد الحريري تم فعلاً، رغم النفيين، ورغم اصرار كل منهما على النفي في الاتصالات مع اصداقائهما... فرنجية ابلغ حزبَ الله باللقاء وبالمحادثات التي تناولت موضوع ترشحه للرئاسة...
الحريري استدعى اركان تياره امس والتقاهم تباعاً، قبل عودة معظمهم ليلا الى بيروت... وليد جنبلاط يغادر مع ابو فاعور ونادر الحريري على طائرة الحريري للقائه، فيما بعض حلفاء الحريري باشروا حملة اعلامية للتشويش على اللقاء والمحادثات، مع بروز اصوات من هؤلاء تتهم الحريري بخيانة 14 آذار، ما يذكر بالاجواء نفسها التي سادت بعد اتفاق عون الحريري في كانون الثاني الماضي... هذا المشهد اللبناني لم يترافق بعد مع اي معطيات اقليمية قد تزكي المسار المتبع، او تناقده... وتحديداً، لم تُرصد اي اشارة سعودية توحي بامكان اعطاء 8 آذار رئيساً للجمهورية...
وبغياب الاتجاه السعودي، يبقى الوضع غيرَ قابل للحسم بين فرضية ان يكون الحريري جدياً، واحتمال ان اي يكون بلقاءاته المستجدة مناوراً بهدف ضرب صف 8 آذار، واحداث شرخ بين عون فرنجية من جهة، وفرنجية وحزب الله من جهة اخرى... وفي انتظار اشارة المملكة، الاتصالات قائمة في بيروت، ومفتوحة بين بيروت والخارج... علّ الازمة تجد مساراً يتسرب عبره الحل... تماماً كالمسارات غير الشرعية التي يُهرب عبرها السوريون الى لبنان...