حمل الرئيس السوري بشار الأسد، السياسات الفرنسية "الخاطئة" مسؤولية تمدد الإرهاب، في تعليق على الاعتداءات التي حدثت أمس في باريس، وتبناها تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"- "داعش" وأودت بحياة نحو 140 قتيلاً، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الرسمية "سانا".
وقال الاسد خلال لقائه وفداً فرنسياً برئاسة عضو الجمعية الوطنية النائب تييري ماريانيان، إن "السياسات الخاطئة التى انتهجتها الدول الغربية ولا سيما الفرنسية ازاء ما يحصل في منطقتنا وتجاهلها لدعم بعض حلفائها للإرهابيين هي التى ساهمت في تمدد الارهاب ".
واعتبر الأسد أن "الإرهاب هو ساحة واحدة في العالم وأن التنظيمات الإرهابية لا تعترف بحدود"، مؤكداً أن "الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس لا يمكن فصلها عما وقع في العاصمة اللبنانية بيروت أخيراً، وما يحدث في سوريا منذ خمس سنوات وفي مناطق أخرى".
وشدد الأسد على "أهمية اعتماد سياسات جديدة والقيام بإجراءات فاعلة لوقف دعم الإرهابيين لوجستياً وسياسياً وصولاً للقضاء على الارهاب".
وفي حديث لوسائل إعلامية بعد اللقاء مع الوفد الفرنسي، قدّم الرئيس الأسد "التعازي للأسر الفرنسية التي فقدت أعزاء لها بالأمس ونحن أقرب الناس إلى فهم مثل هذا الوضع لأننا عانينا من هذا النوع من الإرهاب على مدى الأعوام الخمسة الماضية في سوريا"، معتبراً ان "وما حدث في فرنسا في الأمس لا يمكن فصله عما حدث في بيروت قبل يومين لأن الإرهاب هو نفسه.. لا ينبغي أن ننظر إلى الإرهاب على أنه يحدث في ساحات منفصلة.. الساحة السورية واليمنية أو الليبية أو الفرنسية في الواقع انها ساحة واحدة على امتداد العالم بأسره".
وجواباً على سؤال في ما إذا كان لدى أجهزة الاستخبارات السورية أي معلومات تفيد بأن الأشخاص الذين ارتكبوا هذا العمل الإرهابي قدموا من سوريا او كان لهم اتصالات بأشخاص في سوريا، رد الأسد "لا ليس لدينا أي معلومات عما حدث لكن المسألة لا تتعلق بأسماء الفاعلين أو من أين أتوا.. كنا قد حذرنا قبل ثلاث سنوات مما سيحدث في اوروبا.. قلنا لا تعبثوا بهذا الفالق الزلزالي في سوريا، لان تداعيات ذلك ستتردد في جميع أنحاء العالم.. للأسف لم يهتم المسؤولون الأوروبيون بما كنا نقوله بل زعموا بأننا نهدد كما أنهم لم يتعلموا مما حدث مطلع هذا العام في حادثة شارلي إيبدو.. إن اطلاق التصريحات القائلة بأنهم ضد الإرهاب لا تعني شيئاً.. عليهم أن يحاربوا الإرهاب وعليهم اتباع السياسات الصحيحة".
وحول مسألة طلب أجهزة الاستخبارات الفرنسية التعاون من أجهزة الاستخبارات السورية واستعدادها لمساعدتها في محاربة الإرهاب، أكد الرئيس السوري أن "المسألة ليست في أن يطلبوا المساعدة.. عليهم فقط أن يكونوا جادين وعندها سنكون مستعدين لمحاربة الإرهاب معهم.. نحن مستعدون لمحاربة الإرهاب مع أي جهة جادة في ذلك لكن الحكومة الفرنسية ليست جادة حتى الآن".
وجوابا على سؤال حول الرسالة التي لديه للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قال الأسد: "إعمل لمصلحة شعبك فالسؤال الأول الذي يطرحه كل مواطن فرنسي اليوم هو.. هل عادت السياسات الفرنسية خلال الأعوام الخمسة الماضية بأي خير على الشعب الفرنسي.. الجواب فعلياً هو لا.. إذا ما أطلبه منه هو أن يعمل لمصلحة الشعب الفرنسي وإذا أراد أن يفعل ذلك فعليه تغيير سياساته".
وعن الظرف الذي ينبغي ان يتوافر كي تتعاون الحكومة السورية مع الحكومة الفرنسية أو أجهزة الاستخبارات السورية مع نظيرتها الفرنسية قال "لا يمكن التحدث عن تعاون استخباراتي قبل أن يكون هناك تعاون سياسي.. لا يمكن أن تتحدث عن تعاون استخباراتي لمحاربة الإرهاب بينما تصب سياسات الحكومة الفرنسية في اطار دعم الارهاب.. هذا ما قصدته بالجدية".