أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل انّ الحرب على سوريا ليست صليبيّة ولا مسيحيّة، ولكنّها حربٌ مقدّسة بكلّ ما للكلمة من معنى، مطمئناً إلى أنّ لا خوف على سوريا، متحدّثاً عن حلفٍ مقدّس لا تُفصَم عُراه بين الدولة والنظام والشعب والجيش، مشدّداً على أنّها ستبقى صامدة في وجه أعدائها مهما خرّبوا وقتلوا وهجّروا.
أبو فاضل كان يتحدّث خلال محاضرة ولقاء سياسي في مدينة محردة - حماة، بدعوة من رئيس نادي محردة الرياضي والاجتماعي وليد الثلث، وبحضور عضو قيادة فرع حزب البعث بحماة رئيس مكتب الشباب محمد مخلوف، أمين شعبة الحزب في محردة رامي العبد الله، عضو مجلس الشعب ماهر قاورما، رئيس مجلس مدينة محردة المهندس بيطار البيطار، الأب حدو شبلي، إضافة إلى فعاليات اجتماعية.
تطييف الحرب العدوانيّة على سوريا
أبو فاضل استهلّ المحاضرة بالقول: "جئتكم من لبنان البطولة، لبنان المقاومة البطلة التي أذلّت إسرائيل وجيشها بالتراب، لبنان الحليف الطبيعي لسوريا، لبنان الحليف الممانع في خط الممانعة والمقاومة، لبنان الرجال الأشداء رجال الله والمقاومة اللبنانية".
وتوجّه أبو فاضل إلى أهالي مدينة محردة بالقول: "أيّها الأهلُ الكرامُ في حماه، في مدينةِ محردة البطلة. لقد قالوا كثيراً وعملوا الكثير لتطييفِ الحربِ العدوانيّةِ على سوريا.
لكنّهم أصحابُ مشاريعَ فاشلةٍ، فتارةً يعتبرون أنّ الحربَ على سوريا وفي سوريا هي إسلاميّة - إسلاميّة. وتارةً يعتبرون أنّها حربٌ إسلاميّة – مسيحيّة.
وتارةً يعتبرون أنّها حربٌ صفوية مجوسية على سوريا، حين تدخّلت إيران الدولةُ الحليفةُ الوفيّةٌ لسوريا – الأسد، فاعتبروها حربًا على سوريا الممانعة والمقاومة.
ولدى تدخّلِ المقاومةِ البطلةِ برجال الله للوقوفِ إلى جانب سوريا لردّ الجميلِ لوقفةِ سوريا – الأسد في العام 2006، أيضًا بدأوا يُطبّلون ويزمّرون على أنّها حربٌ "إلهيّةٌ – شيعيّةٌ".
ويومَ أعلنت روسيا الحرب على الإرهابِ وعلى داعش والمجاميع التكفيريّة اعتبروها حربًا صليبيّة أو مسيحيّة".
حربٌ مقدّسة وواجب مقدّس
أبو فاضل خلص إلى أنّ هذه الحرب ليست صليبية ولا مسيحية، "لكن، نعم، هي حربٌ مقدّسة".
وتابع قائلاً: "الذين أخذوا ممسكاً برأيهم "المتهابل" والمتهاوي بأنّ الحرب على الإرهاب هي مقدّسة كما أعلنها الناطق باسم الكنيسة الأرثوذكسية، فأنا اللبناني العربي الصديق للمسلمين الشرفاء أعتبر أنّ الحرب على الإرهاب، نعم، هي حرب مقدّسة".
وأردف أبو فاضل: "فالدفاعُ عن الأطفال في وجه الوحوش الكاسرة واجبٌ مقدّس.
والدفاعُ عن الأبرياء واجبٌ مقدّس.
والدفاعُ عن المرأة والصبية والفتاة التي تُباع في أسواقهم وهي عارية، هو واجبٌ مقدّس.
والدفاعُ عن الطفل الذي يُذبَح وعن الراهب الذي يُخطَف هو واجبٌ مقدّس".
كلّ الأديان سواء
وقال أبو فاضل: "واجبٌ مقدّس، نعم، سواء أكان المدافع مسيحياً أم سنياً أم شيعياً أم درزياً أم بوذياً أم مارونياً أم علوياً أم هندوسياً أم كاثوليكياً، فهو يقوم بواجبٍ مقدّس.
والدفاعُ عن الدولِ وعن شعوبِها ومؤسساتِها وشرعيتِها هو واجبٌ مقدّس.
نعم، واجبٌ مقدّس، وحربٌ مقدّسة، فكلّ الأنبياء بكتب الله قالوا أنّ الدفاع عن الطفل والمرأة والراهب في صومعته واجبٌ مقدّس.
وكم من الآيات الكريمة في القرآن الكريم تحدّثت في هذا الاتجاه والموضوع؟
وما قاله السيد المسيح في الدفاع عن الضعفاء، هم الذين قال فيهم الرب: "وليس أعظم من أن يبذل الإنسان ذاته فداءً عن أحبائه"...
وكذلك أولئك، أو أنت الذي تشاهد الشرير يقتل جارك البريء فلا تتحرّك، "أنت مجرم أيضًا".
أما أنت الذي تتمسّك بـ"اللاعنف" تحت عدّة مسميات وحركات أممية ودولية ومحلية مشبوهة... وتشاهد أطفالاً ونساءً وشيوخًا يُذبَحون... فأنت مجرمٌ أيضًا باسم "اللاعنف".
نعم، إنّها "حربٌ مقدّسة" وواجب مقدّس".
لا خوف على سوريا
وأضاف أبو فاضل: "شاء من شاء ورفض من رفض وأبى من أبى هي حرب مقدسة إن كانت روسية أو إيرانية أو هي حرب للممانعة ولو كان هناك مصالح دول عظمى، فالنتيجة أنها تصب في مصلحة الشعب السوري والدولة السورية والجيش السوري".
وطمأن أبو فاضل أنّ "لا خوف على سوريا فالدولة والنظام والشعب والجيش أصبحوا في حلف لا تفصم عراه، حلف مقدس مع بعضهم البعض من اجل الدفاع عنها في وجه الارهاب"، وقال: "هذه محردة عادت وتوسعت وهام هم اعداؤها الذين كانوا يقصفونها وما زالوا هم أصبحوا ضعفاء أمام هذه المدينة، ضعفاء في القيمة، ضعفاء في الحجم، ضعفاء في الإنسانية، ضعفاء في كلّ شيء، وها هي محردة لا تزال صامدة كما هي ولا تزال حماة كما هي وسوريا لا تزال صامدة كما هي ولو خربوا وقتلوا وهجروا وعملوا الكثير".
قرار جائر
وختامًا، تطرق أبو فاضل إلى قرار "العرب سات" حجب قناة الميادين، فاعتبر أنّ هذا القرار بحق القناة التي أعلنت موقفها صراحة مع المقاومة قولا وفعلا هو قرار جائر، وقال: "لا يمكن محاسبة قناة مناضلة بهذه القيمة والحجم بموقف اتخذه ضيف من ضيوفها".
ورأى أبو فاضل أنّ "هذا ظلم"، لافتاً إلى أنّه يُعتبَر إساءة للإعلام العربي والعالمي، "ولا يمكن أن يتعامل أحد مع قناة الميادين بهذا الشكل المسيء للإعلام والمسيء للدولة".