- سياسيون مسيحيون ومسلمون يحضّرون لفرنسا حرب أهلية...
- مسيحيو لبنان ومسلميه لا يشبهون أي مسيحي بالعالم ولا اي مسلم
- انا اقرب الى المسلم الذي يسير وفق انسانيته من المسيحي الذي لا يطبّق قيم المسيح
- اصل المصائب الكذب لا الحقيقة.. وعن قول "محمد مراح" الذي يريد تركيع فرنسا
- كتاب "سلمان رشدي" بذيء ولا يستحّق القراءة وفيه تظلّم
- ماذا يقول (Marc Fromager) عن السعوديين؟
- الدم بين المسيحيين والشيعة اقلّ بكثير من اراقة الدماء بين المسيحيين أنفسهم
- بن لادن تعلّم التكفير في الجامعة السعودية
- "القاعدة" على الباب ويريدون الهائنا، وبغض النظر عن المطالب قادة الحراك لا يمثلون 50 شخص
- رفيق الحريري بنى معمل للمصاحف القرآنية فيها دعوة لقتل الشيعة وحذف لآيات قرآنية تدعو للمحبة
- "القاعدة" أنقذت جريدة "شارلي ايبدو"
رأت الباحثة التاريخية والكاتبة الدكتورة "لينا المرّ نعمة" أنّ الشعب الفرنسي بالعموم لا يدري خطورة انتشار وتمدد "داعش" في العالم ولا في فرنسا، لافتة الى أنّ صدور كتابها بالإفرنسية "فتاوى وكاريكاتور – استراتيجية التكفيريين" هدفه نشر الوعي لدى الغرب.. مؤكدة في حديث الى قناة الـ"OTV" (برنامج حوار اليوم) أنّ الشعوب في المنطقة ولبنان أكثر وعياً لخطورة انتشار الإرهاب ومنظمات "القاعدة" وقالت: لهذا السبب تمّ اعتماد صورة فتى فرنسي "داعشي" لا يبلغ من العمر 12 سنة على صورة غلاف الكتاب "Fatwas et Caricatures" يُنفّذ جريمة قتل في سورية للإشارة الى خطورة انتشار فكر "القاعدة" حتى داخل الأوساط الأوروبية... وللأسف الأوروبيون بالعموم والجيش الفرنسي يُحبط بعض العمليات الإرهابية، ولكنّ التكفيريين يهددون فرنسا وباريس بعملية ضخمة تشبه تلك التي ضربت الولايات المتحدة الأميركية في 11 أيلول..
واعتبرت المرّ نعمة أنّ فرنسا تشهد بالخفاء تحضيرات لحرب اهلية من قبل سياسيين مسيحيين وآخرين مسلمين برمي الزيت على الجمر، وقالت: الكتاب هدفه نشر الوعي لحماية المسلمين في فرنسا لأنّهم سيكونوا ضحايا هذا التطرف والتعصّب الأعمى، وحماية المسيحيين بطبيعة الحال.. وقالت: فرنسا ليست كلبنان، هنا في لبنان، المسيحيون والمسلمين يحبون بعضهم، أمّا في فرنسا هناك شرخ بينهما، وهناك كره متبادل. وهناك تحضير خفي لحرب اهلية، والدين في فرنسا يلعب دور تفريقي، وهذا ما تبغيه "داعش". وما اريد قوله في كتابي هو أنّ ما يُحضّر ليس حرباً اهلية (كما حصل عندنا) ...
الحقيقة بتشفي
ورداً على سؤال قالت "لينا المرّ نعمة": "الحقيقة ما بتزيد بالإنقسام. يللي بزيد بالإنقسام هوّي الكذب. بالحقيقة عندما تُخبر ما حصل مثلاً في ايران، وما كان دور الغرب بتلك الأحداث تتوضّح الأمور. ايران تتطوّر وتتغيّر.. في لبنان "الحجاب" امر طبيعي ونحن معتادون على ذلك، ولكن تاريخياً "الأخوان المسلمون" استخدموا "الحجاب" بفكرة "نحن ضدكّم وليس ضمن فكرة أننا نرتدي احجاب لأننا نحبّ ديننا"... والمنظمات السياسية استخدمتها لغاياتها السياسية، والأخوان المسلمون هم كانوا اول من شغلوا على ذلك. أمّا في لبنان المرأة التي تتحجّب هي امرأة متدينة...
وأكدّت لينا المرّ نعمة، أنّه مع تنامي الحقد الذي يُشغل عليه، يتمّ تعميم الإرهاب، وهذا الأمر كارثي على المسيحيين كما على المسلمين.
محمد مراح ركّع فرنسا
ولتأكيد كلامها تستشهد المرّ نعمة بسيدة فرنسية تُدعى "لطيفة"، رغم قتل الإرهابيين "القاعدة" لابنها لأنه يخدم في الجيش الفرنسي، بدأت بالتفتيش عن دوافع قتل إبنها.. وعند توجهها الى الحيّ الذي يقطن فيه الإرهابيون، واجههوها بكلام أنّ "محمد مراح ركّع فرنسا" وهو بطل الإسلام.. وهذا الأمر ينمّ عن كره للآخر، وهذا ما رفضته الأم بقوة، فانشأت مؤسسة لوقف استغلال "داعش" أوالقاعدة، لمثل هؤلاء الأطفال والصبية في فرنسا.. وهي اليوم تدعوهم وتعمل على نبذ العنف وحبّ البلد الذي يقطنون به "فرنسا" والمسيحيين واي انسان..
وأشارت " لينا المرّ نعمة " أنّ التكفيريين يسعون الى التفرقة بين الناس، تماماً كما حصل في لبنان أثناء الحرب في القرن الماضي، تقول: مثلما فرقوا بين المسيحيين والمسلمين في لبنان بزرع الكره. في اوّل الحرب اللبنانية تمّ خطف شبان مسيحيين وتمّ تعذيبهم ليُقال فيما بعد ان المسلمون هم وراء ذلك.. وكانوا من الفلسطينيين.. والهدف من ذلك تغذية الإنتقام، والإنتقام المتبادل، لندخل في دوّامة أو "دواّخة" لا تنتهي.
العراق وتقصّد الشيعة
وتابعت لينا المرّ نعمة: اليوم هذا ما يُعمل به في فرنسا. التفرقة عكس المحبة. و"داعش" اليوم تستخدم نفس اسلوب "القاعدة" في العراق مع "ابو مصعب الزرقاوي"، حيث سعى الى تفريق اهل السنّة عن الشيعة، من خلال ارسال انتحاريين أو سيارات مفخخّة للأحياء الشيعية لحثّهم للإنتقام بحقّ السنة، وهذا ما يفيد فكره وجماعته ونفوذه.
سياسة "فرّق تسد" التي تعتمدها الدول، بحسب المرّ نعمة تخففّ اعباء العدو، فتقول: بدل ان تكون الخسائر من كلى الفريقين، الخسائر والدمار تلحق طرف واحد لأنّ التقاتل يصيب الشعب الواحد أو البلد الواحد..
كتاب "سلمان رشدي" ركيك وبذيء
ورداً على سؤال الفرق بين الثورة الخمينية والحركة الوهابية، قالت المرّ نعمة: الحركة الوهابية لم تكن ثورة، الثورة في ايران مع الخميني كانت حركة شعبية. في بلاد العرب أو الجزيرة العربية التي سميّت "السعودية" أنشأ محمد عبد الوهاب بالإتفاق مع الأمير بن سعود على تقديم السند الديني بفرضه بالقوة، والثاني فرض دولة آل سعود. صحيح انّي ارفض فتاوى القتل بالمطلق، ومعارضتي للخميني بهذا الخصوص، ولكن ايضاً يجب ان نعرف ماذا كتب "سلمان رشدي" لأنّ كتاباته فيها تظلّم بحق المسلمين. وكتابه يتضمّن كلاماً بذيئاً، وحتى كتابته بالإنكليزية "ركيكة" جداً.. إضافة الى هزئهم من الإمام الخميني، تماماً كما فعلت صحيفة "شارلي ايبدو".. هزء بمعتقدات الآخر عن غير وجه حق.
(Marc Fromager)
ورغم تأييد "لينا المرّ نعمة" وجود تراجع لدى المسيحيين ديمغرافياً في العالم، أشارت الى أنّ الديانة المسيحية بمسيرتها على الأرض لم تعرف يوماً من الراحة، التحديات رافقتها منذ اليوم الأول، ولكنها قادرة على التغلّب عليها، مشيرة الى اهتداء عدد كبير جداً من الناس الى "المسيحية" سيما في السعودية، وفق ما يشير المسؤول عن مساعدات الكنيسة المضطهدة "مارك فروماجيه".
ورداً على تقرير لأحد المشايخ يشير فيه الى اعتبار كل بلد يصبح مسلماً، يكون فيه الناس بأجمعهم غنائم وسبايا.. نساء ورجال وأطفال وحقول ومزارع كلّه للدولة الإسلامية، وكل شيء يوزّع غنائم للمجاهدين.. ولهذا السبب يجب انشاء سوق النخاسةلبيع العبيد والجواري والنساء والأطفال، وكلّ "راس" له ثمن.. قالت لينا المرّ نعمة: هذا ما يدعو اليه "الأخوان المسلمون" وهذا ما تطبقّه "داعش"، مش صحيح أنّو الأخوان المسلمين معتديلن، هم يدعون الى ذلك، والأتراك أيام السلطنة كانوا يلموّن كل اولاد المسيحيين الحلوين، البنات ليأخذوهم لهم والفتية لأسلمتهم وادخالهم بالـ"إنكشارية" (ابن الجارية)..
الأخوان المسلمين كداعش
ولفتت المرّ نعمة الى انّ داعش من خلال "افلامها التسويقية" تسعى تطبيق نصوص قديمة، وكلّ ذلك تماماً تدعو اليه الأخوان المسلمين، باستعادة ايام ابو بكر الصديق، وعمر ابن الخطاب.. وفي النصر يريدون تحويل مياه النهر الى دم..
ورداً على سؤال، اعتبرت المرّ نعمة، أنّ "ابن تيمية" يكفّر الشيعة لعدة اسباب، من بينهم تأييدهم للمسيحيين النصارى).. وقالت: لا يوجد تكفير لدى الشيعة، وفي الحرب اللبنانية.. يمكن القول أنّ الدم بين المسيحيين والشيعة كان اقلّ بكثير من اراقة الدماء بين المسيحيين أنفسهم. فيما الدماء بين التكفيريين واللبنانيين والأصوليات السنية واضحة، وكان آخرها غزوة الأشرفية مع حرق الكنائس.. واضافت المرّ نعمة: جنبلاط في السياسة يطبّق هذه السياسة وكان في الحرب البنانية ((حرب الجبل)) كان يتلقّى الأوامر من سوريا "مصطفى طلاس" ومن الإتحاد السوفياتي، وهذا القول ليس بتجنّي، لأنّه هو من قالها بلسانه، وأحدٌ لم يهدده او يجبره على قولها...
بن لادن تعلّم التكفير في الجامعة السعودية
وعن علاقة الإرهابي بن لادن بالسعودية وعائلة "بوش" الملتبسة، قالت المؤرخة لينا المرّ نعمة: "السعودية هي التي مولّت بن لادن، وهي التي ربّت هذا الفكر ودعمته.. فالتكفير تعلمّه "بن لادن" بالجامعة السعودية عند ما كان يتعلّم الهندسة.. من خلال كتب السيّد "قطب".. وهناك تعلّم غزو العالم لكلّ شخص لا يفكّر مثله.. وأضافت المرّ نعمة: وتفضيل السعودية والأسرة الحاكمة للأميركيين عند وقوع الخلاف مع بن لادن، مرده اذعانهم للاميركيين والعلاقة التي تجمع بوش باسرة آل سعود، وهذه العلاقة تعود لعشرات السنوات قبل وصولهم الى بيت الأبيض.. وهناك صورة لبوش الأب يصلّي في السعودية.
رفيق الحريري
وتلحظ "لينا المرّ نعمة"، التزام الرئيس السابق رفيق الحريري بناء معمل لطباعة ملايين النسخ من القرآن الكريم، على انّ توزّع هذه النسخ مجاناً، ومُهداة من الملك السعودي.. ورئيس مكتب "الواشنطن بوست” بالقاهرة "دايفد اوتاواي" (David Ottaway) استطاع ان يزور هذا المعمل المبني بالقرب من "المدينة المنورّة" بفضل "رفيق الحريري" من خال "اوجيه السعودية"، ويُخبر "دايفد أوتاواي" عن هذه الزيارة كيف أنّه صُدم بكبر حجمه.. وفي تلك الأيام كان رفيق الحريري يفتخر بقوله انّه ليس لبنانياً..
الفلاح أفضل من غني
تعقّب المر نعمة: انا افضّل الفلاح الفقير المتشبّث بأرضه ولا يهمنّي دينه هو "ملاك" بالنسبة لي، ومن يتزنطر على لبنان ولا يعتبره بلده فالله معو.. يللي بيتو مخرّب بصلحو.. مش بيجو بقولولك في "زبالة" بدنا نخرب البلد!
لاق في زبالة، منروح نلمها. يللي مش لبنان مش بيتو، ومعتبرو "اوتيل" يسعدني أن يغادر هذا الوطن. "القاعدة" على الباب ويريدون الهائنا بأمور لا تُفيد، والحراك الشعبي لا يمثلون اكثر من 50 شخصاً.. هلاء الذين يسلّط الإعلام الضوء عليهم لا يمثلون شيئاً.. المطالب شيء ومن يمتطي هذه المطالب شيء آخر.
يجب أن نحكي عن أهم شي. بطلّوا يحكو عن "داعش"! الم تلاحظ الناس ذلك؟ داعش تقترب منّا!
بالأمس احتلّت مدينة بالقرب من حمص. داعش عندا اسرى من جنود الجيش اللبناني والدرك!
ليش بطّل حدا يحكي عنون، أو يفكّر فيون؟ هودي أهمّ من الزبالة.. فرزوا زبالتكم، بتخفّ كتير..
ماذا يطبعْ بمعمل المصاحف لرفيق الحريري؟
وبالعودة الى ما ينتجه معمل الذي بناه رفيق الحريري، تقول لينا المرّ نعمة: "تفسير العائلة المالكة للقرآن التي توزعّه مجاناً، ويشيرون فيه الى أنّ المسيحيين واليهود نجسين، وأنّ نجاستهم هي روحية وجسدية.. وتسأل المرّ نعمة: هذا ما يتعلموه عن المسيحيين، انه زرع للكراهية.. وللاسف موقع هذا المعمل، يَلغي آياة قرآنية تشير الى المحبة.. واحد المفكرين الإسلاميين الفرنسيين "عبد الوهاب مدني" دافع عن كلام البابا بنديكتوس 16، وتمنّى من المسلمين شكره لأنه يطرح اسئلة مشروعة.. رغم أنّهم "قوّلوه" ما لم يقله. تماماً كتأويل الكنيسة الأرثوذكسية ما لم تقله اليوم.. وللأسف يتمّ توزيع هذه المصاحف للشيعة وتتضمّن طلب قتل الشيعة.. لأنّهم يستندون الى كتب "ابن تيمية"، واليوم يعتبر الشيعة الذين يحجوّن في مكة انهم على الدوام "متقصدين".. وهنا يستوقفني سؤال ما دامت "داعش" تدعّي انها تحارب الحكومة السعودية، والحكومة تلقي القبض على خلايا "داعش" فلماذا هذه الخلايا لا تستهدف الاّ الجوامع الشيعة!
القاعدة و"شارلي ايبدو"
واعتبرت المرّ نعمة أنّ صحيفة "شارلي ايبدو" التي افلسها المسيحيون بمقاطعتها والدعاوى المرفوعة ضدّها لإهانتها السيّد المسيح والسيدة العذراء والمسيحيون.. انقذتهم "القاعدة" بالهجوم عليها، لأنّها عومتّها بالمال لتحافظ على استمرارها.. وقالت: اعتدائهم على الشرطة الفرنسية تضمن ايضاً اعتداء على مسلمين فرنسيين..
ودعت لينا المرّ نعمة وقف منطق القتل والإلغاء، والسير بمنطق العقل، "ما داموا يتحدثون أنّ افكارهم قوية كما يظنون، لماذا يستخدمون لغة القتل. اكثر الناس المنزعجين من تصرفات "داعش" هم المسلمون. ومع صدور هذه الفتاوى هم يلزمون المسلمين في الدول الأوروبية على السير بحسب فتاويهم..
ورداً على سؤال انتهاء "اوروبا المسيحية" ومساعي "داعش" لإجتياحها، قالت المؤرخة "لينا المرّ نعمة": في حال حصل ذلك، سيكون اضطهاد المسيحيين دافعاً لإعادة احياء "المسيحية" بحركة داخلية روحانية سرية.. وستدفع بالمسيحية "السرية" في الشرق لإعلان مسيحيتهم.. المسيحية لا يمكن لأحد ان يغلبها.. انها ديانة "الحب" والحب لا يموت، اشخاص يموتون نعم، ولكن حبهم المستند الى الحب والمسيحية لا يموت يل يستمرّ وينمو...
وتضيف لينا المرّ نعمة: "الكنيسة منذ 2000 عام مستمرّة.. أنا كمسيحية احترم كلّ مسلم يتصرّف بحسب الشريعة الطبيعية. ووحده الحب يمكنه أن يتغلّب على الشرّ، لأنّ مواجهة الشر بالشر غذاء له.. انا ادعو للسلام، وما دامت النوايا هي المحبة لن تكون نتائجها الاّ المحبة.. لا يمكن ان نمثّل بمحبتنا.. والشخص الذي يحبهم يجب الاّ يخشى قول الحقيقة.. ولهذا السبب ادعو كافة المسلمين لمواجهة "داعش" ليس بالكره ضدّها بل بتطبيبهم.. علينا ان نكره "المرض الذي يصيب "الدواعش" لا الأشخاص.. أمّا بخصوص النصوص فكتابي يفضح بعضها، لأنّه باسمها يتمّ قتل الناس... وانا اقرب الى المسلم الذي يسير وفق انسانيته من المسيحي الذي لا يطبّق قيم المسيح، وشخصياً قلت للنائب عن اقليم الخروب "عبدو عويدات" عدة مرات، أنّه لو كان جميع اللبنانيين أمثالك لا يوجد حرب.. وإن كانوا كلهّم مسلمون.
رابط الحوار:
https://www.youtube.com/watch?v=XbjHZFSZ8EU