صونيا رزق-
بعد اسابيع معدودة من الهدوء الحذر على جبهات الجرود في عرسال ورأس بعلبك والقاع، عادت تلك الجرود من جديد الى الواجهة الامنية، بعد الاعتداءات التي يشنّها المسلحون على مراكز الجيش في المنطقة، وثمة من يسأل من الاهالي «لماذا تهدأ تلك الجبهات فجأة ثم تعود لتصبح على فوهة بركان»؟، مبدين إستياءهم مما يحصل منذ سنوات في جرود بلداتهم التي اصبحت دويلة اسلامية لمسلحيّ «داعش» و«النصرة»، وتسودها اجواء الرعب كل فترة مع اشتداد المعارك بين الجيش اللبناني والارهابييّن الذين يقومون بإعتداءاتهم على مراكز المؤسسة العسكرية، مشيرين الى تخوّف من تدهور الوضع اكثر، بالتزامن مع قدوم فصل الشتاء الذي يربك المسلحين من كل النواحي، فيقومون بالاعتداءات من كل حدب وصوب.
في غضون ذلك نقلت مصادر سياسية بقاعية بأن استنفاراً واسعاً يسود الجرود حالياً ، وابدت تخوفها من انفجار خطير يقترب، وذلك بحسب المعطيات الامنية الظاهرة حالياً، وكشفت بأن حزب الله ارسل تعزيزات عسكرية كبيرة الى المنطقة، ما ينبئ بتوتر كبير وببروز الجرود الى الواجهة العسكرية من جديد.
كما ينقل الاهالي في مناطق البقاع الشمالي بأن الجيش مستنفرالى اقصى درجة ، ما يجعلهم مطمئنين، وهم بذلك يحلمون باليوم الذي يتم فيه تحرير جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع من اوكار المسلحين، الذين يشكلون خطراً كبيراً على البلدات البقاعية، بعد ان اصبحوا بمثابة القنابل الموقوتة القابلة للانفجار الطائفي والمذهبي في اي لحظة، لانهم يسيرون على خط الاقتتال المذهبي من خلال لعبهم على وتر المذهب الحساس خصوصاً في بلدة عرسال المحسوبة على الطائفة السّنية.
ويشيرون الى ان ارهابييّ «داعش والنصرة» يسيطرون على نحو تسعين كيلومترا مربعا من جرود عرسال، كما يحتلون نحو مئة وعشرين كيلومترا مربعا من جرود رأس بعلبك، ونحو ثلاثين من جرود القاع، مع تأكيدهم بأن المعركة ليست سهلة وبالتالي فهي مكلفة جداَ، لكنهم يأملون خيراً ويثقون بجيشهم الذي يسجّل ضربات موجعة يومياً بهؤلاء المجرمين، لافتين الى ما سمعوه قبل ايام من عناصر الجيش المكلفة حمايتهم، بأن الجرود لن تكون ابداً خطاً احمر امام الجيش، وابدوا تفاؤلاً بأن نهاية هؤلاء لا بدّ ان تتحقق على ايدي الجيش، لان اي طلقة رصاص يُرّد عليها فوراً بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.
هذا وافيد قبل ايام بأن الجيش اوقف قيادييّن في التنظيمات المسلحة، وهو يرصد كل تحركات المسلحين الذين باتوا منهكين من الضربات الموجعة التي يتلقونها بعد أي اعتداء على الجيش، كما يقوم بتوقيف أي مواد اولية مهرّبة للمسلحين ومنها المازوت الذي يستعمل للتدفئة، وسط معلومات امنية بأن المعركة باتت مفتوحة على شتى الاحتمالات.
وفي هذا الاطار طمأنت مصادر امنية بأن القرار إتخذ تحت عنوان « لن يكون لبنان في قلب الارهاب والمعركة مستمرة ضده»، وهذا يعني بأن الاجهزة الامنية متنبهة جدا وهي في المرصاد لكل الاحتمالات، وتأخذ في الاعتبار كل السيناريوهات العسكرية المحتملة، وهي تقوم بواجباتها على اكمل وجه من خلال تصدّيها للهجومات على محاور البقاع الشمالي، مذكّرة بهجوم وادي حميّد في عرسال ومعركة تلة الحمرا في جرود رأس بعلبك، فكل هذا أكد لمسلحي «داعش والنصرة» بأن حلمهم الارهابي لن يتحقق في هذه المناطق، لان الجيش في اقصى جهوزيته وهو لهم في المرصاد دائماً.