اختتم وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل جولته الجزينية بعشاء نظمه "التيار الوطني الحر" في زحلة برعايته, حضره النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي, الوزيران السابقان كابي ليون وسليم جريصاتي, النواب السابقون فيصل الداود وسليم عون وكميل المعلوف وحسن يعقوب ولفيف من الكهنة ووجوه سياسية وكوادر حزبية وفاعليات اجتماعية واقتصادية.
وألقى باسيل كلمة خلال العشاء قال فيها: "تخيلوا ان المجتمع الدولي بكل قواه وبدوله وبعظمائه وبمخابراته وبعسكره يناقش ليحدد من هم الارهابيون, في الوقت الذي نحن في لبنان اختبرناهم كثيرا ومنذ زمن, وفي المفهوم العسكري لدينا 3 تحديدات. فالارهابي هو الذي يقتل كل انسان بريء, ان كان طفلا او شيخا او مدنيا, فهو يتعمد قتله. ثانيا ان الارهابي لا يقبل الاخر فكيف بالحري ان يختلف عنه. وثالثا هو ليس لديه قضية واحدة مرتبطة بوطن بحدود بمفهوم, هو عابر للحدود وللدول والقارات. فنرى مثلا مقاتلا من الجنسية المصرية يقاتل في لبنان. ما هي هذه القضية التي تجمعه وتجعله يعبر القارات آتيا من استراليا لكي يقاتل في سوريا, الى جانب وجود 80 جنسية مختلفة من بقاع العالم تقوم بالقتال فيها".
وسأل: "ما هي القضية التي تجمع هؤلاء وتربطهم سويا, هل هو مشروع خلافة الذي يعتقد به ان تكون الدول جميعها خاضعة له, والا يجوز قتل كل من يقف في وجهه؟ بموجب هذه التحليلات للارهاب، لا اعتقد انه على امريكا وروسيا او السعودية وايران او اي دولة مع اخرى ان تختلف على لوائح الارهابيين، والا وجب عليهم اعطاؤنا المعلومات ونحن نقوم بتحديد كل هويات الارهابيين الموجودين في سوريا. هذا الارهاب التكفيري لسنا فقط نحن اللبنانيون معنيون لكي نتصدى له, اقول لكم نحن هنا الى جانبكم, فعلى الحدود هنا يوجد جيش وشعب يتصدى ويواجه, وان عدنا بالذاكرة نرى ان اللبنانيين عام 2000, بجيشهم وشعبهم واجهوا بعد ان تم قطع راس اول ضابط في الجيش اللبناني, يومها لم يكن يوجد لا المالكي ولا بشار الاسد ولا حزب الله, اذا الارهاب ليس له لا مبرر ولا تبرير, لا بفلسطين ولا بالعراق ولا باي مسبب لكي يمارس هذا النوع من الاجرام, وهذا الارهاب التكفيري سهل تحديده. هذا بالنسبة لما تمت مناقشته في فيينا".
أضاف: "في لبنان هناك نوعان من الارهاب يعاني منه لبنان اليوم, اولا الارهاب السياسي, الذي يمنع اناسا مثلنا ان ياخذوا حقوقهم بالمواطنية. فنحن في زمن نعاني فيه من موجات التهجير في المنطقة وخلوها من عشرات الاف من المواطنين يوميا. بالامس قمت بسؤال وزير خارجية النمسا عن عدد المهاجرين الذين يدخلون النمسا اسبوعيا فاجاب ان العدد يصل الى حدود السبعة الآف شخص, ومع موجة التهجير صرح بان العدد وصل الى عشرة آلاف. فنحن ان طالبنا بعدم استقبال السوريين انما الهدف منه ليس بغير انساني, بل هو للمحافظة على بلدهم ولعدم هجره وتركه للغرباء الذين يدخلون اليه من 80 دولة في العالم. فبرأيي هذا هو الهدف الانساني للسوريين".
وتابع: "من تجربتنا نرى ان السوريين يتركون ارضهم، والعراقيون والفلسطينيون تركوا ارضهم, نرى ان لبنان يشهد موجة تهجير جديدة عشناها منذ مئة عام , لذلك من واجبنا ان نطلب ان يكون من اول شروط الحل السياسي في سوريا هو عودة السوريين الى بلادهم, ونقول اننا نريد اللبنانيين الذين هجروا لبنان منذ 100 عام ان يعودوا الى لبنان, وان نعطيهم حقهم في جنسيتهم. انا اريد ان ارى من هو اللبناني الذي يريد حرمان اللبنانيين من جنسيتهم ومن عودتهم الى لبنان, سننتظر انا وانتم من سيعارض قانون الجنسية في الايام المقبلة في المجلس النيابي, من يريد حرمان لبنان من اللبنانيين, ومن يريد حرمان اهل زحلة من اهلها الذين تركوها وهاجروا الى البرازيل واميركا وفنزويلا وعلى كل بقاع الارض".
وقال: "نريد ان نرى من سيقول لهؤلاء اللبنانيين ليس لكم جنسية, في الوقت الذي يقول للسوري وللفلسطيني وللباكستاني والبنغلادشي اهلا وسهلا بك تفضل الى لبنان, هذه ارضك. اليوم الذي يريد حرماننا من هويتنا وثقافتنا التي دفعنا ثمنها, صمودا وتجذرا في هذه الارض, وعيش جدودنا في صخور جبل لبنان من ايام السلطنة وما قبلها وبعدها، من يريد ان يقول لك انت ايها اللبناني نريد ان نحرمك بقانون بسيط جنسيتك وبذلك يكون قد مارس عليك ارهابا ليس اقل من ارهاب داعش. اذا, داعش يهجرنا من ارضنا, وذاك يحرمنا العودة الى ارضنا".
أضاف باسيل: "ثالث نوع من الارهاب اليوم هو الميليشيوي الذي يشبه المافيا والذي يريد اخضاعك اما بالترهيب او بالترغيب. نحن اناس جريمتنا اننا جئنا لبناء دولة من دون فساد وسرقة. وبأحسن او اسوأ الاحوال, اذا اردنا ان نكون واقعيين ونريد ان نقبل بسرقة البعض, فنحن لا نريد ان نسرق, فهم يريدوننا ان نسرق معهم ويجبروننا ان ندخل حلقة الفساد وان نكون جزءا فيها. هذا لا يفرق كثيرا عن الارهاب الذي يريد تحويل المواطنين الى رهائن للسياسة, تحت معادلة لا تعطيهم حقوقهم الا بالخضوع, فهي تريد ان تستزلم الشعب، تريدها ان تكون مستزلمة لهم, لكن جريمتنا هي اننا نريد اعطاء الناس حقوقهم من دون ان تكون زلما لنا, نحن في التيار اليوم ثابتون ولا نتزحزح ولا نخضع لاي ارهاب, ونحن لسنا تيارا للخدمات. نحن عصيون على الارهاب وعلينا ان نواجهه بكل اشكاله التكفيري والسياسي والميليشوي".
وتابع: "اريد ان اقول لاهل زحلة نحن نشعر بالعنفوان معكم ونكبر بكم, انتم الزحلاويون الذين لطالما ابقيتم راسكم مرفوعا بانتمائكم الى قضية التي هي لبنان. ووسيلتنا للوصول الى قضيتنا هي التيار الوطني الحر, لذلك نريد ان يكبر التيار معكم مثل ما كان في زحلة سابقا, نريد ان نعمل سويا وادعوكم الى الانتساب بكثافة في تيارنا لاننا لسنا متزمتين ولسنا بحزب ضيق انما نحن ملتزمون في قضية, نحن تيار. الارهاب لا نستطيع ان نواجهه "نص ع نص", لا نستطيع ان نقول انه ليس هناك من ارهاب في وطننا او ان نعتبر داعش امرا عابرا, لا نستطيع ان نتساهل مع التكفيريين وان نقوم بتقديم عسكريين وان نقدم لهم ترضية ليأخذونهم رهائن ولا نستطيع ان نقبل ان تحتل قطعة من ارضنا, في الوقت الذي نحن قادرون فيه على تحريرها. ولا نستطيع ان نقبل باستقبال الفكر التكفيري, الذي ليس لديه مكان بيننا, نحن تيار نستطيع ان نقبل الجميع باختلافاتهم ولكن من يفكر في الغائنا, لا نستطيع ان نعيش معه ومن يريد الغاءنا سنلغيه, والذي يريد ان ينال منا سوف ننال منه, ومن يريد ازاحتنا من هذا الوطن سوف نزيحه, اذا كان التعدد الذي يواجه الارهاب التكفيري يريدون تسميته مطلبا مسيحيا فليكن, نحن نقول لهم هذا مطلب وطني وهم يريدون تسميته مطلب مسيحي فليكن, التعدد لم يعد مسيحيا والذي يريد ان يقول انه يريد ان يواجه الارهاب السياسي بمطلب بناء الدولة وان يسميه مطلبا مسيحيا, اذا كان المسيحيون يريدون بناء دولة وهذا مطلب مسيحي فليكن".
وختم باسيل: "نحن نفهم مفهوم الدولة هي للمسيحيين والمسلمين ونحن ليس لدينا عقدة التسمية, قضيتنا هي قضية مسلمين ومسيحيين. نحن ندافع عن كل انسان حر, ونريد انتساب اعضاء للتيار من كل الطوائف وليس فقط مسيحيين".
ختاما, سلمت هيئة التيار في قضاء زحلة درعا تكريمية للمناسبة.