قضية تهزُّ الوجدان، وتثير في النفس الألم والأحزان، نظرتها الهيئة القضائية في محكمة الجنايات في دبي أمس، وجاء فيها أن المتهم البالغ من العمر 37 عاماً، تعمَّد قتل ابنه «غير البيولوجي» مع سبق الإصرار والترصد بذريعة تأديبه، «لأنه مقصر في دروسه، ولا يسمع كلامه، ويتبول لا إرادياً في فراشه»، وأنه يصرف عليه كل أمواله من أجل أن يصبح متميزاً دراسياً.
وأوضحت النيابة العامة أن المتهم أحضر الطفل من موطنه في أحد البلدان الإفريقية، قبل نحو عام، وأنهما يعيشان في شقة سكنية في منطقة القصيص، مشيرة إلى أن الفحوص المخبرية التي أجرتها الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي، أثبتت أن المتهم ليس الأب البيولوجي للمتوفى.
وأظهرت تحقيقات النيابة أن الأب اعتاد على ضرب طفله مستخدماً عصا خشبية، وحذاءً، وقبضة يده، مع تكرار محاولة إغراقه في بركة السباحة الخاصة في البناية التي يسكنون فيها، وأنه في يوم وقوع الجريمة اعتدى عليه بيده وحذائه، وضربه في مناطق متفرقة من جسمه، حتى صار يتقيأ، فأسقاه الحليب، وسقط على الأرض من شدة الألم والقسوة، قبل أن ينقله إلى المستشفى ميتاً.
أما تقرير الطب الشرعي فأظهر أن المجني عليه تعرض إلى ضربات قوية على صدره وبطنه، ناتجة عن أجسام صلبة راضة، بعضها خشن السطح، وجائزة الحدوث نتيجة اللكم والركل والضرب بحذاء أو ما شابه، وأن والده تأخر في إسعافه ونقله للمستشفى، إضافة إلى أن سبب الوفاة هو تمزق الأمعاء الدقيقة وتسرب محتواها إلى التجويف البطني.
تحقيقات الشرطة
وأشار ملازم في شرطة دبي للنيابة، إلى ورود بلاغ من إدارة العمليات، مفاده إحضار طفل متوفى إلى مستشفى زليخة في القصيص، وأنه بجمع الاستدلالات من الشهود الذين يشاركون المتهم السكن في الشقة ذاتها، تبين أن المتهم كان يعتدي على الضحية بشكل دائم، وأنهم كانوا يسمعون صراخه وبكاءه بشكل يومي.
وقال: «بالانتقال إلى المستشفى شاهدنا المتهم وهو في حالة هستيرية، وقال لنا إنه سقى المجني عليه حليباً نتيجة تقيؤه وشعوره بألم في بطنه، لينقل إلى المستشفى».
وأضاف: «بالرجوع إلى كاميرات المراقبة تبين أن المتهم كان قد اصطحب الضحية إلى مسبح البناية، حاملاً معه عصا استخدمها في ضرب الطفل أثناء اجتيازهما الممر، كما بينت الكاميرات أن الضحية بدت عليه علامات التعب، بُعيد خروجه من المسبح مع المتهم".
أقوال المتهم
وأوضح الشاهد نفسه أن المتهم قرر شفاهة أنه كان يضرب ابنه لأنه مهمل في دراسته وواجباته المدرسية، ولأنه يتبول لا إرادياً في فراشه، ولا يسمع كلامه، وأنه كان يضربه مستخدماً عصا خشبية، وحذاءً، وقبضة يده، إضافة إلى أنه كان يؤدبه بحرمانه من الخروج من المنزل.
وأضاف: «كما أفاد المتهم، أنه في يوم الوفاة، اعتدى على الطفل نتيجة حصوله على نتائج غير جيدة في المدرسة، وغضب منه، ومنعه من الخروج إلى الحديقة، وطلب إليه أداء واجباته المدرسية، إلا أنه لا حظ أنه غير مبال، فضربه على وجهه بيده، ثم بحذائه على أنحاء متفرقة على جسمه حتى صار يتقيأ، ويتوسل إلى والده عدم ضربه، لأنه يشعر بألم شديد مع التقيؤ".
من جانبه قال حارس البناية إن المتهم كان يصطحب المجني عليه إلى مسبح البناية في الأوقات التي لا يكون أحد متواجداً فيها، وأنه يوم الواقعة شاهد المتهم ممسكاً برأس طفله، ويضغط عليه بقوة ليغطسه داخل مياه المسبح، محاولاً إغراقه،«بذريعة أنه يعلمه السباحة».