Quantcast
Channel: tayyar.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 170039

عن لقاء مراد - بوغدانوف: روسيا امامها النصر..

$
0
0


بول باسيل -

ما بعد التدخل الروسي في سورية ليس كما قبله.. المنطقة والعالم متجهان بقوة نحو نظام عالمي جديد لا ترسم فيه وحدها الولايات المتحدة الأميركية خيوطه.. روسيا تجرّأت، فكيف إذا لحقتها الصين ودول "البريكس" مجتمعة؟

عن هذه التحولات والمتغيّرات في المنطقة والعالم، حاورت جريدة "الثبات" رئيس "حزب الاتحاد"؛ الوزير السابق عبد الرحيم مراد، وإليكم أبرز ما جاء:

يعود رئيس "حزب "الاتحاد" عبد الرحيم مراد إلى العلاقات القديمة التي تجمع سورية بروسيا، أو الاتحاد السوفياتي سابقاً، ليشير إلى أن هذه العلاقة لم تكن علاقة احتلال وهيمنة، بخلاف العلاقة التي جمعت الأميركيين بحلفائهم. يستذكر مراد طلب الرئيس المصري أنور السادات من الخبراء الروس مغادرة مصر، بعد العلاقة الطيّبة التي جمعت الرئيس جمال عبد الناصر بالروس، قائلاً: غادر الخبراء الروس مصر من دون مشاكل في القرن الماضي، واليوم، مع بدء الأزمة السورية، لاحظت موسكو بعد مراقبة متأنّية ما يحصل في المنطقة، ولفتها أمران: الأول له علاقة بالحرب الكونية على سورية، وما رافقها من تدخّل لجميع الدول بشؤونها الداخلية، من خلال دعم الجماعات المسلحة، والثاني له علاقة بتزايد المقاتلين الإرهابيين، الذين تعود جنسياتهم إلى الشيشان وبعض أقاليم روسيا.

بوغدانوف عن سورية

يؤكد رئيس الجامعة اللبنانية الدولية ومؤسسها عبد الرحيم مراد، أن انتصار الجماعات التكفيرية في سورية واستمرار أعمالهم التخريبية في سورية والمنطقة يشكّل للروس تهديداً استراتيجياً ليس على موسكو فحسب، بل على أوروبا والعالم بأسره. يشير مراد إلى لقائه مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في روسيا، فيقول: رغم الدعم الإيراني، ورغم مساعدة حزب الله للدولة السورية في مواجهة الحرب الكونية على سورية، هذه الحرب لن تُحلّ إلا بتدخّل دولة عظمى كروسيا، كون التدخّل الذي يقابله ناتج من دعم لدول إقليمية (تركيا - السعودية - إسرائيل..) وأخرى عظمى (أميركا - أوروبا..)، ويضيف مراد: الدعم اللوجستي والمالي والإعلامي للإرهابيين أصبح مشكلة دولية ويهدد الأمن والسلام العالميين، وبوغدانوف يلفت بصريح العبارة إلى أن أمن سورية بات من أمن روسيا، وأنه يجب تعاون كافة الدول لمواجهة الإرهاب (بما فيهم الأميركيين) لوقف تمدده في العالم، وبرأي بوغدانوف الإرهاب طال فرنسا وتركيا مؤخراً لكنه يمكن أن يضرب في أوروبا أو السعودية أو أميركا، أو أية منطقة في العالم، ولهذا السبب الروس يدعون إلى إنشاء تحالفات إقليمية ودولية لمواجهة الإرهاب، بالتنسيق مع الجيوش الإقليمية، لتكون النتائج مضمونة.

يضيف مراد نقلاً عن بوغدانوف أن الرئيس السوري بشار الأسد هو رئيس شرعي، ولا يحق لأي دولة التدخل بشؤون سورية الداخلية، وإلا عمّت الفوضى جميع الدولة، وفي حينه يمكن لأي دولة المطالبة بتنحّي أي رئيس لا يعجبها.. وعليه برأي الروس يجب احترام إرادة الشعب السوري، والقرار بالتدخل هو قرار استراتيجي وجاد وفعلي ولا رجوع عنه، وهو يعني بوضوح الدفاع عن النظام السوري أولاً، والحفاظ على وحدة سورية الجغرافية ثانياً.

لا ينفي مراد وجود مصالح حيوية لروسية في المناطق الدافئة، يشير إلى أن التنقيب على الغاز والنفط مقابل الشاطئ السوري حازت عليه شركات روسية، يقول: طبيعي جداً أن تحافظ روسيا على مصالحها في المناطق الدافئة، سيما أنها أُخرجت بحيلة أميركية - أطلسية من ليبيا، واليوم دخولها في الأزمة السورية لا يحمل في طياته إمكانية الفشل، فخيار النصر يقابله خيار النصر فقط بالنسبة إلى بوتين، ولهذا السبب نرى الزخم الروسي واضحاً في هذا المجال، وهو ما تترتب عليه تداعيات تتخطى المنطقة لتشمل النظام العالمي الجديد، لأنه سينهي بلا شك مرحلة الأحادية الأميركية، وسيكرّس نظام تعدد الأقطاب.

نسأل مراد عما إذا كان التدخل الروسي سيجلب الأماني لشعوب المنطقة، سيما أنه يُشار إلى اتفاق بين الرئيسين بوتين ونتانياهو مفاده توقيع دمشق لمعاهدة سلام مع تل أبيب، وتعهّد روسي بالحفاظ على أمن الجولان، يرد مراد: قبل الإشارة إلى محاسن أو سيئات التدخل الروسي في المنطقة، نسأل هل التدخل الأميركي في المنطقة، ودعمهم الإرهاب لخلق الفوضى حقق مصالح الشعوب العربية؟ التدخل الروسي بما لا يقبل الشك يخفف من أضرار الفوضى العارمة المسؤولة عنه واشنطن، ويوقف من استفرادها، أما حجم لقاء بوتين - نتانياهو فهو التأكيد على فصل قضية الإرهاب عن قضية الصراع "الإسرائيلي" - السوري أو العربي، وإمكانية حصول أية تسوة.

وماذا عن إضعاف النفوذ الإيراني في سورية؟ يقول مراد: ما يراه جميع الخبراء الاستراتجيين والعسكريين هو تعاون روسي إيراني في سورية لمحاربة الإرهاب، وخلافاً لما يسوّقه بعض الإعلاميين من أن التدخل الروسي يزعج إيران، فهذا التدخل يريح طهران وحزب الله، لأنه يزيل الكثير من الاحتقان المذهبي الذي يُراد للمنطقة، ويعطي للأزمة بعدها الأخلاقي لمواجهة الإرهاب على المستوى الدولي.

مصر

وماذا عن مصر واستدارتها تجاه روسي؟ يقول مراد: حصول أربع لقاءات بين الرئيسين بوتين والسيسي في سنة واحدة لافت جداً، وهو تأكيد على البدء بتنفيذ خطة استراتيجية مشتركة بين موسكو والقاهرة؛ فالأولى في هذا المجال تعتبر "السيسي" قائداً محورياً في المنطقة يمكن الوثوق به، سيما أنه يهمه القضاء على الإرهاب الذي يضرب سيناء وعدة مناطق في مصر وعلى الحدود مع ليبيا، يضيف مراد: المعاهدات بين الجانبين لحظت تأمين روسيا 60 مليون طن من القمح سنوياً من دون منّة كما كانت تفعل أميركا، وشمل أيضاً تسليح الجيش المصري بأحدث الأعتدة والصواريخ، مع بناء أو تجديد المصانع الحربية التي أوقفها الرئيسان السابقان أنور السادات وحسني مبارك، والبدء بتنفيذ مشروعات نووية سليمة، إضافة إلى مشاريع تعاون من خلال الأقمار الاصطناعية، وتنفيذ مشاريع تخص قناة السويس، ويردف "أبو حسين" كلامه قائلاً: هذه العلاقة الاستراتجية بين مصر وروسيا متجهة إلى التفعيل بين القاهرة وبكين وفق المعطيات والمؤشرات التي تؤكد وجود سياسة واحدة لدول "البريكس"، وهذه المتغيرات برأي الكثير بدأت، وستظهر نتائجها في القريب العاجل.

لبنان

وهل سيستثمر لبنان هذه التحولات الإقليمية، لاستعادة حيويته المؤسساتية المعطَّلة؟ يشير عبد الرحيم مراد إلى أن لبنان بحاجة إلى عملية جراحية تستأصل منه أزمته في النظام، لأنها تطال أمنه مع كل خضة إقليمية؛ كما حصل في أعوام 1958 و1976 و1990 و2006، يقول: الحراك الشعبي لتغيير النظام تأخّر كثيراً، ومعالجة الفساد تبدأ بتوحيد الرؤية، وبخطة واضحة للإقرار أولاً قانون انتخابي نسبي على أساس لبنان دائرة واحدة، أو على أساس المحافظة الواحدة، يتابع مراد حديثه: حتى الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري برأينا لا يمثل كافة شرائح المجتمع اللبناني خير تمثيل، ولا يعالج الأزمة بالفعالية المطلوبة، لأن جدول الأعمال يجب ألا يكون بانتخاب رئيس للجمهورية، بل بإجراء انتخابات نيابية تعيد إلى النواب شرعيتهم الشعبية، ويقول مراد: لبنان في عهد رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان لم ينعم بالاستقرار ولا بالازدهار، ولهذا السبب علينا تغيير أولوياتنا وفق ما أقرّه الدستور اللبناني بمادته الـ74 التي تشير إلى أنه في حال رافق شغور موقع رئاسة الجمهورية انتهاء ولاية مجلس النواب، يجب التوجّه فوراً إلى اجراء انتخابات نيابية جديدة، وهذا ما تُقرّ به جميع الدساتير والدول في الأزمات الكبرى، وهذا ما اعتمدته تركيا واليونان، وحتى "إسرائيل" عدوّتنا..

برأي مراد، النظام اللبناني ترهّل ولا بد من تغييره في أسرع وقت، بعيداً عن التعنّت، رأفة باللبنانيين الذين يعانون ثقل حوالي 100 مليار دولار دين، وفوائد دين 5 مليارات دولار سنوياً.. لهذا السبب، للخروج من هذه الأزمة لا بد من تمثيل الشعب حق تمثيل، ولا بد من الأخذ جدياً بما يطرحه العماد عون بمسألة انتخاب رئيس للجمهورية مباشرة من الشعب، لأنها أولاً تطمئن المسيحيين، وثانياً تحافظ على وجودهم الوطني الحيوي في هذه المنطقة.

المصدر: الثبات 


Viewing all articles
Browse latest Browse all 170039

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>