Quantcast
Channel: tayyar.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 175243

فحول وخصيان (عباد زوين)

$
0
0


منذ غياهب التاريخ و الظلم البشري يستعمل العبودية، التي تقوم على أسر أو خطف رجال و نساء، و بيعهم كالحيونات. الرجال كانوا يسمون عبيدا و النساء إماء، و مفردها أمة، و بكونون خدما مدى الحياة. النساء كن أيضا لخدمة أغراض الرجال الجنسية. بالمقابل، فإن بعض العبيد الذكور كانوا يوضعون في خدمة الحريم، فكانوا يخصون، فيفقدون ذكوريتهم و لا يعودوا يشكلون خطرا على النساء.


و المسيح، له المجد، أشار إليهم بقوله: "...لأن في الخصيان من ولدتهم أمهاتعم على هذه الحال، و في الخصيان من خصاهم الناس، و في الخصيان من خصوا أنفسهم من أجل ملكوت السماوات (متى 19: 12). و المقصود بمن خصوا أنفسهم الذين تخلوا عن الشهوات الأرضية و تكرسوا لخدمة الله.


صحيح أن العبودية هي أسواء و أحقر ما يصاب به الأنسان، لكن أسواء و أحقر أنواع العبيد، هم من يبيعون أنفسهم، و برضاهم، ليكون عبيدا.
أما الذين "يخصون أنفسهم من أجل الملكوت" فهم أشرف الناس. إنهم الأنبياء الحقيقيون و القديسون، و هو إستحقاق يتمنى الوصول إليه كل سكران بالله.


أما المشكلة ، التي تعنينا اليوم، فهي مشكلة من خصوا فكرهم، و إن كانوا يتمتعون بكامل ذكوريتهم و أنوثتهم الجسدية، و يبحثون ، دائما، عمن يشتريهم .


أثناء الحرب المعلنة علينا، من بداية سبعينيات القرن الماضي، بدأنا نشهد بروز و تنامي جماعة خصيان الفكر، الذين يبيعون كل المحرمات و المقدسات و دماء الشهداء... و حتى مستقبل أولادهم و بلادهم، من أجل لقب، أو وعد بلقب.


و بواسطة البترودولار، جأنا عبيد يعملون عند النخاسين، همهم شراء هذا النوع من الخصيان، فنجحوا بإيصال بعضهم إلى مراكز القرار. و ماذا يفعل خصي الفكر على طاولة القرار؟ بطبعه و تطبعه يبصم على ما يقرره له النخاسون.


و لسنين، شاهدنا و عانينا من وصول خصيان الفكر، الذين تدعمهم وسائل إعلامية حديثة، و سيل من البترودولار. و ذهبت كل التحذيرات و التنبيهات هباء، حتى استفاق الناس على أصغر أصغر إرتكاباتهم: مشكلة النفايات.


و كما يحدث، عندما تلتقي قطعتان مغناطيسيتان بقطبين مختلفين، سالب و إيجابي، فيتتافران، هكذا يحدث بين السادة الأحرار، فحول الفكر، مع جماعة خصيان النخاسة، الذين حين لا يجدون خصيا يشتروه، يقبلون بالأقل فحولة. لأن وصول الأسياد يقضي عليهم.
و معروف أن الجبن و الكذب هما من صفات الخصيان الأساسية.


و بعد، هل نعجب من الإستماتة بوجه وصول الرجال الرجال؟


هنا تكمن مشكلتنا، نريد إيصال الأكثر كفأة و جدارة إلى المراكز المخصصة لنا، فيما النخاسون يبحثون عن خصيان...و لا يدركون المتغيرات، فيظلون في تبعيتهم حتى يدركهم الهلاك.


لقد مضى زمن الخصيان، و جأ زمن الأسياد المستحقين، أصحاب الرؤية و الكفائة و الشموخ. و الإرادة الشعبية الحرة المتنامية طوت صفحة ذلك الزمن الرديء، و لا تقبل بغير النخبة. و النخبة وحدها من يؤمن لنا الشراكة الكاملة.


فابشر لبنان بعودة أيام العز.
عباد زوين


Viewing all articles
Browse latest Browse all 175243

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>