مقدمة نشرة أخبار الـ OTV:
فيما تستعد فيينا لإضاءة أول الطريق للحل السوري غداً، يهدد تمام سلام بإطفاء مقر رئاسة مجلس الوزراء والذهاب إبى بيته بعد أسبوع ...
العالم من حولنا يجترح حلول الأزمات ... وسلطة الأمر الواقع عندنا عاجزة عن رفع النفايات ... ربما لأن منطق المناورة والمكابرة هو سيد الموقف، في كل شأن لبناني، داخلياً كان أم خارجياً...
فعلى سبيل المثال، يلتقي غداً في العاصمة النمساوية وزراء خارجية واشنطن، وموسكو، وأنقره والرياض، بعد الزيارة - الحدث للرئيس السوري إلى العاصمة الروسية... لكن مسؤولي سلطة الأمر الواقع في بيروت، أعلنوا سلفاً ومسبقاً، أن اجتماع فيينا هو لتحديد مهلة أشهر لرحيل بشار الأسد، ونزع صلاحياته طيلة فترة بقائه، ونقل سلطاته إلى الذين هُزموا في الحرب العسكرية ودُحروا على أرض سوريا ... هكذا يفكر أهل السلطة عندنا. وهكذا يحللون ويستخدمون عقولهم ... لم يسأل أيٌ منهم نفسه: لو أن بوتين قصد توديع الأسد، لماذا أحضر معه إذن وزير دفاعه ومسؤول مخابرات؟
المنطق المعتور نفسه، يطبقه حكام بيروت في شؤونهم المحلية... رئيس الحكومة يحتج على أزمة النفايات... علماً أنها الأزمة التي فجرها فريقه السياسي ... وهي الأزمة التي انبثقت من هدر ملياري دولار، من قبل حكومات شارك هو فيها، ولصالح صناديق سوداء يعرف أصحابها فرداً فرداً... وهي الأزمة التي يعرقل حلها على الأرض، أناس من فريقه الشعبوي أيضاً... بحيث يتاجرون بأهل عكار في الرفض، ويقبضون ثمن الأزمة في الطمر...
طالما هذه هي سلطة الأمر الواقع في بيروت، من منا لا يفهم نزلة الشارع، أو مأساة عائلة صفوان؟ من منا لا يفهم أن يعيش اللبناني نزاعاً بين أن يثور غضباً، ولو انتهى معتقلاً في سجون السلطة، أو أن يموت هرباً، ولو انتهى في بحور الفقر والبؤس واليأس ...