كتب الصحفي الأمريكي دايفيد اغناتيوس مقالة نُشرت في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية بعنوان "منتخب روسيا: شرطي العالم"، اعتبر فيها ان "الأبّ الروحي" للتدخل العسكري الروسي في سوريا هو رئيس الوزراء والمدير الإستخبارتي الروسي السابق يفغيني بريماكوف.
وتحدثت الصحيفة عن مدى تأثير الأخير في الرئيس الروسي فلادمير بوتين، مستشهداً بما قاله بوتين خلال مراسم دفن بريماكوف قبل أربعة اشهر، لجهة مدى فهم الأخير للشرق الأوسط، وامتلاكه رؤية عالمية.
وتطرّق الكاتب الى ما قاله بوتين في هذه الكلمة عن استشارته بريماكوف ومشاركة الخطط معه، ورأى أن الحراك العسكري الروسي في سوريا يمثّل احدى اكثر الخطوات العسكرية الروسية جرأة منذ عام 1945، مضيفاً أن بوتين بدأ يحقق حلم "بريماكوف" بنشر النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، لكنه حذّر من أن "ثمن ذلك هو تسلّم مسؤولية محاربة التطرف الذي انهك الولايات المتحدة".
وبينما كان التدخل العسكري الأمريكي في العراق "حربًا اختيارية"، يقول اغناتيوس، يعتبر بوتين محاربة داعش قضية وجودية لروسيا، التي لديها مجتمع إسلامي كبير ومتزايد.
كذلك لفت الكاتب الى أن تولي روسيا هذا الدور قد يعني "تغيّرًا جوهريًا في العلاقات بين القوى داخل الشرق الأوسط"، حيث تسعى روسيا لأن تصبح حامية ليس فقط للرئيس السوري بشار الأسد، وانما لأوروبا "المتخوّفة من الإرهاب واللاجئين وامدادات الطاقة".
ونقل الكاتب عن مسؤول عراقي قول بوتين لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، على هامش جلسات الجمعية العامة في نيويورك، في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، أن روسيا "جادّة في التعامل مع التهديد الذي يشكله ألفا روسي تقريبًا انضموا الى داعش"، وذلك بعد ان سأله العبادي عما اذا كان جاداً فيما يخص مواجهة الإرهابيين.
ورأى أن بوتين يحقّق حلم بريماكوف "بإعادة احياء القوّة الروسية في الشرق الأوسط والعالم"، لكنه نبّه إلى أن هذا التغيير يجلب معه الكثير من المخاطر لكل من روسيا والولايات المتحدة، التي قد تقلب موازين القوّة داخل المنطقة وخارجها".