Clik here to view.
في أول حملة عسكرية لروسيا بعيدا عن بلادها منذ سقوط الاتحاد السوفييتي، أظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفوذه العالمي بمقاتلات جديدة وصواريخ تمّ إطلاقها من البحر أصابت أهدافها بدقة متناهية. وفي مقابل ذلك تبدو أوضاع الولايات المتحدة الأميركية وخياراتها في الشرق الأوسط حاليا "بين سيئة وسيئة جدا" وفق ما أكد المحلل ونائب رئيس مركز "وودرو" الدولي لشؤون المبادرات الجديدة آرون ديفيد ميلر لـ"سي أن ان"، إذ لم تعد المنطقة "تنظر إلينا كما في السابق" وفق تعبيره.
ووصف ميلر بوتين بـ"الخطير والمستعد لحماية المصالح الروسية التقليدية وللإقدام على المخاطرة، وفي المقابل يتجنب الرئيس الأمريكي الإقدام على هذه المخاطر وخصوصا فيما يتعلق في سوريا".
وتابع قائلا: "في الحقيقة حاليا يبدو بوتين قويا وهذا يشجع ويقوي نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد، وعليه فإن موقفنا ضعيف، وفي الوضع الحالي فإن خياراتنا تنحصر بين سيئ وسيئ جدا.. نحن لسنا محببين أو نثير الخوف أو حتى نحترم في المنطقة كما كنا في السابق".
وأضاف: "الروس لديهم علاقات تاريخية تمتد إلى 40 عاما مع عائلة الأسد ولديهم حلفاء على الأرض السورية إلى جانب امتلاكهم الوقت، فبعد نحو عام سيتغير الرئيس الأمريكي وسيكون هناك أيضا مرحلة انتقالية، وعليه فإن بوتين استغل الفرصة للتصرف بشجاعة".
ستيفنز: روسيا تحاول إثبات أنها قوة يمكن الاعتماد عليها بسوريا
وبدوره رأى بيرت ستيفنز، المحلل والكاتب بصحيفة "نيويورك تايمز"، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "يحاول تقديم نفسه على أنه راع مقتدر لحلفائه ويريد تأكيد أن القوة الروسية هي قوة يمكن الاعتماد عليها".
مسؤول سابق بالخارجية الأمريكية: سوريا ليست مهمة بالنسبة لنا وعلينا استيعاب ذلك
من جهته، قال جيريمي شابيرو، العضو السابق بدائرة التخطيط السياسية بوزارة الخارجية الأمريكية، إن سوريا وما تشهده حاليا من أحداث ليست مهمة للإدارة الأمريكية مؤكدا على أنه من الضروري استيعاب ذلك.
وفي مقابلة أجراها مع "سي أن ان"، أعرب شابيرو عن اعتقاده بأنه من الأمور التي اعترف بها أوباما هي أنه لدينا مصالح في الشرق الأوسط ويتوجب علينا الانخراط فيما يجري هناك ولكن علينا أن نكون أذكياء في كيفية تحقيق ذلك، وعلينا الاعتراف بمحدودية قدراتنا في الشرق الأوسط ومحدودية الأمور التي نريدها في هذه المنطقة، سوريا ليست مهمة لأمريكا، بالطبع هناك مشكلة إنسانية ونحن نقوم بأمور لمقابلة هذه المشكلة ولكن لا اعتقد أنها مهمة للغاية لأمريكا وعلينا استيعاب ذلك".
وأردف المسؤول الأمريكي السابق قائلا: "من الدارج في واشنطن وفي عواصم أخرى القول بأن السياسة الخارجية لأمريكا ضعيفة هذه الأيام، ولكن كما قال الرئيس بنفسه هذا سوء فهم وتقدير لنقاط القوة والضعف، إرسال جنود أمريكيين لخوض معارك غير مهمة للولايات المتحدة الأمريكية في بلدان بعيدة هو ليس المنبع الذي تأتي منه القوة الأمريكية".
وتابع قائلا: "فكرة أن أمريكا استخلصت قوى لها في الشرق الأوسط خلال السنوات القليلة الماضية لا تبدو فكرة صائبة من وجهة نظري، عندما ننظر إلى نتائج التدخل الأمريكي في العراق فلا أعتقد أن ذلك جعل أمريكا أكثر قوة بعد انفاقها تريليونات الدولارات وارسالها لمئات الآلاف من الجنود فلم نعزز مصداقيتنا أو قوتنا بتلك الخطوة."
