جويس نوفل –
حل النفايات اصبح في متناول اليد.. وبين الأمس واليوم تغيرّت المعادلة في زوق مصبح، فأكوام النفايات بدأت تتلاشى ليس بالحرق أو الطمر بل بفرز بيئي وصحّي بامتياز.. وبمبادرة فردية.
منذ الصباح الباكر (أمس) لم تمنع اشعة الشمس الحارقة "زياد ابي شاكر" والفريق المواكب، من تشغيل المكنات لينطلق العمل بالمصنع المتنقل للوصول الى الهدف، معالجة بفلسفة "صفر" نفايات.
يقول ابي شاكر: "في كرتون مكبّس، في بلاستيك مفروم، وفي تخمير للمواد العضوية لتصبح سماد.. وصلنا في لبنان الى كل التقنيات الضرورية انو نقدر نعالج نفاياتنا من دون ان نكبّ منهم شي. واهم شي انو منقدر ندخلهم على الإقتصاد المحلي والوطني. وهالكرتون بتقدر تروح الى معامل تصنيع الورق.. وكذلك الأمر في موضوع الزجاج والبلاستيك.. والأكياس التي ترونها نحن اخترعنا تقنية اسما "eco-board" ومن شأن ذلك فرم "العوادم" وتحويلها الى الواح، وهي الواح بلاستيك صلبة يمكن ان تضاين 500 سنة ..
بلدية زوق مصبح، تلقفّت الفكرة وأمنّت اللازم وها هي تُسأل من جيرانها البلديات عن الحل.. يقول رئيس بلديتها أن مشكلة النفايات يمكن ان تُحلّ، وحلّها في لبنان، واتمنى على المسؤولين الترخيص لهؤلاء الناس ولامثال زياد لمعالجة النفايات، وبالعكس يمكنهم تطليع مصاري.. واليوم اتصل بي عدد كبير من رؤساء البلديات، دعوتهم المجيء وجاء بعضهم وطلبوا مني تنفيذ العمل نفسه بخصوص اتفاقي مع زياد ليتخلصوا هم ايضاً من نفاياتهم.. وسنطرح الموضوع مع اتحاد بلديات كسروان ليكون للجميع رأيه ودوره.
ويقول ابي شاكر: نبرهن للبلديات اليوم انه إذا اعطيتموننا قطعة ارض ثابتة، يمكن حلّ الازمة..
وعلى الطريق العام توقف العديد من المارة للحشرية، ومنهم من اراد ايصال الامانة لتعميم ثقافة الفرز، تقول احدى السيدات: فرزت الزبالة في البيت، ونازلي عم فتش على حدا يجي ياخدها.. ويوجد في بيروت وفي بعبدا.. ورأيتهم على الطريق.. فانزلتهم. وانا افرز النفايات منذ حوالي 20 عاماً.
ويقول احدهم، كلنا منّق على وجود "الزبالة" لماذا لا نفرز النفايات، اتمنى ضرب "فيروس" الفرز كلّ الشعب.. البيئة التي نعيش فيها هي بيتنا.. فلما رمي الزبالة في البيت؟
ينهي أبي شاكر كلامه لقناة الـ"OTV"، يجب ازالة المستوعبات عن الطرقات، "وعلى كلّ البلديات ان تقول للمواطنين لديها، ليضع الناس الاكياس العضوية السوداء كل يوم امام المنزل.. والاكياس الزرقاء توضع يوم السبت لتأتي البلدية لتأخذه.. وهكذا تُحلّ مسألة النفايات.
إذا خطوة جديدة قي لبنان وليس في العالم، ولكن المستغرب والمُحزن رغم ترحيب الأصوات الفردية بالمشروع، تغيب اصوات الدولة (الحكومة) ووزارة البيئة عن دعم هكذا مشاريع..