عقدت كتلة الوفاء للمقاومة اجتماعها الدوري بمقرها في حارة حريك. بعد ظهر اليوم الخميس تاريخ 15/10/2015 برئاسة النائب الحاج محمد رعد وحضور أعضائها.
في مستهل الاجتماع توقفت الكتلة بمناسبة اطلالة رأس السنة الهجرية الجديدة، عند المضامين والأبعاد الحضارية السامية لتلك الهجرة النبوية التي أحدثت تحولاً نوعياً في حياة البشرية وقدمت نموذجاً راقياً لمنهجية صياغة الانسان والمجتمع القويمين ان لجهة الرؤية الكونية الشاملة والمتناسقة أو لجهة المضمون الأخلاقي والانساني والاداء السلوكي المميز في العلاقة مع الله ومع الناس، أو لجهة بناء المجتمع المعافى والدولة العادلة.
ورأت الكتلة أن اعداء الدين والانسان ما برحوا يحاولون جاهدين في كل محطات التاريخ تشويه نموذج الاسلام المحمدي الاصيل بشتى الوسائل والاساليب، عبر الدس والكذب والتضليل والتلفيق تارةً وعِبر التسلط والاستبداد والالغاء تارةً أخرى وعِبرَ التوحش والقتل والارهاب تارةً ثالثة..
ومن أجل تثبيت معالم الدين الاسلامي الحنيف وصورته المشرقة، جسدت ثورة الامام الحسين (ع) سبط رسول الله محمد (ص) في شهر محرم الحرام من سنة 61 للهجرة، المثال الارقى والأبلغ تأثيرا بمواجهةِ الظلم وكل محاولات التزوير والتشويه، ومصْدَرَ الإلهامِ لكل المسلمين والمنصفين لتنفتحَ عقولهم وقلوبهم على الصورة الناصعة للإسلام وقيمه الحضارية المتوهجة التي تمثل السبيل الأقوم لبناء مجتمعات العدالة والطمأنينة والتكامل، والمعايير الصحيحة للسلوك الانساني في كل الأزمنة والامكنة والظروف والحالات .
بعد ذلك ناقشت الكتلة جملة من القضايا والتطورات المحلية والاقليمية وخلصت الى ما يلي :
1- ان من أسوأ النتائج الكارثية التي أصابت الأمة بفعل الارهاب التكفيري واستهدافاته واساليبه الوحشية، هو لصرف اهتمام شعوب المنطقة والعالم عمَّا يجري في فلسطين واتاحة الفرصة السانحة للعدو الصهيوني من أجل التوغل في استكمال تنفيذ مشروعه العنصري وشن حملة استباحة للمقدسات وللأرض وللشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، مع ما يرتب ذلك من توهين لقضية الأمة المركزية ومحاصرتها بمزيد من التعقيدات والصعوبات..
إننا ندين تجاهل الدول العربية والإسلامية وصمت وتواطؤ دول العالم الكبرى التي تدَّعي احترام وحماية حقوق الانسان، ونحيي بطولات وتضحيات الشعب الفلسطيني الاعزل ونقف معه وندعو الى مساندته ودعم انتفاضته بوجه حملات التهويد والابادة والاستيطان العنصري، كما نؤكد على وجوب تعزيز الوحدة بين كل فصائله واليقظة الدائمة ضد المكائد الاسرائيلية والافخاخ التآمرية على وجوده ومصالحه.
2- فيما لا يزال الغموض المريب يخفي ملابسات واسباب ونتائج الفاجعة الانسانية التي اودت بحياة المئات من حجاج بيت الله الحرام في منى ، فان استمرار حكام السعودية في انتهاج سياسة الاستهتار والتسويف بالتعاطي مع هذه القضية ، يعزز القناعة بعدم اهليتهم للتفرد بإدارة شؤون الحج وحماية الحجيج .
إنّ ما حصل هذا العام من مأساة هو اكبر من ان يطوى واعظم من ان ينسى، ولذلك فإنّ حكام السعودية معنيون بتقديم اجوبة واضحة لكل المسلمين في العالم ومسؤولون بشكل مباشر عن هذه الكارثة وما نجم عنها .
3 – ان التطورات التي تشهدها سوريا في هذه الفترة خصوصاً بعد المشاركة الروسية الجدية في الحرب ضد الارهاب التكفيري وجماعاته، فضحت التحالف الغربي ومشروعه المخادع والرامي الى اطالة أمد الاستنزاف للشعب والدولة في سوريا وأظهرت من جهة أخرى الطبيعة السياسية والاستراتيجية للصراع حول موقع سوريا ودورها واهميتها، كما كشفت الاستخدام الوظيفي للإرهاب التكفيري في خدمة مشروع السيطرة الغربية على سوريا والتحريض الطائفي والمذهبي لتسعير الاحقاد وتفتيت المجتمع واسقاط مواقع القوة السورية.
اننا في الوقت الذي نرى فيه أولوية محاربة الارهاب التكفيري وتجفيف منابعه والقضاء على جماعاته في سوريا وغيرها، نأمل أن تؤدي التطورات في سوريا الى تسريع انضاج خيار الحل السياسي بين السلطة والمعارضة الوطنية والذي يبقى هو الخيار الذي يحقق الاستقرار ويعيد بناء الدولة ويحفظ مكانة ودور سوريا، ويسقط المشروع الغربي المعادي لتطلعات الشعب السوري ومصالحه.
4- ان الشراكة الوطنية الحقيقية بين مكونات الشعب اللبناني، تشكل المدخل الطبيعي والواقعي لاستئناف الحياة الدستورية والسياسية في لبنان ولعودة الاستقرار الامني الاجتماعي.
وان اعتماد قانون انتخابات جديد يقوم على مبدأ النسبية بات أمراً ملحاً وأكثر من ضروري لتحقيق التطابق الفعلي بين التمثيل السياسي والتمثيل الشعبي من أجل تكريس تداول منتظم للسلطة بعيداً عن الازمات الموسمية وتسهيلاً لمبدأ المراقبة والمحاسبة للحكومات.
ان الكتلة تؤكد على أهمية مواصلة الحوار الوطني للتفاهم حول النسبية في قانون الانتخابات وتوفير المقدمات الوطنية اللازمة لانتخاب رئيس جديد للبلاد والتوافق على بقية بنود جدول اعمال الحوار، إلا أنها ترى أن اجهاض التسوية السياسية الجزئية التي جرى اقتراحها لتذليل بعض العقبات ، سيزيد من تعقيد الازمة وسيؤثر سلباً على العمل الحكومي والنيابي.
5- تجدد الكتلة مطالبتها الجيش اللبناني والقوى الأمنية، بملاحقة المخلّين بالأمن والمرتكبين الذين يسيئون بممارساتهم الى منطقة البقاع وأهله ويشكّلون عامل قلق واضطراب وتهديد للسكان ومصالحهم.
وتشدد الكتلة على ضرورة الحزم مع هؤلاء خصوصاً أن ما من جهة سياسية أو نافذة إلاّ وترفع عنهم الغطاء وتدعم جهود الجيش والقوى الأمنية لوضع حدّ لإرتكاباتهم.
6- تتقدم الكتلة من قيادة حزب الله والمقاومة الاسلامية ومن كل شعبنا العزيز واهلنا المضحين بأسمى التبريكات بشهادة الأخ القائد الحاج حسن محمد الحاج " أبو محمد الاقليم " الذي أمضى سنوات عمره مجاهداً في سبيل الله والوطن والانسان مقدماً أروع نموذج مقاوم متميز بالوعي والثبات والشجاعة والاقدام، دفاعاً مع اخوانه المجاهدين والشهداء عن لبنان والأمة وانتصارا للمقاومة ضد قوى العدوان والارهاب الصهيوني والتكفيري.
كما تتقدم الكتلة من ذوي الراحل الصديق رئيس الكتلة الشعبية النائب والوزير السابق المهندس ايلي سكاف ومن ابناء زحلة والبقاع وكل لبنان بأحر التعازي والمواساة لفقده في هذه المرحلة التي يحتاج فيها لبنان الى مشاركته وجهوده.