Quantcast
Channel: tayyar.org
Viewing all articles
Browse latest Browse all 170624

خاص: هل يسعى الحراك الى وقوع الكارثة لإستنهاض الشارع؟

$
0
0


مارون ناصيف -
منذ أن تنحى وزير البيئة محمد المشنوق عن مهامه في لجنة معالجة أزمة النفايات، ووزير الزراعة أكرم شهيب يحاور مجموعات الحراك المدني والناشطين البيئيين بهدف تعبيد الطريق أمام الخطة التي وضعتها لجنة الخبراء التي ترأسها شهيب. الإجتماعات التي عقدت لهذه الغاية بالعشرات. وساعات النقاشات التي دارت بين الفريقين لا تعد ولا تحصى، كل ذلك لأن شهيب يرفض راهناً إستعمال القوة وطلب المؤازرة من القوى الأمنية لبدء تنفيذ المرحلة الإنتقالية من الخطة، وهي ما ينتظرها اللبنانيون بفارغ الصبر لرفع النفايات المتراكمة في الشوارع وإبعاد شبح أمراضها عن أولادهم. غير أن تشتت قيادة مجموعات الحراك، وعدم ثباتها على رأي أو قرار معين، لم يسمح بعد حتى اللحظة على رغم كل الملاحظات والإقتراحات التي أخذ بها شهيب وأدخلها الى خطته، ببدء تنفيذ المرحلة الإنتقالية، الأمر الذي يفتح الباب أمام الكثير من التساؤلات. 
 
هل أن الحراك المدني لا يريد أن تسحب النفايات المتراكمة من الشوارع على قاعدة أن سحبها قد يفقده زخمه للضغط على الحكومة في الشارع بهدف إقرار ملفات مطلبية أخرى؟
 
وهل أن الحراك الذي فقد الكثير من شعبيته ولم يعد بحسب المتابعين، قادراً على تكرار تظاهرة التاسع والعشرين من آب، يريد من خلال تأجيل بدء التنفيذ لخطة شهيب، أن يبقي على النفايات في الشارع الى حين هطول الأمطار وتدحرج تجمعات الزبالة الى المجارير وقنوات الصرف الصحي، عندها يكون الفيضان الى داخل المنازل والمحال التجارية، وتقفل الطرقات، الأمر الذي يحدث صدمة شعبية مماثلة لتلك التي وقعت على المواطنين عندما أقفل مطمر الناعمة، ودفعتهم الى الشارع وحضن الحراك في آن معاً؟ 
 
هل يريد الحراك الذي يحاور على قاعدة عنزة ولو طارت أن تقع الكارثة، كي يستنهض الجمهور الذي نزل الى الشارع بعد قرفه من النفايات، وسرعان ما إنسحب منه بعدما تفاجأ بأنه يتظاهر لإلغاء الطائفية السياسية وإسقاط النظام والتسويق لرئيس جمهورية بلا لون ولا تمثيل، وصولاً الى المؤتمر التأسيسي الذي يشكل محط خلاف بين اللبنانيين ويثير هواجس شرائح كبرى من مكونات المجتمع اللبناني؟ 
 
نعم كلها أسئلة اصبحت مشروعة اليوم خصوصاً أن الشتاء بات على الأبواب. أسئلة يجب أن تطرح بعد التأخير المتعمد لبدء تنفيذ خطة الوزير شهيب، وعلى الأخير أن يأخذها بعين الإعتبار كي يحدد نقطة الصفر للمرحلة الإنتقالية، وإلا فمشهد الفيضان - الكارثة، سيحتل الشاشات قريباً. مشهد بالفعل لن تحمد عقباه، ولن يستطيع شهيب نفسه أن يتحمل تداعياته واضراره !   

Viewing all articles
Browse latest Browse all 170624

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>